17 نوفمبر، 2024 9:58 م
Search
Close this search box.

الأول من محرّم محطة أنطلاق .. وولادة أمة

الأول من محرّم محطة أنطلاق .. وولادة أمة

شهر محرّم الحرام أحد ألأشهرألأربعة الحرم التي جاء ذكرها في القرآن الكريم وهي (محرّم، رجب ،ذي القعدة، ذي الحجة) أما سبب حرمة شهر محرّم فعديدة منها أنّ الله عزّوجلّ جعلها من الأشهر الحرم كما وأن العرب كانت تحرّم فيه الأقتتال والحروب حتى أن الرجل يمرّ بقاتل أبيه فلا يهيجه أحتراما لهذا الشهر ففي السنة السابعة عشرة للهجرة أستقر رأي الصحابة على أختيار سنة الهجرة بداية للتأريخ ألأسلامي وكانت هناك مشورات عدة من الصحابة الكرام  فأختار المسلمون مشورة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، في أن يكون شهر محرّم بداية للسنة الهجرية لكونه أول أعظم شهر عند الله بعد رمضان، وعلى عكس ما يعتقد بعض المسلمون من حزن وكدر في هذا الشهرأبتدءا من اليوم الأول منه حزنا على أبا عبدالله الحسين (عليه وعلى آل بيت رسول الله أفضل الصلاة وأتم التسليم)، حيث أشتمل هذا الشهر العظيم على بشارات فرح لأيصال رسالة ألأسلام وتعاليمه الينا عبر الرسالات السماوية حفاظا عليها من لدن حكيم عليم ففي هذا الشهر خلق آدم عليه السلام ، وأنقذ الله نوحا ومن معه من الطوفان وفيه رفع الله نبيه عيسى الى السماء وكذلك أنقذ الله نبيه أباهيم من نار نمرود كلهذه حدثت في العاشر من محرّم ، أما اليوم ألأول منه فهو يوم فرح وسرور عند ألأمة ألأسلامية جمعاء حيث أتخذه المسلمون للسنة الهجرية ألأسلامية فهي بحق من أعظم ألأيام قاطبة ،كيف لا وهي البداية لولادة أمة ،فحق على المسلمين أن يحتفلوا بهذا اليوم العظيم وأن يصوموا العاشر منه حمدا لله تعالى على نعمة ألأيمان والأسلام ، وان في الهجرة دروسا وعبر في ألأخلاص والوفاء،والتضحية والفداء، والشجاعة، والسخاء والمشورة ، فهذا أبو بكر الصدّيق صاحب هجرة المصطفى (صلى الله عليه وسلم) (ثاني أثنين أذ هما في الغار )، وهذا علي الكرار أول فدائي في ألأسلام  يفدي رسول الله (صلى الله غليه وسلم )بنفسه فينام في فراشه وهو يعلم بأن كفار قريش قد أجمعوا على ألأنقضاض على رسول الله في فراشه ، وتلك أسماء الصدّيقة بنت الصدّيق ذات النطاقين وقصتهاالمعروفة والتي أبدل الله نطاقها بنطاقين في الجنة كما بشّرها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ،وذاك عمر الفاروق ،كما يرويه سيدنا علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه فيقول (كل من هاجر الى المدينة هاجر سرا الا عمربن الخطاب ، هاجر علانية بعد أن طاف بالكعبة وصلى فيها ركعتين أمام أنظار كفار قريش وأنتصب قائما مناديا بأعلى صوته هذا عمر يريد أن يهاجر الى المدينة  فمن أراد منكم أن تثكله أمه ويترك زوجته أرملة وأطفاله يتامى قليتبعني وراء هذا الوادي فما تبعه أحد من صناديد قريش خشية أن يبطش بهم بل تبعه ضعفاء مكة ممن لم يجهروا بأسلامهم بعد(أي فطنة وذكاء) ،أما عثمان صاحب جيش العسرة التقي النقي هو من أشار على المسلمين أن يتخذوا محرّم أول شهر للسنة الهجرية (وأمرهم شورى بينهم )، فهو خير من أشار، وهكذا فأن هذا الشهر الفضيل خير كله وفرح في بشارات من أول يوم فيه وحتى آخره وكانت يهود تصوم العاشر منه والتي فيها نجى اللهموسى عليه السلام من فرعون، فلما علم رسول الله بذلكقال أنا أولى من موسى بصومه ولو بقيت لقادم أي(العام القادم) لأصومنّ التاسع والعاشرمخالفة ليهود ،وليس كما يزعم البعض في غير ذلك، لكن أستشهاد سيجتا الحسين (عليه السلام) في اليوم العاشر من محرّم والذي نسميه (عاشوراء) ترك حزنا عميقا في قلوبنا، لكنها مشيئة الله جعلته يستشهد على أيدي فئة باغية لم ترعوي  ،عزاؤنا فيه عزاؤنا في جدّه المصطفى المختار (صلى الله عليه وسلم) حيث يخاطبه ربه عزّوجلّ قائلا (أفأن متّ فهم الخالدون)(آية33 الأنبياء) ، فليس لنا الا أن نتبع سنته في هكذا مواقف حيث نراه وهو يدفن فلذة كبده أبراهيم وهو يقول(ان القلب ليحزن وان العين لتدمع ولكن لانقول ما يغضب الله وانا على فراقك يا أبراهيم لمحزونون ونحن نقولها لسيد شباب أهل الجنة سيدنا الحسين عليه السلام ان القلب ليحزن  وان العين لتدمع ولا نقول ما يغضب الله منا،ختاما أسأل الله تعالى بحرمة هذا الشهر العظيم أن يوحد صفوف المسلمين ويرفع راية لااله الا الله محمد رسوالله ،عالية خفّاقة ، انه على كل شيء قدير.

أحدث المقالات