19 ديسمبر، 2024 6:57 ص

الأنبار: ثورة لعتق الرقاب ووأد العبودية..؟!

الأنبار: ثورة لعتق الرقاب ووأد العبودية..؟!

تكاد تكون جميع الزعامات السياسية والدينية (المخصية) أكثرية وأقلية مقفلة الفم والإرادة مغلوب على أمرها تصفق بشعار (المالكي للأبد) الذي هو عنوان التخلف وشهادة عليه. عنوان غير مسبوق في التاريخ الإنساني لأنه عنوان لاعقلاني بل حيواني. حتى الرسول الكريم محمد (ص) وما خلا قبله من الأنبياء والرُسُل لم يطلق المؤمنون عليهم هذا الشعار البدائي. حتى الخلفاء الراشدين لم يقل أحدهم أبو بكر أو عمر أو عثمان فعلي للأبد. الأبد أيها المصفقون هو للخالق وحده وليس للمخلوق عبده. إذن ليست القصة قصة الديمُقراطية أو الحرية كما يقولون. إنها أعمق كثيراً وأبعد. إنها عتق العبيد من عبوديتهم. من عبودية الشعارات والكلمات والعناوين. الثورة ليست من أجل الديمُقراطية. الثورة في العراق من أجل عتق الرقاب وتحرير اللغة واستعادة إنسانية العراقيين. عتق جميع العراقيين من كل لونٍ ومذهبٍ وجنسٍ وجذر. إنهم عراقيون ويكفيهم فخراً أنهم يقاتلون اليوم ويموتون من أجل الحرية. حريتهم جميعاً، مؤمنين بوطن واحد ومستقبل مشترك.
كلما ضيقت الثورة الخناق على النظام في العراق إرتفعت أصوات الأبواق تتحدث عن حماية الأقليات والخطر. بدلاً من أن يقدم النظام نفسه نظاماً وطنياً لكل المواطنين ينزوي ويصرخ محذراً من الخطر على الأقليات ويطالب بأقاليم وجزر عائمات. لا أحد يجهل أن في العراق، كما في كل بلد عربي وبنسب متفاوتة أقليات دينية ومذهبية وقومية تحيا منذ زمن طويل وتتعايش. ولقد شهدت مرحلة ما بعد الإستقلال والحكم الوطني السابق أزهى وأجمل المراحل من الوحدة الوطنية بكل موجباتها وحقوقها. ولو أردنا أن نروي قصصاً من تلك المرحلة لملأنا صفحات. اليوم يرتفع صوت النظام محذراً من الخطر. أي خطر..؟.. لقد شكلت أجهزة نظام المالكي وأداءه وجماعاته الخطر الأكبر على الوحدة الوطنية وآخر ما كان يملك الحق في طرحه هو موضوع الأقليات. الأقليات تحميها الوحدة الوطنية، والسياسة الوطنية، ومناخ الحرية الذي يظلل الجميع لا مناخ القهر الذي يقمع الجميع. إعطوني إسماً واحداً لمعارضاً من أي مكون وأقلية يستطيع أن يمارس معارضته بحرية تامة دون أن يكون إسمه مدرجاً على لائحة التصفية بكواتم مليشيات المالكي أو التغييب في سجونه.

أحدث المقالات

أحدث المقالات