22 ديسمبر، 2024 3:50 م

الأنوكوندا خطة بوتين في أوكرانيا

الأنوكوندا خطة بوتين في أوكرانيا

المعروف بأن الأنوكوندا التي تعيش في أمريكا الجنوبية هي أضخم وأطول أفعى في العالم وقد يصل هذا الطول الى عشرة أمتار أحياناً وكونها غير سامة فأنها تقتل فريستها خنقاً بعصرها بالإلتفاف عليها وسحق عظامها ومن ثم إبتلاعها ولو كانت حية بعد.لونظرنا لصورة ما يجري في أوكرانيا منذ ثلاثة أيام للحرب والستراتيجية المتبعة للجيش الروسي فيها من هجوم صاروخي وجوي مباغت بضرب القواعد الجوية ومخازن العتاد والسلاح وأنظمة الدفاع الجوي والرادارات وغيرها من المراكز العسكرية الحيوية دون اللجوء للتعرض لتجمعات الجنود الأوكران بشكل مباشر ومن ثم البدء بالتقدم البري من الشمال والشرق والجنوب ومحاصرة المدن والموانئ البحرية والجوية وإخراجها من الخدمة وعزلها عن العالم الخارجي لمنع وصول أي إمدادات عسكرية أو عينية ذات أهمية خصوصا عن طريق البحر يكون الجيش الروسي قد حقق الهدف الأول من تدخله العسكري وهو نزع السلاح الهجومي لأوكرانيا وشل قدرتها بالرد.الهدف الثاني في طريقه للتحقيق أيضاً على مايبدو بعد حصار وخنق كييف من كل الجهات والأستيلاء على المطارات وطرق المواصلات الخارجية ومن دون التعرض للبنى التحتية المدنية من ماء وكهرباء أو ضرب مراكز تجمعات الجيش والشرطة في المدينة ولا بقصف المراكز الحكومية أو القصر الجمهوري .أن واقع الحال يقول أن بإمكان الجيش الروسي الدخول للمدينة والسيطرة عليها خلال ساعات وليس أيام ولكن على ما يبدو أن رغبة بوتين هي أن لايظهر بمظهر المحتل الغاشم فيستفز مشاعر المواطنين وإن كل هدفه ينصب بإنتزاع إقرار سياسي من السلطة الحاكمة للبدء بالتفاوض على الأقل على حيادية أوكرانيا ولقد جاء طلب رئيس أوكرانيا بالتحدث الى بوتين في اليوم الثاني وطرح حيادية أوكرانيا على طاولة التفاوض مصدقا لهذه المنحى وأسرع مما كان متوقعا للجميع حتى لو كان الغرض منه كسبا للوقت أو لوماً و إبتزازا للغرب لعدم دعمه فعليا .اليوم بدأت المفاوضات على الحدود الأوكرانية البلاروسية وهذا يشير الى أن خطط أمريكا بضرب عصفورين بحجر بجر الدب الروسي في قفص أوكرانيا وإستنزافه وتحجيم دوره العالمي وخصوصا كحليف رئيسي للصين هي خطط غير واقعية ومغامرة لأن أي نجاح لبوتن في أوكرانيا بجعلها دولة على الحياد سينعكس سلبا على دور الولايات المتحدة في شرق أوربا وربما في العالم فينقلب السحر على الساحر.