الأنظمة السياسية المتحجّرة … لن تسحق والى الأبد تمردآ لبعوضة

الأنظمة السياسية المتحجّرة … لن تسحق والى الأبد تمردآ لبعوضة

تعودت الأنظمة السياسية العربية ان لاتقبل بالنهاية  , منذإحالتها الى قائمة الخاضعين للسياسة البريطانية والفرنسية على اثر معاهدة سايكس بيكو عام 1916 التي توّجت الحربين العالميتين الأولى والثانية  بأبجدية جيوسياسية جديدة  لمنطقة الشرق الأوسط ,

وأن لا تكشف عن تبعيتها لسياسة تلك الدولتين امام شعوبها ,مهما كبرت فجوة التباعد بينها وبين تلك الشعوب , لذلك ومنذ ذلك الحين , لم تشعر شعوبها انها ستنال ماتستحق من بذور الإستقلال ولا من واقعه الجديد , سوى البقاء على النظر الى اراضيها وهي مستلبة من كافة النواحي كلما مضى عامآ على أثر عام ,

وان القوى السياسية المتنافسة على الأرض الجديدة والمعدّة الى مؤامرات امريكا اللاحقة , كانت تعد شعوبها انها ستكون المسؤولة عندما تنضج سياسيآ وتصبح مثالية لتحصد النجاح بعد الإنقلاب على ذلك الإستلاب , ولكن مازالتتشكيلاتها تجري بالساحات بوسائل وايديولوجيات متعددة , وهي تبقي على ماهو شائع بين الناس على ان الواقع سوفلن يستمر بهذا الحال فحسب , من دون الثورة عليه وأنها الآن في طور التفكير والتطور الذي يحتاج الى آلية ذات اجل غير مسمى للوصول الى تلك الثورة وذلك الحصاد ,

بينما الحقيقة ان هذه القوى السياسية بأجمعها قد تحجّرتسياسيآ واتضحت في وقتنا الحاضر ان بضعة منها كانتخارج المسؤولية ومحض عميلة لبريطانيا وفرنسا , وبضعة اخرى كانت ومازالت ضعيفة بكافة مؤسساتها الدستوريةومرتهنة إما بالفساد وإما بالإحتيال  , لذلك لم تمتلك الرؤيةالوطنية المرتكزة على الثقة ولا الثبات على الوعد بتحرير الأرض  , ولا تمتلك الحافز على الإصرار والعمل  بسرعة كبيرة لتستبق وصول القوى الغاشمة المتمثلة بالكيان الصهيوني المحتل الى امتلاك الأسلحة النووية ,

لذلك كان لزامآ على الشعوب والى الآن , ان تنظر بقبول لهذه الأنظمة المحتالة التي مازالت بلا سمة للدخول في مسعى التحرر والتحدي للخروج من هذه التبعية , بل ممايزيد الطين بلّة ان من بينها من يتباهى امام شعبه بسقوطه الأخلاقي المتضخم يومآ بعد يوم , ممايزيد من توقعات سقوطه الى اسفل الحضيض امام مقاييس اسلافه التي كانت في السابق, على الأقل ,

لاتسمح للشعب ان يتقبل الإصابة بأمراض الغرب لتدفن بأضخم حفرة للعار , ولكن هل نظرة القبول تلغي وظيفة الشعوب بالإصرار على القيم والمباديء والثبات عليها ؟! , أم  تقبل ان تحكمها رؤوس الأنظمة المتحجّرة وهي ضعيفة او مرتهنة بأيدي الفساد والإحتيال ؟!

ليكون الجواب حضاريآ واكثر قبولآ عند الآخر , ينبغي التفكير بالقبض على ما يأتي به العقل واللغة من جوهر سياسي جديد يخرج من رؤوس تلك الأنظمة المتحجّرة ليتناقض مع مايكبّل الواقع من احتيال واعتبارات للكراسي المتمسكين بها من ناحية , وما يكبله من الإتفاقيات السرية والكمائن الدستورية الخارجية التي تبقي على الأرض المحتلة  اسيرة بيد الصهيونية ,

ومن ذلك التفكير ينبغي الكف عن التباهي بالإعلام عن منجزات وكفاءة البلاد من كافة النواحي الإقتصادية او العلمية أو الإقتصادية امام الأعداء , لأن الأطفال انفسهم لايتحدثون عن هداياهم امام الأغراب , اما البلاد فشعبها ليس من الملائكة , لأن الفقراء عندما يقرأون ذلك يظنون ان الدولة تحتقرهم ولا توليهم الإهتمام على الرغم من عرض ثرواتها امام الملأ من ناحية  ,

وينبغي الكف عن استدعاء شخصيات جدلية تشوّه سمعة البلاد , ولا ينبغي للإعلام ان يختارها  لتحليل المواقف السياسية الدولية لينطلق منها السب والشتم , بل هناك نماذج من الشخصيات السياسية المثالية والراقية التي تليق بالبلاد وترفع من هيبته ولا تتعثر بالجدال الساخن الى تلك الهاويتين ,

وينبغي الكف عن سوءات الشعوب بالتصفيق لخطابات تخرج بلا حلول جذرية أو فلسفة سياسية من رؤوس اخرى عنترية وهي بلا قبضة تسحق والى الأبد تمردآ لبعوضة من ناحية اخرى ,

لأن لا احد يلتمس من سياقات هذه الأنظمة السياسية ولا من بائعي اراضيها بالتجزئة ان تتحمس للثورة على الواقع المرتهن بالسياسة الخارجية , او يلتمس من نقص الإهتمام بتحرير الأرض وقد تقادم في  رؤوس تلك الأنظمة , ان تنط من عقولهالغة جديدة تكتب مقدمة لتحرير القدس ولو بسطرين امام الملأ , كمن لا يلتمس احدآ من زياد بن ابيه ان يوثق كتابآ عن أنساب العرب للمكتبة العربية ؟

لأن ذلك الجوهر هو الثورة الحقيقية والإنصات الى نداء القيم والأخلاق من قبل الأغلبية الساحقة من الشعوب , وهو المبرروالمحرر الذي يستلزم دفع الأبناء الى ساحات العمل الإستراتيجي من اجل ان ينقل البلاد الى الإنفجار العظيم بالتصنيع والتكنولوجيا , وليس البقاء على إدارة سياسة الهراء ومتابعة منصات اكس والأنستغرام والتوك توك .

أحدث المقالات

أحدث المقالات