لاريب أنْ لا يحقُّ لنا في الإعلام توجيه تهمة الخيانة العظمى ” للفريق الغراوي او لغيره ” حول سقوط الموصل بأيدي داعش , وانّ جهاز القضاء ” بالطبع ” هو وحده المخوّل في ذلك , لكنّ ذلك لا يمنع من إبداء ملاحظاتٍ خاصة ” من اكثر من زاوية ” تشخيصية وتحليلية وإعلامية عن هذه المقابلة التي كانت شبه عملية استجواب , ومن المؤسف أنّ المُحاور او الذي ادار المقابلة لم يعرف كيفية الأستفادة واستثمار ردود وإجابات الفريق الغراوي لكي يجعلها ويحوّلها الى اسئلةٍ محرجةٍ له ليحشره فيها في الزاوية الضيّقة : –
1 في بداية الحلقة الأولى من المقابلة , وبطرح السؤال الأول على قائد الشرطة الأتحادية عمّا اذا يعتبر نفسه مذنباً او بريئاً في سقوط الموصل .؟ وإذ كانت اجابة الفريق < بأنه ليس مذنباً ولا بريئا > ! فهذه الإجابة تُعتبَر اوّل ” سقطة ” في علم التحقيق الجنائي , وكان مفترضاً جداً بالمُحاور أن يردّ على الغراوي ب : < من المفهوم والمعلوم أنّ المتهم او المذنب لا يعترف بذنبه , ولكن لماذا لا تعتبر نفسك بريئاً .؟! > اذا كنتَ بريئاً حقّاً .! وبرأينا أنّ السيد الفريق ربما كان يناور بالألفاظ والكلمات تحت اعتباراتٍ سيكولوجيةٍ يتحكّم فيها العقل الباطن ..
2 للمرّةِ الأول يظهر فيها الفريق الركن الغراوي – بذقنٍ او لحية – حرصَ وتعمّدَ على إطالتها ! بعد تجريده من منصبه العسكري , وهذه الصورة بهذا الذقن قد تكونُ كمحاولة للظهور بمظهر الأسلاميين والتقرّب الى الأحزاب الدينية الحاكمة .
3 وحيث شاهدنا الغرّاوي بالزيّ المدني فلعلّه تعمّدَ ان لا يرتدي ربطة العنق لكي يبدو وكأنه مقتدياً بالمسؤولين الأيرانيين ” الممنوع ارتداؤهم لربطة العنق ” , وهو بذلك ربما استهدفَ إستمالةً غير مباشرة لقادة الأحزاب الدينية عساها تشفع له فيما تشفع .! , ولعلّ الغراوي لم يدرك نفسيا انه لم يكن في جلسةٍ غير رسمية لها اجواؤها الخاصة لتسمح له بالظهورِبهذا المظهر غير الرسمي أمام الأضواء والإعلام , والى ذلك ايضا فقد يكون العكس هو الصحيح ! فلربما السيد الفريق لم ينتبه ولم يراعي الأبعاد الإعلامية والنظرة الجماهيرية له بظهوره بهذا المظهر ..
4 كان ملفتاً للنظر أنّ هذا القائد العسكري قد ابدى ضعفاً واضحاً و صمتاً ملحوظاً تجاهَ عباراتٍ وكلماتٍ شديدة اللهجة تَلَفّظَ بها مقدّم الحلقة ضدّه , وكان ينبغي على الغراوي أن ينتفض ويرفض مثل تلك العبارات والأوصاف ! ودونما شكّ فأنّ ايّ شخص بمكانه ما كان له ان يتقبّل مثل ذلك ..
5 طريقةُ الحديث , والأسلوب والمفردات التي تحدّثَ بها الفريق الركن لم تكن مناسبة , ولا تتلاءم مع مركز قائد عسكري بهذه الرتبة على المستوى الرسمي والأدبي والإعلامي , وقد بدا أنّ الأنفعالات التي انتابت الفريق جرّاء بعض الأسئلة الذكية والمفاجئه له , قد كان لها سببها ودورها وانعاكاساتها على اجزاءٍ من حديثه و ردوده ..