الأهوار تقترب من فصل النهاية

الأهوار تقترب من فصل النهاية

الأهوار هذا الكنز الطبيعي والتاريخي الذي طالما وصف بجنة عدن يواجه اليوم تهديداً وجودياً حقيقياً بين شح المياه وتغير المناخ والإهمال الحكومي أصبح المشهد أكثر قتامة وكأن الأهوار تسير بخطوات سريعة نحو فصل النهاية.

على مدى آلاف السنين شكّلت الأهوار ملاذاً للطيور النادرة وموطناً للأسماك وأيضاً موطناً أصيلاً لأجيال من سكانها الذين اعتادوا حياة القصب والزوارق حيث كانت الأهوار رمزاً للخصب وذاكرة بيئية فريدة سجّلتها منظمة اليونسكو كإرث إنساني عالمي ولكن اليوم الصورة تنقلب حيث هناك أراضٍ متشققة ومياه تنحسر وأعداد هائلة من الجاموس تنفق وعوائل كاملة تهاجر بعدما لم تعد تجد في أرضها ما يعينها على البقاء.

يبدو أن الأسباب كثيرة تبدأ من بناء السدود على منابع الأنهار في دول الجوار مروراً بسوء الإدارة المحلية وغياب خطط إنقاذ جدية وصولاً إلى الفساد الذي يلتهم كل مشاريع الحلول ومع كل عام جديد تتراجع مساحة الأهوار أكثر فأكثر حتى بات الخوف الأكبر ألا تبقى سوى في ذاكرة الصور والقصص.

الأهوار اليوم ليست مجرد قضية بيئية وإنما قضية وجودية وهي إنذار مبكر لما يمكن أن يحدث لمستقبل العراق المائي والغذائي إذا استمر الحال كما هو فحين تجف الأهوار لا نفقد الطبيعة وحدها بل نفقد جزءاً من الهوية ومن التاريخ ومن الكرامة الوطنية.

ولهذا فإن إنقاذ الأهوار لم يعد ترفاً بيئياً ولكن ضرورة مصيرية وما لم يتحول الحديث إلى فعل سيأتي يوم يُقال فيه كانت هنا أهوار العراق ثم يسدل الستار على واحدة من أجمل فصول التاريخ الطبيعي للبشرية وستكون كارثة إنسانية على الأرض ولانملك الا القول حمى الله العراق والعراقيين من الفاسدين والمنافقين…

أحدث المقالات

أحدث المقالات