23 ديسمبر، 2024 10:45 ص

الأنتصار العراقي .. والأرتباك الأمريكي !

الأنتصار العراقي .. والأرتباك الأمريكي !

لم يعد غريباُ أو مخفياُ ما تعانيه القيادة الأمريكية بشقيها السياسي والعسكري من أحراج وإرباك نتيجة ما تحققه قواتنا الباسلة والحشد الشعبي وبمؤازرة من أبناء العشائر الشرفاء .

فأمريكا وتحالفها العسكري كانوا يخططون لتحقيق عدة أهداف من خلال أدعائهم بمحاربة الأرهاب على ارض الوطن لعل من أهمها وابرزها هو الحصول على موطئ قدم ثابت لها في العراق.

فالبلد الذي غادرته القوات الأمريكيه من الباب عليها أن تعود أليه من الشباك وبعدة وسائل وتحت شتى الأعذار .

وهكذا بدأت أمريكا بالتلاعب في مصير العراق وشعبه بعد أن أتت بحلفائها لمحاربة داعش وكان أول غيث هذا التلاعب الأدعاء بأن القضاء على داعش قد يستغرق من ثلاث الى خمس سنوات وهذه مكيدة لامتصاص خيرات البلد.

وبعدها أمتنعت عن تجهيز العراق بالطائرات رغم أكمال الطيارين تدريباتهم على طائرات أفـ 16.

وحتى الصواريخ التي جهزت بها امريكا العراق قد رفعت عنها بعض التقنيات مما جعلها تفقد الكثير من مميزاتها تحت ذريعة أسرار عسكرية يخشى وقوعها في يد العدو، والعدو هنا ليس الدواعش بل (أيران) .

لقد أثبتت امريكا في مواقفها الأخيرة انها جاءت لتتحالف مع الدواعش في حربهم ضد العراق وليس العكس.

وخاصة بعد ضربات طائراتها المحدودة لأهداف ليست ذات قيمة لا تغير شيئا على مجرى الأحداث في الأرض رافقها أخطاء عسكرية مقصودة أستهدفت قواتنا العسكرية والحشد الشعبي رغم نفي وأنكار الجانب الأمريكي .

وعلى ضوء تلك المستجدات وبعد اتضاح نوايا ومقاصد الجانب الأمريكي شرعت جحافل الحق من القوات الأمنية والحشد الشعبي يدفعهم الى ذلك الفتوى الكريمة للمرجعية الحكيمة بالزحف نحو تحرير الأراضي المغتصبة وسط صمت وترقب أمريكي مشوب بالحذر والخوف من تحقيق أي انتصار .

وهكذا تمت الصولات وتحقق النصر تلو الأخر وسط دهشة وأستغراب أمريكا وحلفائها ووسط ذهول الخبراء العسكريين في مختلف المعاهد والمؤسسات المعنية بالشأن العسكري.

حيث أتفق أغلب المستشارين والخبراء المختصين بالشأن العسكري أن ما حققته القوات الأمنية والحشد الشعبي فاق التوقعات والدراسات العسكرية الأستراتيجية والتقليدية .

وهذا الامر أرعب الامريكان والقى بمخططاتهم في الوحل وجعل الخلافات تدب بين رجال السياسية والقادة العسكرين في امريكا وهوما دفع رئيس الجيوش الامريكية ديمبسي للقدوم الى العراق والطلب وبدون خجل بايقاف الانتصارات خوفا من الفضيحة وكشف عورة السياية الامريكية .

وكان رد فصائل المقاومة الباسلة على ديمبسي ان قامت بتحرير مدن وقرى اخرى وقتل المئات من الدواعش بدون اي اسناد امريكي بري أو جوي وباعتراف قادة الجيش الامريكي وسياسييهم.

وحقيقة لا نعرف ماهو دور آلاف الخبراء الامريكان الذين قدموا ولا نعرف ما قدموه للعراق ؟.

ولا نعلم ان كان التحالف قد حصر نشاطاته ببضع ضربات خجولة ومخجلة ام انه يسعى لغايات اخر ؟.

ام ان نشاطهم بات يتمحور بالدفاع عن الاكراد رغم عدم اعتراضنا على الامر ولكن نخشى ان يستغفلوا لاكراد ويضعوهم تحت احتلالهم بدواعي حمايتهم وهذا مايطرب له السياسة الاكراد الذين ينخدعون بالدعم الامريكي لهم رغم ان قوات البيشمركة ادت دوراً جيداً في الدفاع عن الاقليم .

الا ان القيادة السياسية الكردية سائره في التقوقع والتجحفل مع الاوهام الامريكية مفضلة تلك الاوهام على اليقين المتمثل بقواتنا الامنية والحشد الشعبي وهذا ما اتضح من دعواتهم بخصوص عدم السماح للحشد الشعبي بدخول كركوك وهي الغلطة القاتلة لللاكراد .

ان المعركة الان مع الدواعش وداعميهم تتطلب من الجميع التخلي عن المسميات والانضواء تحت مسمى واحد اسمه العراق،

وبعد ان يتم سحق الدواعش فأن طاولات الحوار ستكون الفيصل في اعطاء كل ذي حق حقه .

ولكن يجب ان يفهم البعض ان الارباك الامريكي من النصر العراقي سيدفع بالامريكان لاحداث عدة ارباكات في الوضع السياسي والاقتصادي وحتى الاجتماعي من خلال الفتنة الطائفية التي تمر الان في مراحل زوالها الابدي.

وبالعودة الى استعراض المواقف الامريكية منذ دخولها للعراق وحتى خروجها سوف لن نجد موقفا مشرفا واحدا يحسب لها ، وخصوصا مواقفها السيئة جدا تجاة المقاومة الشريفة مثل عصائب اهل الحق الذين اذاقوا الامريكان الامرين واجبروهم على الانسحاب من البلد وبالشروط التي وضعتها المقاومة .

وهنا يجب على الحكومة وفي ظل الواقع الجديد ان تعيد حسابات تحالفاتها المستقبلية.

وعليها أولاً ان تقيم تحالفا ستراتيجيا مع الجاره جمهورية ايران الاسلامية التي كان موقفها الداعم للعراق موقفا مشرفا تستحق علية كل الشكر والتقدير.

كما يجب على الحكومة ان تعقد تحالفات مع الدول الكبيره التي يعرف عنها بالتزام حلفائها مثل روسيا،

وكذلك الاتجاه بالعمل على تعدد وتنوع مصادر التسلح والتخلي تماما عن السلاح الامريكي الذي لايعطي لمن يقاتلون بل لمن يخزنونه في مستودعاتهم كدول الخليج.

وعلى امريكا وحلفائها ان تعي ان العراق الذي لو امتلك السلاح اللازم والذي سيمتلكه رغم انفها ، فانه عند ذاك سوف لم ولن يقف بوجهه كل دواعش العالم ، بل سيتوجه لو طلب منه للقضاء عليهم في كل بقعه من ارض المعمورة .