أكثر من مليوني مواطن يعيشون في محافظة الأنبار على إمتداد مساحة تعادل أكثر من ثلث مساحة العراق وثروات معدنية وزراعية وإقتصادية وبشرية وموارد مائية لا يوجد لها مثيل في أكثر مدن العالم .. ومنافذ حدودية وتاريخ عظيم تعبق بالحاضرة الأولى لبني العباس حين إختاروا الأنبار عاصمةً أولى لهم .. ونهر الفرات الخالد يشقُّ سفوح هذه المدينة من غربها إلى شرقها وبحيرات ومسطحات وبوادي جميلة ..
الأنبار صومعة الشجعان ومثابة الكرم وطريق المجد الذي تعبد بشهدائها .. تعاني من الاهمال المقصود والمتعمد لأبنائها المبدعين من العلماء والكتاب والصحفيين والاعلاميين والفنانين والشعراء والرياضيين منذ عام التغير ( 2003 ) طيلة (13) عاماً .. ولم يجد احداً من يكرمهم ولو بكلمة طيبة ليس الا .. ولم نجد لهم مشاركات فعلية بالايفادات الخارجية , ولا انسى الوفد الذي ذهب الى لبنان قبل عامين من السادة اعضاء المجلس واقاربهم للمشاركة في دورة الاعداد الصحفي والاعلامي المهني وشارك في الدورة عدد من اعضاء المجلس وسواقهم ومرافقيهم الكرام من هو اقرب لهم ناهيك عن الوفد الاخير الى المانيا .. وتعاني ايضاً ( الأنبار ) من ظهور رموزٍ وشخصيات لا يمثلون أهلها أو تاريخها المجيد .. تفاقم في الآونة الخيرة بعد إنتشار كوارث التصريحات المجانية سياسياً وإقتصادياً وثقافياً .. فكيفَ يمكن لمحافظة بمثل هذا الحجم وهذا التاريخ وتلك السعة يمثلها من على شاشات القنوات الفضائية من لا يحسن لفظ عشر كلمات بشكلها الصحيح ؟!
مختلف الشخصيات من السياسيين والعشائر والمواطنين العاديين جعل أهل العراق ينظرون إلى ( الأنبار ) على أنهم لا يحسنون الحوار أو النقاش أو النقد أو إبداء الرأي والسبب يعود أولاً وأخيراً على هؤلاء وما اقترفوه من ذنبٍ على الأنبار وأهلها .. لماذا لم يتعلم هؤلاء مثلما تعلمنا ويقرأون مثلما قرأنا ويسألون مثلما سألنا ويدرسون مثلما درسنا ويصبرون مثلما صبرنا ويعانون مثلما عانينا .. من أعطى ( الصلاحيات ) لهذا العشائري أو السياسي أو القبلي أو المسؤول ( الآن ) من غير اهل الأنبار كي يظهر ممثلاً لأهل ( الأنبار) في البرلمان .. وهو لا يحسن غير التلعثم .. ثم ما يلبث حديثه أن يتحول إلى نكتٍ مضحكة لكنها موجعة على أهلي في ( الأنبار ) أنا لا أضع اللوم على هؤلاء فقط بل على الناس الّذين إنتخبوهم أو إختاروهم شيوخاً للعشائر أو مسؤولين ..
إنها دعوة لمن يريد الشهرة من أبناء المحافظة أن يبتعد عن تمثيل أهل ( الأنبار ) والأنبار القادمة بأذن الله لا يمثلها الا ابنائها الرائعين من الطبقة المثقفة والمتعلمة من النخب المبدعة من يحملون الشهادات العليا من العلماء والمثقفين واساتذة الجامعات .. وادعو الرعاع والمارقين والمطبلين والبوقجية والحرامية وسراق المال العام أن يختاروا برنامجاً للمسابقات أو للتسلية في الفضائيات .. لا أن يضع نفسه في الواجهة أمام الملايين من العراقيين والعرب وهو يرتجف رعباً من الكاميرات أو يخلط في كلامه الحابل بالنابل .. دعوةٌ كريمةٌ لهؤلاء أن يقضوا أوقاتهم وسهراتهم وسجالاتهم في فنادق عمان واربيل وبغداد والامارات وبيروت والحارثية والمنصور ودواوين العشائر والمضايف وليتحدثوا هناك بما شاءوا .. ويجب عليهم لا ينسوا ابداً العزائم الخاصة .. في مطعم صمد في المنصور :
لنا عودة اخرى