19 ديسمبر، 2024 12:09 ص

الأنتخابات والكلاوات

الأنتخابات والكلاوات

ليس مجرد أن يتكلم المرشح بأنه سيقضى على البطالة ويحارب الفساد ويقوي التعليم وغيرها يعتبر لديه برنامج انتخابي بل هو محتال بانتظار مغفلين يصدقونه.

ليس البرنامج الانتخابي بكلام ومجموعة جمل توضع قرب صورة دعائية للمرشح فالبرنامج يكون مبني على اساس دراسات وبحوث واحصائيات وخطط وتجارب ونتائج الغرض منها تطبيقها للنجاح في مهمته التي رشح نفسه لها.

تحصل مناظرات وبرامج قبل فترة طويلة من الانتخابات يناقش فيها من سيكون لاحقاً مرشحاً هذه الأفكار ويطرحها وحتى لو عن طريق كتابات وندوات لا أن تأتيه صدفة ومجرد صياغة عبارات لغرض الدعاية الأنتخابية قبل أشهر من موعد الأنتخابات وربما هو نفسه لم يصغها بل صاغها صديق له أو صاحب مكتب طباعة الأعلانات…!

في الحقيقة هنالك الكثير من المرشحين من هذا الصنف لا برنامج انتخابي ولا دراسات ولا افكار ولا خطط والمضحك المبكي أن يوجد الكثير من الشعب ممن لا يهتم ببرنامج المرشح ولا دراساته ولا افكاره ولا خططه فلقد صيّرهم السياسيون كائناً ينظر باحقاد وشهوات النفوس سياسياً وطائفياً وحزبياً أكثر من نظرته الفكرية والعقلانية مع الأسف، فتكفي إدعاء مرشح تبعيته لتيار ديني ولرجل دين أن ينتخبه المغفلين (عمياوي).

هنالك الكثير من الناخبين المغفلين والمستعبدين ممن يصوتون لأي مرشح بغض النظر عن فكره ومشاريعه وبرنامجه لمجرد تبعيته لتيار ديني أو حزبي فقط حتى لو جاء من خارج المدينة التي يعيش بها هؤلاء المغفلين المستعبدين كما حصل بحصد النائب السيد بهاء الأعرجي لرقم كبير من الأصوات في انتخابات 2010 لمدينة لم يسكنها سوى أيام قبل الأنتخابات ببيت فخم فهو من بغداد ومن ثم ترك الناصرية وأهلها ورحل فقد فاز لتبعيته للسيد مقتدى الصدر وما على المغفلين والمستعبدين سوى التصويت له لذلك وحسب، وكذلك نفس الأمر مع وزير العدل السيد حسن الشمري حيث رشح في نفس المدينة وفاز فتبعيته لحزب الفضيلة والشيخ محمد اليعقوبي كانت كافية للمغفلين والمستعبدين ليصوتوا له وكذلك مرشحي دولة القانون الذين بالأجماع وضعوا صورة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي خلف صورهم فكان التصويت لصورة السيد المالكي أكثر منها للمرشح وكذلك مع المجلس الأسلامي الأعلى وصورة السيد عمار الحكيم من ناخبين مغفلين ومستعبدين.

كذلك الامر مع مرشحي وناخبي القائمة العراقية والحزب الاسلامي حيث تم التصويت لهم وفق شهوات النفوس واحقاد الضد الطائفي والسياسي ووقعوا بنفس خطأ الاستعباد والغفلة من قبل المهرجين من المرشحين.

مرشحون بلا برامج ولا رؤى سيكونون رهن اشارة الكبار في الكتلة وانتهى لا أهداف حقيقية لهم ولا مشاريع ولا مخططات كانت ضمن برنامج أنتخابي مفترض (كلاوات).

طبعاً ليس كل المرشحين هم كذلك بل الكثير منهم كما هو الحال مع الناخبين لننتهي من مسألة (مو كلهم) وأخشى أن يكرر هؤلاء المغفلون والمستعبدون نفس الأمر في الأنتخابات القادمة بمجرد وجود اسماء جديدة تابعة وخاضعة ومستعبدة لنفس الكتل تلك وعندها يكون الأمر مجرد (بدلنة عليوي بعلاوي).

بعد كل هذا البؤس والمآسي التي حصلت بنا ولازال الكثير من الشعب لا يفكر بالتغيير الجدي فمتى يحيين موعد التغيير يا ترى…؟!

أما سئمتم من تكرار انتخاب نفس التيارات والأحزاب المتصارعة فمتى تصبح لديكم ارادة حقيقية بإحداث تغييراً حقيقياً وجذرياً فلازال الامل فيكم معلقاً بأحداث هذا التغيير المنشود.

كن مستقلاً باختيارك وشجاعاً بأن تصوت لمرشح تقتنع به وبفكره حتى لو خالف تيارك الديني والطائفي والحزبي وأن لا تكون مستعبداً لتبعية فالسياسة والحكم شيء والأعتقاد الديني والمذهبي شيء اخر.

المتقاعسون والمتخاذلون الذين لم ولن يشاركوا في الانتخابات لفكرهم الأنهزامي والذين سيكونون بعدم مشاركتهم قد ساهموا بشكل كبير باعادة التصويت لنفس تلك الوجوه البائسة التي هم انفسهم ينتقدونها ويتكلمون عنها بكلام ناقد وربما بذيء بمجالسهم ولكنهم هم أنفسهم من ساهموا بتركهم يصلون بعدم مشاركتهم بالأنتخابات وعلى هؤلاء الأنهزاميين البائسين أن يغيروا فكرهم ويفكروا بمسؤولية في التغيير فالعراق لهم جميعاً فعسى أن تأتي وجوه جديدة بأفكار ورؤى جديدة ترى النور على ايديكم انتم اولاً بمشاركتكم بالانتخابات ومن ثم على يد من انتخبتموهم ومن ثم يكون النور على العراق فلقد سئمنا صراع الديكة من سياسيين فيما بينهم لأغراض شخصية وأحقاد ومشتهيات أوجدوها وجعلوها عرفاً بينهم وأنجرت العدوى للكثير من الشعب فورطوه بها وصيروه مثلهم ينظر ويتعامل بعداوة واحقاد وطائفية لمجرد خلافات سياسية ومذهبية بين سياسيين متنازعين.