23 ديسمبر، 2024 11:03 ص

داعش ليست فقط الفكر التكفيري والظلامي الذي يغزو المنطقة الان. الذي يترعرع وينمو بقوة في العراق وسوريا وليبيا ومصر وتونس والجزائر حيث يقوم هذا التنظيم بتدمير وتخريب كل ما هو إنساني بقتل الحياة  وسحق الانسان بصورة بشعة جدا.لكن هنالك دواعش من نوع أخرهم جزء او هم العامل الرئيسي لما نعيشه من واقع سيء. وخراب عام لكل ما كان يوما نابض بالخير والمحبة والجمال. هم (الاوروك) كائنات تختفي خلف اسماء وعناوين لا يمكن ان تجد لها أثر اوتقع على دليل إدانتها لكنها منتشرة بكل مكان والكل يتحدث عنها واسعه النفوذ تمتد فروعها الى المناصب الصغيرة والكبيرة . مهمتها تحطم اي نجاح ، وتقضي على كل امل، ان تعطل كل مشروع، ان تحارب كل موهبة .يا سؤء حظك لوكانت لديك خبرة او تتمتع بكفاءة ستحاربك حتى تقتل أحلامك وتعطل كفاءتك وموهبتك. لانها لا تحب إلا العاجزين ولا تثق إلا بلفاشليين.اذا جاء مستثمر من اجل العمل داخل البلد حاربته واطلقت علية الاشاعات وسوفت وماطلت واثار حولة الشبهات وقدمت له الشروط التعجيزية حتى يهرب مسرعا من حجم القيود عليه.الاوروك لا يطيقون احد يتكلم بصوت عالي يريدون الجميع ان ينبطح لهم تريد من الجميع ان ينكس راسه لهم. ويعبدهم ويتبع خطواتهم ،لا يجلسون إلا على الاشلاء. فهم يستريحون اذا كثر الخراب وزادت الانقاض وعمت الفوضى .
اذا سمعوا لصا يسرق الدولة يتسترون علية واثارات الشبهات والشكوك حول التهم الموجه اليه وماطلوا  وبرروا ودافعوا حتى ينقذونه .واذا سمعوا مواطن يخدم بلده انقضوا عليه يلوثون سمعته ويشوهون صورتة ويجعلونه يندم انه قدم حياتة وفكره من اجل خدمتة بلده ولا يكتفون بذلك الا بعد رحيلة من منصبه والقضاء علية معنويا .ستجد هذا النوع من الاشخاص موجود بكل مفصل من مفاصل الدولة بكل مؤسساتها وفروعها هم  يشاركون يوميا بقتل احلام العراقيين.اما الذين ياتون ليشاركوا في بناء بلدهم فيجدون في كل خطوة عقبة وفي كل طريق حفرة وامام كل خطوة جيدة مئات الالاف من الخطوات الغبية والمدمرة سواء للاقتصاد والسياسة وحتى للامن ولو كان الحال غير ذلك كان وضعنا الان افضل بكثير.ان مقدار ما يمتلكة العراق كبلد من قدرات بشرية ومالية ومساحة جغرافية ومقامات ديني كان المفترض ان يتصدر كل دول المحيطة بمستوى من الرقي الحضاري والعمراني والفكري والبشري .لولا الاوروك هذا الكائنات التي تتغذى على الخراب وتعتاش على الحروب والفساد وتقتل الجمال وتنمو بالاماكن الاسنه وتعتاش على الرشوة والرذيلة.لكان لدينا الكثير من المشروعات والشركات العملاقة بالعراق .ويتم انشاء  احدث المصانع والمعامل لإصبحنا اكثر رخاء واكثر امن واكثر استقرار.لما كان هذا حال بلد يمتلك من عائداتة ما يعادل ميزانية خمس دول.
لما اصبح عدد الارامل والايتام والعاطلين هذا العدد المخيف والمستمر بالزيادة .الاوروك كائنات بشرية تقتل الحياة تحاربنا بكل مكان تعتاش على بؤسنا وفقرنا وحرماننا من كل شيء، هم بكل مكان ابحث عنهم قليلا وستجدهم .
ومضة:
إننا نستنشق الفساد مع الهواءفكيف تأمل أن يخرج من المستنقع أمل حقيقي لنا.
نجيب محفوظ