لابدّ والى حدٍّ كبير أنّ كلَّ او معظم الذين يطّلعون او يقرأون النصف الأوّل من العنوان اعلاه , ستقفز” على الفور” الى اذهانهم صحيفة The Observerالبريطانية المخضرمة والعريقة والمُعتّقة , وهي جريدة شهيرة ترتبط ” بشكلٍ او بآخر ” بالتراث الإعلامي والصحفي البريطاني , وصدر العدد الأول منها في عام 1791 , تصدر كلّ يوم أحد وتعتمد في معظم مواضيعها على سياسة تحريرية اصلاحية واجتماعية – ديمقراطية . يُشار ايضا أنّ مِمّنْ عملوا في هذه الجريدة الصحفي الإيراني الأصل ” فرزاد بازوفت ” الذي جرى اعدامه في العراق سنة 1990 بتهمة التجسّس .
< وإذ لازلنا وما برحنا في نقطة البداية او في خطّ الشروع ! > , فإنّ ما يعقب ذلك القفز الى الأذهان حول ”
الأوبزيرفر البريطانية ” فهي صحيفة Baghdad Observer – التي كانت تصدر في العراق على مدى يقارب نحو نصف قرنٍ من الزمن او نحو ذلك , ثمّ تغيّر أسمها الى Iraq Times قبل الإحتلال الأنكلو – امريكي بنحو سنتين ” علماً أنّ مفردة Time او Times تستخدم ضمن اسماء عدد من الصحف والمجلات الغربية .!
وإذ الآن بدأنا ندنو في الإقتراب من حافّة الهدف .! ففوجئنا من خلال التصفّح في الفيس بوك ” منذ نحو اسبوعٍ ونيف ” بإعلانٍ يحمل عنوان Obsever Iraq او ” عراق اوبزيرفر ” ,, شخصيّاً مررنا على هذا العنوان – الإعلان مرور الكرام والأكرم منهم , إنّما آليّة الفضول الصحفي دفعت الى الدخول والتصفح لبواطن وفحاوى هذه الجريدة الحديثة الولادة .!؟ < ومحاولة البحث ” مهما كانت عابثة ” > عن توقيت هذا الصدور او الأصدار في هذا الوقت تحديداً وليس قبله , علماً أنّ الجيش الأمريكي وفي الشهور الأولى لإحتلاله لبغداد , قام بتمويل واستحداث اصدار اعداد من الصحف الجديدة والتي بلغت اعدادها بأكثر من مئة صحيفة مُموّلة بالكامل والمطلق , حتى تكشّفت وانكشفت هذه الفضيحة في عددٍ من الصحف ووسائل الإعلام العراقية المحدودة , وبشكلٍ فاضح .!
المفاجأة المفاجئة أنّ هذه الجريدة الجديدة التي تعنون نفسها بِ Observer Iraq فإنها تصدر باللغة العربية الفصحى ! وبدون أيّ كلمةٍ او جملة بالإنجليزية .! , علامَ هذا العنوان الإفرنجي وإلامَ تقليده واستنساخه وفقدان روح الأبتكار ببلاغة اللغة العربية .!
من جانبٍ آخرٍ متّصل – منفصل , فعدد من الصحف العراقية التي جرى إنجابها واستحداثها بعد الإحتلال , لم تجد لها تسميةً او اسماً او عنواناً إلاّ استنساخ وتقليد أسماء بعض الجرائد العربية , ولكثرة مثل تلكم الصحف العراقية فسنختار هنا وبعشوائيةٍ مختارة ! جريدة الصباح العراقية ” وهي الصحيفة الحكومية الأولى في العراق , حيث إسمها منقول عن صحيفة الصباح الكويتية والمغربية والتونسية , ايضاً ” جريدة الدستور العراقية ” عنوانها مستورد مجاناً عن ” الدستور الأردنية والمصرية ” , كذلك نلحظ أنّ “صحيفة المستقبل العراقية ” قد اقترضت واشتقّت تسميتها عن ” المستقبل اللبنانية والمغربية واخرى في استراليا بذات الإسم ” .!
آخر ما نقول وبحسرة , فكيفَ لوسيلة إعلام لم تنجح في ابتكار عنوان او اسم جديدٍ وفريدٍ لها , أن تنجح في اسلوب تحريرها الصحفي وادارتها والترويج الإعلامي لها .!