19 ديسمبر، 2024 12:00 ص

الأنجيلينيون والمستبدون داء .. السميطيون والمنشاويون المتواضعون  دواء   !!

الأنجيلينيون والمستبدون داء .. السميطيون والمنشاويون المتواضعون  دواء   !!

سألت  إحدى الناشطات في منظمة  اليونيسيف يوما ” لماذا ممثلو سلامكم دائما من الممثلات والمطربات وليس من الأطباء والمهندسين والتشكيليين والإعلاميين؟  لماذا ، انجيلينا جولي،  التي شطبت إسم والدها من جنسيتها عام 2002 هي التي تنتدب لإغاثة المشردين واللاجئين وضحايا براميل الطغاة ونابالم المستبدين وغاز سارين المتجبرين  وليس زها حديد مثلا ؟ لماذا  الفنانة يسرا  لمنصب سفيرة النوايا الحسنة وليس الشقيري ؟ فلم تجبني وانزعجت أيما انزعاج مما قلت ، فقال لها زميلي  مداعبا ” متعووودة دااااايما ” . 
انهم ببساطة يختارون صنفا  محددا من البشر لمهام الإغاثة أملا بأن يزرعوا في عقول شبابنا  انحرافاتهم اولا وبأنهم  انزه  من رؤسائنا وزعمائنا ممن نصبوهم علينا حكاما  وقمعوا كل ثورة وأجهضوا كل انتفاضة وأحبطوا كل تظاهرة  وسحقوا كل اعتصام قام ضدهم في طول العالمين العربي والإسلامي وعرضهما ، هذه هي خلاصة القول ، وعلينا ان لا نظهر الأنجيلينيات بمظهر الـ – قديسات  – مطلقا لأن هذه العقلية هي التي جعلتنا عبيدا للمنصبين  علينا  أسيادا من ذات الخارج الذي يرسل الينا “جولياته ” تباعا لأنقاذنا بزعمه مما نحن فيه من دمار هو من خطط له ونفذ برنامجه  ونصبهم زعماء وأرسلهن مغيثات ومبشرات بشذوذهن  لا غير  !!
بدلا من ان ترسل الي  بـ – جوليك  – بعد خراب البصرة أعد الي نفطي الذي سرقته ، غازي الذي شفطته ، مائي الذي لوثته ، وطني الذي دمرته ، شجري الذي اقتلعته ، نخيلي التي احرقته ، شعبي الذي شتته ، تأريخي الذي شوهته ، بلدي الذي مزقته ،مستقبلي الذي حطمته   وخذ جوليك  عضوة عصابة فتيات التقبيل “kissy girls”منذ المرحلة الابتدائية ، جولي  التي قالت ” منذ ان كنت في المدرسة وأنا صاحبة قلبٍ شرير، وسأكون شريرةً الى الأبد ” ، جولي مدمنة الكوكايين والهيروين التي كانت  تحلم بأن تكون متعهدة لدفن الموتى  منذ نعومة أظافرها  في الجنازات وها هي تمارس حلمها واقعا بجنازاتنا وببقايا ضحايانا وتحقق مزيدا من الشهرة وتخطف المزيد  من الأضواء  وتتعلم الحجامة برؤوس اليتامى  !!
لقد اصبحت انجيلينا فجأة داعية للسلام والمحبة والنزاهة والشرف – سبقتها ، بريجيت باردو ، عاهرة فرنسا الأشهر ولكن مع الحيوانات وليس البشر – ، كيف لا ورئيس اسرائيل ، المجلوط حاليا ، شيمون بيريز ، حاصل ايضا على جائزة نوبل للسلام ، كيف لا ورئيس وزراء اسرائيل الأسبق مناحيم بيغن ، حاصل هو الآخر على جائزة نوبل للسلام عام 1979 ، كيف لا  وإسحاق رابين حاصل على نوبل للسلام عام 1994 كذلك ، مشكلتنا تتكرر ولن نرعوي ولن نتعظ بتاتا وفي كل مرة أعيد ذات المثل  ” أن يخلف لصا  كان يقتل المارة ويسرق أكفان الموتى ، لص آخر كان يقتل المارة ويسرق الأكفان ويغتصب الموتى وينكحهم لا يعني بالمرة بأن  من سبقه شريف روما ،  انما ( خلف الملعون كلبا،  طلع  الكلب أنجس من أبيه ) هذه هي الرسالة وهذي خلاصتها .
إياكم وتقديس المنجس لأن التقديس هنا غايته تطهير وترويج أفكاره ومثله المنحرفة فقط لا غير!! ولا داعي لمزيد من المعلومات عن خفايا حياة جولي لأنها شخصيا من قالت عنها بأنها (ملعونة  ) و يكفي انها  تؤيد وزوجها ، براد بيت،  زواج المثليين بل واشترطا عام 2006  التصريح بزواج الشواذ بطريقة شرعية وقانونية في اميركا لعقد زواجهما كوسيلة ضغط ،  وجولي هذه معروفة بالسحاق ولها في ذلك أدوار على الشاشة  وهذا ما اكده تقرير لموقع «Hollywood Gossip»، فيما  اعترفت هي بذلك في تصريح الى صحيفة “ذا صن” الانكليزية عام 2005،  قائلة  وبالحرف ”  لقد احببت نساء في الماضي و عاشرتهن أيضا”.
وانصح بدلا من ذلك كله  العاملين في المجال الخيري والإغاثي والدعوي  بالتواضع وعدم البحث عن الشهرة بقدر البحث عن الجياع والمحرومين والمشردين والنازحين بنية خالصة لله تعالى فما تواضع احد لله الا رفعه ..كما صنع عبد الرحمن السميط الذي كفل  9500 يتيما ، مول 95000 طالب،  بنى 5700 مسجدا ،  انشأ 200 مركز لتدريب النساء ،  انشأ 860 مدرسة، بنى 4 جامعات ، حفر  9500 بئرا  ارتوازيا في افريقيا  طبع 51 مليون مصحفا  وقام بتوزيعها ومع ذلك لم تسلط عليه الأضواء كما سلطت على جولي ، لأنه كان يعمل بتواضع المنشاوي وما ادراك ما تواضع المنشاوي !!

اذ لم اشاهد أو اقابل احدا في حياتي استمع الى صوت المقرئ الشهير ” محمد صديق المنشاوي ” الا ورأيته خاشعا ومتأثرا بتلاوته العطرة النابعة من القلب أيما تأثير ولطالما سألت نفسي، يعرف ذلك كل اصدقائي وزملائي ” ماهو سر المنشاوي .. لقد سبقه وتلاه الاف المقرئين الا انه الأكثر تأثيرا بالمنصتين الى تلاواته ” اليوم اكتشفت سرا خلاصته ” ان احد الوزراء في عهد الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر،  دعاه ذات يوم قائلا (سيكون لك الشرف الكبير بحضورك لتلاوة القرآن في مناسبة يحضرها الرئيس عبد الناصر) ففاجأه الشيخ محمد صديق بقوله: ولماذا لا يكون هذا الشرف لعبد الناصر نفسه أن يستمع إلى القرآن الكريم ؟ ورفض أن يلبي الدعوة بقوله  ( لقد أخطأ عبد الناصر حين أرسل إلي أسوأ رسله) .الأمر لم يكن كذلك مع مقرئ آخر ” في نظري هو اجمل صوتا واروع اداء من المنشاوي ، واعني به الشيخ مصطفى اسماعيل ، الا ان تلبية الأخير لدعوة السادات والذهاب معه الى اسرائيل خلال اتفاقية كامب ديفيد ركنته جانبا ،  صحيح انه قرأ سورة يوسف في المسجد الأقصى ، وصحيح ان لا شان له بالسياسة لا من بعيد او من قريب ، و قد يكون فعل ذلك خوفا من بطش الرئيس المصري محمد انور السادات الذي القى كلمة في الكنيست في 20 تشرين الثاني 1977، او حياء منه ، وربما طمعا بكرمه  فهذا أمر موكول الى نيته لا شأن لنا به اطلاقا ، الا انه وفي نهاية المطاف ركن جانبا برغم جمال تلاواته وروعة أدائه وقاطعته جميع المحطات العربية لعقود ، مع ان معظمها ممول او مملوك الى اناس  يلعقون بساطيل جنرالات اسرائيل في الخفاء وقريبا في العلن !!
وشاهدنا مما تقدم ان الابتعاد عن حاشية السلطان والمستبد اسلم وآجر وابرك وان التواضع هو طريقك الى الخلود وليس العكس ! سيقول قائل ولكن التقرب الى السلطان أولى من الابتعاد عنه لنصحه ولكي لا يتفرد الانتهازيون وبطانة السوء به واقول ان  99.9% ممن يتقربون الى السلطان يذوبون في باطنته السيئة ولا يجرؤون على نصحه وتقويمه وينفذون كل ما يأمرهم به بالحرف طمعا بما يملك من قوت الشعب ، قضية مجربة ولا داعي لذكرالأمثلة كونها بحاجة الى مجلدات لو وضعت بعضها فوق بعض لهبطنا بها على سطح القمر وربما المريخ ايضا !!اليوم لا توجد محطة اذاعية او تلفزيونية لا تبث تلاوة للمنشاوي مع قلة مقلديه وندرتهم ، بخلاف مدرسة مصطفى اسماعيل التي يقلدها الاف مع ان تلاوات الأخير لا تبث الا قليلا ..!! ورحم الله المنشاوي واسماعيل وجزاهما خير الجزاء فأنا اكن للأثنين معا جل الاحترام والتقدير واحسن الظن بكليهما معا واستمع الى تلاواتهما العطرة وهي الأجمل والأكثر تأثيرا .وختاما أختر لنفسك ايها الأغاثي  بين  ان تكون انجيلينيا  تبحث عن الشهرة الزائفة أم  سميطيا ومنشاويا تبحث عن التواضع الحق  ولا توجد منطقة وسطى بينهما …يا نااااااس  ! اودعناكم اغاتي