أنا سآمن وأعترف بأي حكومة عراقية مهما كان انتمائها وتوجهها عندما لا أرى صور الفقراء في بلدي العراق الغني بالنفط، تلك الساعة اقول اصبحنا بلد غني وحقوق الإنسان مقدسة، لا يعنيني انتماء التيارات والكتل وتوجهاتها بقدر ما يهمني رفاهية شعبي وهو ينعم بخيراته، انتمائي للإنسانية أهم من انتماء الطائفة والمذهب وما فائدة المذهب والطائفة واطفال بلادي ينامون على مفارق الطرقات جوعا؟
الإنسانية هي مصدر التشريعات في الأرض والانتماء لها ولأهدافها سيعم السلام والتسامح والمحبة بين المجتمع، لكون لا فائدة لا للطائفة ولا للمذهب ولا حتى للدين عندما تخلو من محتواها الإنساني، والإنسانية لا يوجد بها ادلجة للخطابات الداعية للعنف والقتل والانتقام وليس لها باب دخول لصنع التطرف والعنصرية، الإنسانية عمل واجتهاد لتقديم صورة عن الإنسان بأجمل ما يكون، لم أجد من الديانات والطوائف والمذاهب سوى صورة سوداء مبهمة للعنف والتطرف والتمييز والعنصرية، وحتى الإنتماء للقوميات والافكار التطرفية تخللتها صور للوجود واستخدام العنف للبقاء، جميع الحروب وصور العنف من يتحكم بها ديانات ذات تطرف عنصري وتمييزي لقتل الإنسان بأسم الدين، ولا اعرف ما فائدة الديانة هل للوصول للجنة أم الوصول لهدر كرامة الإنسان وقتله. لم أرى إنسان ذو توجه إنساني تابع لنفسه كفكر إنساني أو منظمة يحمل سلاح لقتل أخوه الإنسان،بل يحمل على قلبه الخير لتقديم صورة جميلة معبره عن مساعدة الفقراء والمحتاجين.
الأنتماء للديانة او طائفة أو مذهب أو تغيير الديانات حرية شخصية ومحمية بالمادة 18 من حقوق الإنسان العالمي، وأنا كلامي في هذا الموضوع ليس الهدف الطعن أو الأستنقاص من ديانة معينة أو طائفة مذهبية وفي نفس الوقت تكون خارجة من المادة أعلاه وفاقدة الأهلية إذا كانت تستخدم العنف والقتل لغايات سياسية، وجميع مواد حقوق الإنسان تنبذ العنف والتطرف وفرض إرادة الغير على الآخرين وقتها ستجد الكثير من المدافعين عن حقوق الإنسان يقفون ضد العنف والتطرف، ولكن لم نجد أي مدافع عن حقوق الإنسان يقف ضد أو ينتقد الجانب الإنساني لمساعدة الفقراء والمحتاجين وإنقاذ الناس في الكوارث الطبيعية وغير طبيعية، إلا ربما يكن الأنتقاد من قبل المدافعين عن حقوق الإنسان عندما يتخلل العمل الإنساني شبهات فساد، وأكيد لا ننفي من وجود الإنسانية على أعلى مستويات من أناس ذات توجه ديني ومذهبي وقومي وفكري وانتماءهم لديانتهم وافكارهم خاصة بهم ولا يفرضون ما يؤمنون به على البشر، بل يستخدمون الإنسانية لما تحويه من معنى روحي وإنساني لمساعدة أخوهم الإنسان ولا يمزجون أفكارهم الدينية على عملهم، لإن الانتماء الديني شيء خاص به للعبادة وطاعة من يشاء بدون فرض دستوره الشخصي على الأخرين.
وفي بداية كلامي قلت عندما لا ارى صور فقراء بلادي تلك الساعة آمن بالحكومة مهما يكون انتمائها وولاءها، هذا شيء خاص بها مادام لم تفرض عليه شيء لا اريد الانتماء لهُ ، وسوف آمن بالحكومة إذا فرضوا وطبقوا عليه احترام حقوق الإنسان ووزعوا ثروات بلادي على أبناء شعبي لإني لحظتها سأرى الصورة الإنسانية الحقيقية للحكومة لإنهاء الفقر ورخاء شعبنا العراقي، وآمن بها إذا احترمت حقوق الإنسان للشعب، وليس رفع السلاح في وجهي عندما انتقد حاله سلبية أو اعطي الرأي أو يتم قتلي لإن جعلت الإنسانية فوق المذهب والطائفة، وبشكل خاص جميع الذينَ انسلخوا من الطائفة والمذهب أنا لم احدد الأنسلاخ من الدين بل قلت من الطائفة والمذهب، تحولوا إلى اصحاب رغبات إنسانية وتوجه نحو السلام والتسامح ويدعون للسلام والأندفاع لمحاربة الفاسدين.
الطائفة والمذهب تقيد جميع مبادئك للحياة، وقتها ستكون عبد لتنفيذ رغبات وفتاوي ما انزل الله بها من سلطان حتى وأن دعت للظلم ونصرة الفاسدين، ويجب عليك الطاعة بأسم التقرب لجنة الرب الموعودة الذي ستخرجك من قيمة الإنسان لتريق الدماء وتسرق وتسرف في هدر كرامة الإنسان بدون أن تعي، لكونك وقفت مع الظالم فأصبحت شريك معهُ لكي تنال الجنة الموعودة، جميع الديانات أكدت إنَ الرب رحيم وعطوف.. ماذا تحلل بأسم الرب الرحيم العطوف يتم هدر دم الإنسان؟ أين الرحمة؟ هل الرب نزل من السماء قتل وسفك دماء البشر أو دعى لقتل إنسان وهو نادى للرحمة والعطف بين البشر ، إذاً الإنسانية أهم وأعلى مستوى من أي انتماء لطائفة أو مذهب.