22 ديسمبر، 2024 7:02 م

الأيادي الناعمة ودورها ببناء دولة المؤسسات

الأيادي الناعمة ودورها ببناء دولة المؤسسات

يشير الكثير من النخب الثقافية والفكرية والفنية خاصة الادباء والشعراء والفنانين الى دور هذه الفئة ببناء دولة المؤسسات ،وسميت بهذا الوصف الجميل والرائع واطلق عليها “الايادي الناعمة” اذ عملت على المساهمة ببناء دولة المؤسسات منذ وصول الملك فيصل الاول الى العراق. حين تم تأسيس الدولة العراقية مطلع العشرينيات اذ لعبت هذه الفئة من المجتمع دورا مهما بالبناء بشتى المجلات اسوة بما عملت به الدول المتطورة بتلك الحقبة المهمة للغاية والمفارقة ان يتحول الشعب العراقي الان الى التراجع حتى بمجال الادارة والنزاهة ووصلت الى تعاسة الشعب من بين دول العالم وهو يحتل المرتبة الثالثة ..! . وللأسف الشديد انتهاء دور هذه الشريحة مطلع الثمانينيات حين تم تسخيرهم الى سلطة النظام والتطبيل له وغياب دورهم ،بظل الوضع الاقتصادي والمعاشي الصعب للغاية . غاب او تأجل دورهم الحقيقي داخل المجتمع فضلا عن ملاحقة العشرات منهم ، مما اضطرهم إلى الهروب خارج البلاد . في هذه الفترة بعد التغيير سنة 2003 لم يعد لهم الدور الكافي ، بوجود “الفوضى الخلاقة” وكثرة النقابات والاتحادات والجمعيات واغلبها تركض وراء المادة والمنافع الشخصية وحتى المؤسسات الحكومية ومنها الفنية اصبها الاندثار وحتى المسرح الوطني اخذ يستغل للأغراض التجارية والترويج للنشاطات السياسية والحزبية . وبقي الفنان حائر أين يتجه . وحتى وزارة الثقافة تحيلهم على التقاعد فيما هم يتوقفون عن الانتاج والابداع ومتمسكين بالحكومة ورواتبها المتدنية جدا ولا تليق
بأسماء واعمال الفنانين . هناك بعض الأعمال والتجارب ولكنها خجولة وقليلة . هناك كثر من ثلاثين سيّدة عراقية ، اتحدّن مع بعضهن وقررن الوقوف بوجه كل المصاعب لإزالتها قدر المستطاع وتحدّي الفقر الذي يطبق على محتاجين يقيمون في عدد من المدن العراقية ومثل هذه التجارب الكثير ولكن لا وجود للاستمرار والتواصل في العمل . بعض وسائل الإعلام تعد تقارير عن عملهن ولكن هذه المرة عن مجال الحروب وازلة الألغام ، وأخذت انطباع الكثير منهن، وممن عشن على وقع الحروب لأعوام، قبل العودة للدفاع عن الحياة بطريقة خاصة. تعمل هناء خضر مع مجموعة من النساء في دوريات بحث عن ألغام وقنابل تقليدية الصنع مغروسة على أطراف قرى جبل سنجار شمالي العراق.
وتقول خضر في حديثها للصحيفة إنها كانت دائما تحلم بالعودة إلى سنجار عندما كانت طفلة، حيث هربت هي وعائلتها منذ سنوات بسبب الحرب. تعيش هناء الآن مع زوجها وأطفالها الثلاثة في قرية قريبة من جبل سنجار، والتي تصفها بأنها “مميزة جدًا”. وترى خضر، على غرار أغلب الأيزيديين الذين يعتقدون أن الجبل هو الموقع الذي رست فيه سفينة نوح، ولطالما اعتبرت القمة الصخرية ملجأ مقدسًا للأشخاص المضطهدين. وجبل سنجار، أنقذها وأكثر من 40 ألف يزيدي آخر عندما فروا من بطش تنظيم داعش، في أغسطس 2014. وبسبب السياسة الامنية الفاشلة والقاتلة إذ تم ذبح نحو 5000 من الأيزيديين وتم أسر ما يصل إلى 7000 امرأة وفتاة وبيعهن كعبيد جنس لعناصر داعش الارهابي.
تقول خضر، التي تبلغ الآن 28 عامًا: “كنا نخشى على حياتنا، لحسن الحظ، هربنا إلى كردستان، حيث عشت في مخيم للنازحين حتى تحرير قريتي”. الان ربما يختلف الوضع ويتم دعم واسناد هذه الفئة اسوة بالبرامج والاعمال التي سوف تعمل بها الحكومة الجديدة والتوفيق والنجاح الدائم ان شاء الله في هذه المهمة الوطنية الصعبة .