الأول من تموز عيد ميلاد ( الشيبة الطيبة )

الأول من تموز عيد ميلاد ( الشيبة الطيبة )

تترقب العوائل العراقية، في كل عام وفي الأول من تموز ،خاصة الأبناء والأحفاد إذ؛ تتزين البيوت بالزينة والحلوى والأنوار الساطعة، لتطفئ شموع أعياد ميلاد- الشيبة الطيبةممن وثقت ولادتهم في هذا اليوم المبارك، من جيل تولادات الأربعينياتوالخمسينيات والستينيات. يعود سبب فرض هذا التاريخ الميلاد الاجباري، لأن دائرة الأحوال المدنية العراقية أو النفوس كما تسمى سابقاً، عندما أجرت عملية إحصاء السكان في عام 1957 ، اعتبرتأن الأول من تموز هو يوم ميلاد كل عراقي لم يُسجل فيها قبل ذلكالتاريخ، لذا ؛ تم تسجيل العراقيين بأنهم ولدوا في هذا اليوم، ممنلم يقوموا بتسجيل مواليدهم ، لتجنب التجنيد الإلزامي أو دفع الضرائب، أو أسباب اجتماعية أخرى ، إذ، حدد الأول من تموزكتاريخ رسمي لمواليدهم خلال تعداد عام للسكان عام 1975 . ونقلاعن الأستاذ عبد الوهاب الجبوري الذي ساهم في عملية الاحصاءالمذكور،  أن البروفيسور المصري محمد رياض الشنواني؛ أحدخبراء الأمم المتحدة المشرفة على الإحصاء، هو الذي حدد يوم 1/7 من العام الميلادي يوم ميلاد للعراقيين، ممن لا يمتلكون مستمسكيشير الى تاريخ ولادتهم، واختير التاريخ لأنه منتصف السنة، اعتمدذلك التاريخ قانوناً،  فقد نصت المادة (17) من تعليمات الاحوالالمدنية رقم (1) لسنة 1957 على اضافة (1/7 ) الى حقل اليوموالشهر من تاريخ الولادة، إذا لم يدونا في الحقلين المذكورين،وأصبح التاريخ (1/7) عيد ميلاد جبري لمعظم العراقيين.

     إن تسجيل العوائل لأبنائهم في الأول من تموز من قبل دوائر الأحوال المدنية في بغداد، يعود كذلك لغرق السجلات التسجيلوتلفها خلال فيضان بغداد في العام 195 إذ، غمرت بالمياه مخازن أضابير وسجلات النفوس العامة في حينها، مما أدى الىتلف الأضابير والسجلات الأساسية.

   عندما أجري إحصاء عام 1957،  ترك العديد من العراقيين حقلياليوم والشهر فارغاً، وهذا ما دفع دائرة النفوس لتوحيد المواليدالمجهولة تحديد تاريخ الأول من تموز تاريخ تولدهم.

       ولهذا الحدث ، هنالك مجموعة من الطرف التي رويت لكتابهافي الإعلام؛ منها: أن وفداً عراقياً زار أحد البلدان في تسعينياتالقرن الماضي، وعندما وصلوا إلى المطار لتدقيق جوازات سفرهم،رفضت سلطات المطار إدخالهم بحجة تزوير جوازاتهم، لأن جميعهممن مواليد الأول من تموز، الى أن تدخلت السفارة العراقية في ذلكالبلد وتواصلها مع السلطات المختصة، وأوضحت لهم قصة التشابه في التولد ثم السماح لهم بالدخول. وطرفة أخرى أجمل منها؛ أنوفداً عراقياً زار اليابان، فبقيت جوازات سفرهم لدى إدارة الفندق الساكنين فيه، وحين عودة الوفد للفندق، فوجئ الوفد بقيامها بعملعيد ميلاد للوفد الذي جميع أعضائه من تولد الأول من تموز، الذيفاجئ اليابانيين قبل العراقيين، وذلك لتوافق عيد ميلاد جميع الوفدالعراقي في يوم واحد.  ونختم مقالتنا، بقوله تعالى: ( ووصيناالإنسان بوالديه إحسانا ) سورة الإحقاق: الآية 15، وقوله تعالى :   ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ) سورة الإسراء  : الآية 23  .

فكل عام أيتها الشيبة الطيبة وأنتم بألف خير.

أحدث المقالات

أحدث المقالات