الأنبار..هذه المحافظة العريقة وتاريخها الأبي وماتحمله من بصمات سطرت فيها أعلى معاني البطوله منذ عهد النظام السابق وماعرف عنها من أصالة عشائرها التي انجبت خيرة الأبطال الذين سطرت أمجادهم وبطولاتهم ارض العراق من شماله الى جنوبه.هذه المدينه العريقة التي تمثل ( ثلث) مساحة العراق أبت في يوم من الأيام أن وتضام أو تغفوا على ظلم.عشائرها ( البو فهد,البو علوان,البو بزيغ, البو ريشه, البو عيسى, البو خليفه …) وغيرها من العشائر التي لها تاريخ طويل في الحنكه والتسامح والمضايف التي تم تطفأ ابدآ ( جمرات قهوتها) أستقبالا واكرامآ للضيف اينما كان ومن اي مكان.لم تفرق حينها ولحد اليوم بين ( السني والشيعي).هذه المدينه ذات الطابع العشائري كانت لها صولات مشهودة ضد صدام ودمويته وطرزوا دروسا من التاريخ المشرف وظلت عصيه ويشهد الجميع على ذلك.
بعد عام 2003 وعند دخول قوات التحالف .أبت هذه العشائر على سفك الدماء حفاظآ على سلامة اهلها وابنائها وكان عقد الأتفاقية مع ( الآمريكان) الدخول بسلام أعتبرت ( صفحة بيضاء ) لمدينة تأبى الرضوخ تحت ( بسطال ) الأجنبي. وبعد ان تطاول التحالف الأمريكي على مقدساتها في الفلوجه ( شهدت لهم ) اعمدة الكهرباء الرؤوس العفنه التي علقت في مشهد لم ولن ينساه الأمريكان الذين استخدموا الأسلحه الكميائية والتي أثارها ظاهرة لحد الآن على الأجيال التي ولدت في هذه المدينة المناضلة .
وبعد احداث 2005 وعصر ( الطائفية المقيته ) التي زرعها الأمريكان بمساعدة ( وثلة ) من السياسين وظهور تنظيم القاعدة ( دولة العراق الأسلاميه) في هذه المدينة وباقي مدن العراق وكان العراق في وقتها على شفير ( الحرب الأهلية ) . أن أول ماأنتفض أهالي هذه المدينه عام 2007 بصحوة العراق بقيادة المرحوم ( ستار ابو ريشه) لتكون أول نواة لمجاميع قتاليه مسلحة دحرت هذه التنظيم ( بقياداته العتيه ) خارج المدينه والقضاء عليه نهائيآ ومن بعدها تشكلت الصحوات في المناطق التي كانت تعتبر الحاضنه لهذه الجماعات المسلحة في وقت عجز الأمريكان وحتى الحكومة عن فعل ذلك حيث أن الأرهاب ( لايرحم ) ولايستثني اية (طائفه) الذي يصلي ( يقتل ) والذي يزور الأمام الحسين ( عليه السلام) لايسلم من الموت..( قتل الأنسان عندهم واحد ).
بعد كل ماسرد وما تم ذكره ..ورد السؤال الذي يطرح نفسه …ماذا كان رد الجميل بعد تشكيل الحكومات لمرتتين متتاليتين :-
1. همشت هذه المحافظة بأقضيتها بالكامل من خلال عدم تقديم الخدمات والأهتمام بها كباقي المحافظات وبالأخص الجنوبيه.
2. تهميش سكانها من خلال ( نعتهم ) بالصفة الطائفية .
3. تنصيب أناس مواليين للحكومة كان هم الأول والأخير ( النهب والفساد ).
4. عدم دعم القوات الأمنية المتواجدة بالعتاد والسلاح.
5. عدم تعيين ابنائهم في مناصب مهمة في الأجهزة الأمنية.
6. رفض مطالبة العشائر بتسليحهم او من خلال تعيين ابنائهم في اجهزة الشرطة لغرض حماية محافظتهم ( اهل مكة ادرى بشعابها).
7. كرست الحكومة مادة ( 4 ارهاب ) او مايسمى ( 4 سنه ) على اغلب الشباب واعتقالهم بدون مذكرات قبض والشواهد كثيرة لاتعد ولا تحصى.
ولا أريد ان أطيل بأكثر..فماموجود على ارض الواقع ماهو أكبر..وآخرها ( فض الأعتصامات ) بالقوة بدون تحقيق اية مطاليب تذكر مع ( حياكة ) قصص ( التفخيخ) وماأكثرها ..وآخرها ( اعتقال العلواني ) ..ولا اريد ان ادخل بتفاصيل اعتقاله اذا كان مذنب ينال جزائه العادل وفق القانون..ولكن خوفي من هذه المسرحية التي لم يترتب لها مخرج أو نهاية لحد الأن وكان المفروض ان تتعض الحكومة من دروس الأنبار وأهلها.
اليوم..بدأت قصة ( داعش )…سقطت (الفلوجه)..وسقطت (الخالدية ) ..( هيت )..وقبل اسبوعين كنا نهتف مع الجيش ونؤازه في كل صولاته وشددنا عل ايدي الأبطال وبدأ الأعلام يظهر لنا قصف معاقلهم وحرق آلياتهم واسلحتهم المدمرة..وقلنا بارك الله بجيشنا المغوار..لنتفاجئ بأستعراضات القاعده في الأنبار وسقوط الفلوجه بساعه ( لاأكثر ) بعد اول بوادر انسحاب للجيش العراقي منها.
السؤال المطروح هنا….ماذا كان يفعل الجيش في الصحراء…؟وأين الصولات…؟ومن كان يحارب….؟ وماذا كانت تفعل القيادات العسكرية….؟ومن يتحمل مسؤولية من استشهد ابتداءأ من (محمد الكروي )…الى أصغر مقاتل…..؟ياحكومة….اين كنتم..وماذا كنتم تفعلون….؟
اليوم..الحكومة..امام تحدي كبير لاتراجع فيه..بين تحدى العشائر التي ترفض مشاركة او دخول الجيش للمدينه, وبين تحدى القاعده واعلانها ( الفلوجه أمارة اسلاميه )..الحقيقة.انها معادله صعبة في وقت نخاف فيه من تصرف قد ( يحرق الأخضر مع اليابس) اذا كان هناك بقي شئ ( أخضر )..اليوم..لاندري لمن نكتب..ومن نلوم…( الله يستر من الأيام القادمة )..
يقولون…تفائلوا بالخير تجدوه….وأجيب…على ماذا نتفائل..( أخبار…سوده ومصخمه )..الله يكون بعون الحكومة..عسى ان تجد مخرجآ سالمآ بأقل الخسائر.
اذا كان حرق ارض الرمادي والفلوجه هو ( الحل …او النصر )..( اللهم اجعلها بردآ وسلامآ على أهلنا …وجيشنا..).
ايها السياسيون
دعونا من المهاترات..والمزايدات..والمذهبيه..كفاكم ( نعيقآ )…( اكرمونّه بسكوتكم!!!!!!!!).
اللهم لانسألك رد القضاء…ولكن نسألك اللطف فيه وفينا