قبل يومين ظهر الصديق الدكتور وائل عبد اللطيف في أستديو التاسعة على قناة البغدادية ، وعند سؤاله عن دور القناة في حملتها الوطنية لدرج الاهوار والآثار العراقية ضمن لائحة التراث العالمي الذي ينبغي أن ينال الحماية والرعاية .
راح يكيل المديح أولا وأخيرا للسيد جاسم الفلاحي وكيل وزارة البيئة كصاحب الدور الأول في انعاش هذا الملف وتحريكه .
ومع الاعتزاز والتقدير بدور السيد ( الفلاحي ) أعتقد أنه هنا تنسى أو أنه السيد القاضي لايعلم بدور كبير وحيوي للسيد ( عادل فهد الشرشاب ) وزير السياحة والآثار السابق قبل ان تلغى الوزارة في أمر وزاري جائر وتضاف خطأ وظلما الى وزارة الثقافة.
كما انه لم يشر ايضا الى جهود نخبة طيبة من اصحاب الوعي والاختصاص ضمن هذا المسعى واخص منهم المهندس جاسم الاسدي والدكتور الاثاري عبد الامير الحمداني والمترجم امير دوشي والحشد الصحفي في الناصرية الذي يقوده كاظم العبيدي وحسين باجي وآخرون .
لكننا نعود تحديدا الى السيد عادل فهد الشرشاب ( المغبون ) ربما في الاشارة التلفازية للسيد القاضي ، مما يدفعني لكتابة تلك الشهادة التأريخية في حق رجل واكبت مسيرته الطيبة والعنيدة في هذا الاتجاه بعد توليه منصبه الوزاري مباشرة ، وربما الشهادة العلنية التي ادلاها الدكتور علي النشمي بحق جهد الوزير ( الشرشاب ) على شاشة قناة العهد الفضائية تغني تماما عن اعادة المديح بحق هذا الرجل حين وصفه النشمي بأنه لم ير وزيرا في حياته يعتني ويتابع تراث بلاده والحفاظ عليه .
شهادتي التأريخية بالرغم من تعدد نوافذها في مهمة الرجل ومنجزه بالوزارة بالرغم من قصر مدة استأزاره تنحصر الآن بدوره التأريخي والوطني في ملف ادراج الاهوار والآثار ضمن التراث العالمي عندما مسكَ الملف واعتبره واحد من اهم مهام وزارته ، وصاحب ذلك تحركات وطنية واممية كثيرة قام بها ( الشرشاب ) في المناشدة والتحرك واللقاءات والقاء الرؤى والافكار والدعوات في عدة منصات للخطابة في مؤتمرات دولية تهم هذا الشأن واهمها لقاءاته في مؤتمر ( بون ) العالمي من اجل حماية التراث الانساني ولقاءه مع السيدة بوكوفا المدير العام لمنظمة اليونيسكو للتربية والعلوم ، وكذلك سعى جاهدا في المناشدات والاتصالات مع رؤساء الوفود المشاركة في مؤتمر ( بون ) من اجل السعي الى انجاح مهمة العراق ورغبته في درج اثاره واهواره ضمن تلك اللائحة بالرغم من مساعي ايران لتأجيل التصويت بحجة انها تحتاج عام آخر لترتيب ادراج اهوارها في الحويزة وغيرها ضمن تلك اللائحة بسبب مشاركتها الطوبغرافية والجغرافية مع امتداد اهوار العراق الجنوبية ، ورغبة تركيا لتحاشي التصويت لان هذا يرتب عليها التزامات مائية فيما يخصص حصص العراق من نهري دجلة والفرات.
فيما كان سعي السيد الشرشاب كان عنيدا وبحركة تكاد تكون شبه يومية مع الجهات الدولية من اجل ادراج المواقع الاثرية في قائمة التراث العالمي ومنها مواقع أور ، أريدو والوركاء ، حيث ان مواقع اخرى مثل آشور وسامراء والحضر وقلعة اربيل هي اصلا مدرجة سابقا ضمن اللائحة.
حيث يكون مؤتمر اسطنبول في 10 ــ 20 تموز هو الفاصل في القرار من خلال تصويت ( 21 ) دولة على مقترح المشروع المقدم من قبل العراق.
وبالرغم من خروجه من الوزارة ما زال السيد ( الشرشاب ) يقيم اتصالات جيدة في هذا الاتجاه ، لربما يعتبر أن مهمة وطنية شريفة ومقدسة ينبغي ان نبقى ساعين من اجلها اثناء المنصب وبدونه.
اظن ان الحكومة بالرغم من مشاغلها الداخلية وارتباك حياتها البرلمانية وحربها الضروس ضد ارهاب داعش ـ عليها أنْ توليَّ الملف الاممي من اجل الاهوار والاثار الاهمية البالغة وأن نفطن الى نقطة مهمة انها بالغاءها لوزارة السياحة والاثار وجعلها ممثلية في وزارة اخرى انما هو واحد من الاخطاء التأريخية الجسيمة في ظل تعرض اهوارنا الى موجات من الجفاف والاهمال وفي ظل موجة التخريب الهمجي الذي فعلته معاول الارهاب الداعشي في اثار النمرود وكنائس التراث المسيحي العريق والمقامات الانبياء والاضرحة في نينوى.
دعوة ليقرأ رئيس الوزراء تلك الشهادة ( التأريخية ) ليصحح هذا السهو في خطته الأصلاحية حين ألغى وزارة أدارها السيد ( الشرشاب ) بشكل مهني ورائع.