18 أكتوبر، 2024 6:08 ص
Search
Close this search box.

الأنبار.. ورافع العيساوي.. وتصاعد نقمة المعارضة !!

الأنبار.. ورافع العيساوي.. وتصاعد نقمة المعارضة !!

شهدت محافظة الأنبارمؤخرا، لأول مرة ، ظاهرة غير مألوفة من قبل، من خلال تصاعد نبرات قوى شخصيات معارضة ، لما يجري في الأنبار ـ أو هكذا تتحدث عنها تلك القوى والشخصيات، وهي مكونة من نخب مثقفة وشيوخ ووجهاء عشائر وأساتذة جامعات ، عرضت توجهاتها مؤخرا ، عبر قناة البغدادية ومواقع أخرى ، وهي ظاهرة لم تألفها هذه المحافظة منذ تأسيسها حتى الآن، وتكاد تكون لها إمتدادات كارثية، إن بقيت أحوال الأنبار تسير على هذا المنوال ، وهو مؤشر يدق ناقوس الخطر ، بكل تأكيد!!

ولا تخفي نخب الأنبار وقيادتها المثقفة، وأغلبهم موجود في بغداد، أو خارج المحافظة ، من أن هناك الكثير من تلك النخب والكفاءات ، ممن لهم شأن كبير في رسم معالم (ستراتيجات الأنبار) وسبل النهوض بها ، جرى (التعتيم) عليهم منذ سنوات ، ولم يتم إشراكهم او الإهتمام بما يطرحونه من وجهات نظر ، ذات قيمة عليا ، كونهم خبراء سياسة وإعلام وإدارة دولة ، ولم ( يلتفت ) أحد من كبار سلطة المحافظة، أو من سياسييها ونوابها ، الى أدوار تلك النخب والكفاءات العليا ، أو الإطلاع على وجهات نظرهم (الستراتيجية) التي تطرح عبر الإعلام، ومنابر مراكز بحثية، من أجل تطوير واقع المحافظة والإسهام في إستعادة دورها القيادي والمؤثر في مستقبل العراق والمنطقة، لكي يتم ضمهم الى جانب قيادة سلطة المحافظة ، والإستفادة من خبراتهم القيمة، ولكي يسهموا بإدارة مستقبل العراق ومستقبل الانبار ، والتخطيط لمواجهة (ستراتيجات تحرك) تعيد لأهلها وشعبها الهيبة والمكانة التي تليق بها، أمام توجهات قوى (مسعورة) لاتريد الخير لأهل الانبار، وتعرقل كل مسعى لأن تظهر الأنبار، وهي أكثر عزيمة وقدرة على أن تصنع مستقبلها بعقول أبنائها الغيارى المخلصين ، الذين لم يشارك الكثيرون منهم ، في إدارة محافظتهم، بأي شكل من الأشكال!!

لكن مراقبين أشاروا الى أن عودة السيد رافع العيساوي الى الواجهة السياسية، في مستقبل قريب، قد (تقلب الطاولة) على من يحاول (الإستفراد) بأهل الانبار ، ولدى الرجل من القدرات والمؤهلات، ما يعيد ترتيب أوراق المحافظة من جديد ، ويعيد (توحيد) قواها ، المؤثرة والفاعلة، لكي لا تتبعثر مرة أخرى!!

ويرى متابعون للشأن العراقي أنه برغم أن وجود مظاهر لأصوات (معارضة) في محافظة الأنبار ، بدأت تعبر عن توجهاتها بجرأة، وعبر قنوات فضائية ، تعد ظاهرة صحية ، عبر إستخدام وسائل الديمقراطية وأدواتها، لكن سرعة إنتشار تلك المظاهر تؤكد أن احوال المحافظة ليست على مايرام ، بل هي ليست كما يتم تصويره في الإعلام، على أنها تعيش (الأمن والإستقرار) و(موحدة القوى والتوجهات) ، وأن هناك أصواتا بدأت تعبر عن وجهات نظرها ، وتؤكد من خلال المنابر الإعلامية التي تظهر فيها أنها تعبر عن سخطها وغضبها ، لأن هناك (ممارسات دكتاتورية) ، كما تصفها شخصيات كثيرة، تصاعدت في الآونة الأخيرة، وأحاديث عن (الإستفراد بالرأي) من قيادات عليا ، تضغط على المحافظ السيد علي فرحان، ولا تبقي له أي دور في تسيير أمر المحافظة، وتظهر وكأن المحافظ الحالي لاحول له ولا قوة ، وليس لديه أية قدرة على مواجهة طغيان قوى سياسية أكبر حجما منه، وهي من تدير المحافظة ، خارج إرادة أهلها، والمحافظ ليس لديه الإمكانية ، كما يقال، لمواجهة ما يتعرض له من ضغوط، ترغمه على السكوت، عما يجري من إستحواذ على دوائر المحافظة وعلى تهميش شخصياتها ووجهوها، كونه هو (المستفيد)..(ومناصب المحافظة) يتم (الإستحواذ) على مقدراتها دون علمه ، وتقتصر على حزب بعينه ، أما نخب المحافظة وكوادرها الجامعية ، فلم تخف قلقها من أنها تعيش حالة إستبعاد وتهميش واقصاء، بحسب ما أدلى به شيوخ عشائر وأساتذة جامعات من على منبر قناة البغدادية، التي راحت منذ أكثر من إسبوع ، تبحث عن كل صوت معارض في تلك المحافظة ، ليتحدث أمام الملأ ، عما تعانيه محافظة الانبار من (إستبعاد) لإدوار شخصياتها المؤثرة و(تغييب) نخبها المثقفة، كما يقال!!

وما يؤكد توجهات تصاعد نقمة المعارضة وإتساعها في محافظة الأنبار ، أن محافظها السيد (علي فرحان)، لم يرد على تلك الشخصيات ، ولا عن إتهامها له بأنه (مسلوب الإرادة) ، وهو غير قادر على مواجهة ضغوط تمارس عليه، لاتبقي له أي دور، وتلك الجهات التي هي في الغالب من خارج مدينة الرمادي، من تمارس أساليب (دكتاتورية) ، يخشى الكثير من أهل الأنبار، أنه قد لايكون بوسعهم إيقاف تدهور أحوالها، إن بقيت الأمور على تلك الشاكلة من الإستفراد بالسلطة والقرار، والمحافظ (مرغم) ، كما يقال، على السكوت، وهناك أحاديث عن (صفقات مناصب ومسؤوليات) تدار بغير علم أهل الانبار، الذين أصبحوا لاحول لهم ولا قوة ، وقد إضطرت بهم الأحوال، كما يقولون، لإن يجدوا في بعض الفضائيات من يروج لأفكار قوى معارضة جديدة، لم تكن مألوفة، ولم يجرؤ أهل الانبار على أن تظهر خلافاتهم الى العلن، كما هو الواقع الذي يصفونه بـ ( الخطير) ، وأمور المحافظة قد تخرج عن السيطرة ، إن تصاعد الرفض الشعبي ، على هذا المنوال!!

وهناك من يؤكد أن قوى في الاطار وربما جماعات مسلحة لديها (سلطة) داخل المحافظة ، هي من تتحرك على شيوخ ونخب أهل الانبار ، وتجد في رغبات بعض من تعرضوا لعمليات ملاحقة او حرمان من المناصب، فرصتها لتهييج الشارع في الانبار، لكي يعبر عن توجهاته المعارضة ، لمحاولات (إقتسام السلطة) و ( الإستفراد) بمناصبها العليا ، عبر شخصيات تعد على أصابع اليد الواحدة، بينما أهل الأنبار وأساتذتها ونخبها والكثير من كوادرها راحت تتخذ من الإعلام وسيلة للتعبير عن رؤاها وتوجهاتها، وتشكو من أن أحوال المحافظة ليست على مايرام، وإن مظاهر التعبير عن الرفض الشعبي ، لما يجري من أساليب تعد من وجهة نظرهم (دكتاتورية) هي مرفوضة ، إذ أن (ترويض) أبنائها بهذه الطريقة ، يعكر المزاج الشعبي ، وهم لايريدون الإنحياز لإية قوة سياسية أو التخندق خلفها ، على حساب جهات أخرى، لمصالح شخصية و(تفرد) بالقرار ، وهي ظاهرة تنذر بمخاطر أن (تنقلب) أحوال المحافظة ، بالاتجاه الذي قد لايسر في كل الأحوال!!

ويرى مراقبون أن عودة القيادي القوي الشخصية السيد رافع العيساوي ، بعد الإفراج عنه، وما جرى له من إستقبال حافل من أهالي الفلوجة ، وسعيه لأن يلتقي قوى (سنية معارضة) ، لابد وأن يعيد (ترتيب خارطة الطريق) في الأنبار، ولن يكون بوسع القوى الأخرى التي تتهم بأنها (تتحكم) بمصير أهل الانبار ومستقبلهم، أن (تستفرد) مرة أخرى بهم، وهم يأملون منه أن يكون الشخصية الأكثر قدرة على أن يستجمع قوى المحافظة المؤثرة، ويستقطب مطالب أهلها وشيوخها، دون إصاء أو تهميش ، ويكون له (دور محوري) في قادم الأيام ، ربما يكون بوسع تلك القوى المعارضة أن تجد فيه (خيارها المفضل) ، كونه الشخصية القوية المجربة والقادرة على إيقاف طموحات قوى (مهيمنة) من داخل المحافظة ومن خارجها، تريد فرض وصايتها عليها، وهو ما لا يسمح به ، بكل تاكيد!!

أحدث المقالات