8 أبريل، 2024 1:20 م
Search
Close this search box.

الأنبار سلة خبز العراق !

Facebook
Twitter
LinkedIn

أول ما رأيتك وانت تبكين من هول ما عانيت يا محافظتي الخالدة ( الأنبار ) بعدما نزفت وكبرت جراحك , كان يحدو بي الامل أن ابناءك وبمساعدة حكومتهم المركزية سوف يلملمون جراحك وتعودين افضل مما كنت عليه ولكنني اليوم بعد سنتين من الزمن أصابني الإحباط وانا انظر الى منظر الدمار الذي حل بك , وبعد أن تبين لي أن دمارك وعدم بناءك لسبب واحد .. والا ماذا يميزك عن المحافظات الأخرى التي أصابها الخراب والدمار معك وتم إعادتها بأفضل من سابقتها !

يا محافظتي العزيزة , لقد أصبحت ضحية للانقسامات الطائفية والعشائرية والمذهبية والحزبية في العراق وضحية للانقسامات السياسية في هذا البلد , لقد باعوك بثمن بخس , فتخلى عنك الابن والصديق , يا مسقط رأسنا وذكريات طفولتنا , كنا نظنك مستقبل أبناءنا ولكن الامل قد خاب والرجاء شبه منقطع , فأبناءك قد طابت لهم عيشة الغربة وكفاءاتك قد استقر بها الزمان في مدن ودول أخرى وتناسوا عذوبة الفرات , اهلها الرائعين الطيبين , لقد اهملتك الحكومة المركزية وبشكل علني ومتعمد نتيجة خلافاتهم السياسية وبقيت تترجين شعيط ومعيط والمنظمات الإنسانية وكأنك مدينة أفريقية صحراوية ليس لديها أي مقوم من مقومات الحياة !

يا محافظتي الجريحة

لا استطيع ان افعل شيء لك الا ان اكتب هذه الكلمات البسيطة وانا اعرف انها لن تجد آذانً صاغية , كونني مواطن بسيط لا يملك السلطة فالسلطة اليوم بيد من لا يعرف حقيقة تاريخك وقدسية حضارتك !

لقد أكلك الذئب البشري هذه المرة وليس ذئب يوسف أكلتك ذئاب لا تعرف متى تشبع .ذئاب تأكل الأخضر واليابس !

يا حبيبة الأنباريون وبهجة العراقيون !

لقد غطى ارضك الدمار وأصبحت محافظتي الجميلة الغالية مدينة أشباح في الليل ومدينة مزايدات ومقاولات ومشاريع سياسية في النهار وفي الليل وفي وضح النهار !

فكل من قام بزيارتك مجرد دعاية تصويرية أو انتخابية أو مهاترات سياسية .. صوراً يغلفون بها الضمائر الميتة .. يتكلمون في الاعلام وعلى شاشات التلفاز عن الاعمار والحقيقة لا يوجد على أرض الواقع شيء يذكر , فالكل تعلموا صناعة

الكذب السياسي .. ينطقون الكلام المعسول ولا يقومون بتنفيذ شيء .. اقطاعيين ويدعون انهم شيوخ عشائر وساسة جدد قابعين الآمن مع عوائلهم في الامارات والخليج والاردن وكردستان وتركيا يستلمون نسب مالية من المقاولين الاشاوس

لقد تناست حكومتنا الرشيدة أن اغلب مسؤولين المنطقة الخضراء يحملون شهادة جامعية من صرحك العلمي جامعة الانبار والجامعات العراقية الأخرى , وأن اغلب العلماء الذين مثلو العراق في المحافل الدولية هم من محافظة الأنبار ..

وإن … وإن … وإن … وتكثر الأنات والفعل واحد … لك الله يا مدينة الصالحين الطيبين .. لك الله يا مدينة الرمادي .. لك الله يا مدينة النظافة والضيافة سابقاً ؟

يا مدينة العز والكرامة يا أم اهل الأنبار , يا سلة خبز العراق .. !!!

اصبري يا عزيزتي فإن تناساك البشر فرب البشر موجود !!!!!! ولابد لليل أن ينجلي .. ولا بد للخراب أن يعتمر…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب