17 نوفمبر، 2024 7:43 م
Search
Close this search box.

الأوز العراقي

صحوت من النوم مبكرة كالعادة . اعددت لنفسي كوبا من الشاي وهرعت به الى شرفتي الصغيرة ، تطلعت الى السماء .. الغيوم رصاصية داكنة … الطيور بلون الرماد ، تحلق بجماعات ثم تعود لتحط على سطح الكنيسة المضبب الداكن او على خطوط الكهرباء السوداء.. حل الشتاء البارد… لكن هذه الطيور ما زالت تُحلِق لا تريد ان تترك المكان …. . بعيداً .. في البحيرات البيضاء المُثلِجة يبقى الأوز العراقي عائما على سطح بحيرة تشينغهاي لقضاء فصل الشتاء وتزداد هجرته سنة بعد سنة لتصل إلى اصقاع بعيدة من الارض . واليوم ، على صفحة مياه البحيرة الغربية في مدينة هانغتشو الصينية تمشي أسراب الاوز العراقي الهوينا بعد ان تم اطلاق 80 منهن لتجرب المياه الجديدة .

تدور حول أوزنا العراقي الكثير من الاساطير، يقال: “ان زوجين من الاوز قررا الفرار من جحيم الحرب مهما كان الثمن و حتى لا يكونا ضحية للقنابل العنقودية العمياء التي لا تفرق بين طير او بشر، و بعد رحلة شاقة إستغرقت ثلاثة اسابيع وصل الزوجان إلى حديقة الشعب (في الصين) وسط حفاوة من زملاء الحديقة كالطاووس الهندي و البجع البيروني و القرد الذهبي و تم إعداد مأوى لهما و توفير كافة أنواع الطعام من الذرة المطبوخة و البلح المسلوق و الجمبري الصغير. و بالطبع كانت الوجبة شهية بعد رحلة الفزع و الموت

عبر كل طلعةٍ مِن طلعات الطائرات الأمريكية المقاتلة (بي 52 ) عام 1991 على سماء العراق. و لحد الان لا احد يعرف مصير العشرات ممن عجزن عن المغامرة” .

و يبدو ان حظ الاوز العراقي المسمى ب( أسبو) الذي اتخذ من نهر كام مأوى له ( يقع في مدينة كامبرج البريطانية) يختلف عن حظه في بحيرات الصين . لقد فَقدَ نبله و بهائه و زهوه في هذا النهر، بدأ يعض و يهاجم اصحاب القوارب والسباحين. لذا تقرر نقله الى مكان سري بعيداً عن النهر…..لربما تم نقله الى سجن ابو غريب و أرسال المجندة الامريكية مع كلابها المدربة لتأديبه و نتف ريشه!! أو ربما أرسِلَ الى سجن غواناتنامو الامريكي في كوبا ؟ أو لربما قتلوه !!!. يا تٌرى ، ماذا كانوا يطعمون هذه الاوزات ليصبحن بهذ الشراسة و العداء ؟؟

هل تَطبَعنَ بطباع المستعمِر ؟ مثلما تم تطبيع عملاء السلطات الانكلو-امريكية في العراق، بعد ان قضوا سنواتٍ من التدريب المُرهق على كيفية عض و مهاجمة ابناء شعبهم العراقي ليتوجوا نتائج تدريباتهم بمؤتمر لندن 2002 السئ الصيت ؟ لربما كان الغرض من نقل اوزنا الى مكان مجهول هو الخوف من هجرته إلى لاالذي الاوز العادي المستأنس بعض” لأن !!كُلشي يصير ؟ إلى صفوف داعش الارهابية نظمامو الإالعراق طلاقه صرخاتبإة و ذلك ، يستخدم للحراسة في بعض القواعد الأمريكييهاجر لعدم قدرته على الطيران تحذيرية حادة و قوية في حالة اقتراب الغرباء” .

بطبَطَ س العادي منهستأنَفالمُ .اصبح كحال البط العراقي أزلام السلطة العراقية الجديدة يبدو ان حال بصرخاته التحذيرية الحادة بضرورة عودة القوات الامريكية إلى العراق لحمايةالشعب العراقي من داعش ؟ لكأنهم لايدركون ان : ” الارهاب الإسلامي ، سيتوقف ،حالما تتوقف المخابرات المركزيةالامريكية عن دعمه . سيتوقف ،حالما تتوقف المخابرات العسكرية الباكستانية عن دعمه . سيتوقف ،حالما تتوقف المخابرات السعودية- البريطانية عن دعمه وحالما يتوقف جهاز الموساد الأسرائيلي عن دعمه . الحرب نفسها ستتوقف عندما ينتهي المخطط الاخير لهذه النخبة الأستعمارية من سيطرتها على أخر منبع من منابع ( لاري جان ).” هذا الكوكبالنفط على

تم استباحة طمأنينة شعبنا و استقراره.. تم سوقه كالنعاج ،تم ذبح و قتل الالاف من شبابه فداءً لعيون الفاتحين، و بسكاكين وبنادق الفاتحين . تسلقوا قمم الجبال هاربين مفزوعين،جياع .. سلموهم لحامي حمى الفاتحين لِ (اردوغان) ملِكاً من ملوك هذا الزمان ، ليأويهم في خيام باردة ويعدهم بالهجرة إلى بلاد الفاتحين . لِمَ تأتنا اللطمات من كل الجبهات !!… السني يُقتل ، الشيعي المعارض يُقتل ، الكردي المعارض يُقتل إذا لم يطع اسياده ، الاشوري يُقتل ، التركماني يُقتل ، الارمني يُقتل.. المسلم المُسالم يُقتل، الصابئي يُقتل، المسيحي يُقتل اليزيدي يُقتل ومن ليس له دين يُقتل ايضاً ….. . ما هذا الصمت ؟ من علمنا لغة الصمت ؟ و لِم الصمت !!!

أحدث المقالات