7 أبريل، 2024 3:22 ص
Search
Close this search box.

الأنبار..أمام تحد إرهابي خطير..ومناشدات لمجلس القضاء الاعلى!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

ما يواجه أهل الأنبار هذه الأيام ، هو تحد خارجي وداخلي ، ومن نوع خطير ، ولم يألفه أهل الأنبار منذ عقود!!

الغريب العجيب أن محافظة ألانبار ، تحولت من خلال قرارات إتخذتها الدولة الى وطأة ثقيلة على أهل الأنبار ومحاولة تلطيخ سمعة أهلها وعناوينهم ، وكأنها “بؤرة الفساد في العراق”،و بـ “وشايات” و ” مخبرين سريين ” من سياسيين يتنافسون على أرض الأنبار، يريد البعض منهم أن يجد له مكانا في كراسي السلطة ، بأي ثمن، حتى لو إحترقت الأنبار عن بكرة أبيها!!

وما يلاحظ من كثيرين أن بغداد ، وهي مقر الحكومة ومركز سلطتها ومحافظات أخرى أصبحت بريئة من فساد يزكم الانوف، بقدرة قادر ، وقد تم التستر على فاسديها الكبار وإخراجهم من السجون، برغم مليارات وتريليونات الدولارات التي إستولوا عليها وأفرغوا خزينة البلد، ومع هذا فإن الفاسدين الكبار هم الآن مدللون وأحرار طلقاء.. ولا على أعينهم حاجب، وهم معرفون من جميع شعب العراق، ولهم القدح المعلى في أروقة السلطة ومصدر القرار !!

نعم.. لاننكر أن هناك فاسدين في الأنبار، ولكن ليس بهذا ” التهويل الفاضح” الذي نسمعه ، ويتكرر بين ليلة وأخرى ، في الإعلام، ولا أحد يعترض على محاسبة من هو فاسد، ولكن حجم فساد مايجري في الأنبار ، كما يشير أهل الانبار أنفسهم، لاتصل نسبته 5 % من نسب فساد ما يجري في بغداد ومحافظات أخرى، أزكمت راوائح فسادهم الأنوف ، وهم الان طليقون ، وتحولوا الى كتل سياسية تريد أن تعيد هيبتها مرة أخرى، ليكون لها مكان رفيع في كراسي السلطة في المستقبل القريب!!

حتى الفساد من وجهة نظر محلليين سياسيين ، تحول الى ” إسلوب طائفي ” للإقتصاص من ألآخرين ، ومعاقبتهم في محافظة الأنبار.. وللأسف فإن بعض قوى الأنبار التي حسبت على تحالف الانبار الموحد ، قد إنخرطت في تلك اللعبة التي يراد من خلالها تشويه سمعة أهل الانبار ، والصاق مختلف التهم التي ما أنزل الله بها من سلطان، دون أن يدركوا ” تبعات” و”مخاطر” توجهات من هذا النوع على مستقبل محافظتهم، ودون أن يدركوا أن هناك من ” يختلق” لهم “داعشا ” بوجه آخر ، للإنقضاض على الأنبار وإستلاب دورها، وعلى تحالف الأنبار الموحد أن يعيد حساباته ، وأن لايتخذ من مبدأ (عدو عدوي صديقي) إسلوبا للتعامل مع الآخر ، الذي يتربص بهم جميعا ، وفيهم كفاءات وطنية ونخب مثقفة ومطالبهم حقة ومشروعة، ولكن ينبغي عليهم أن يحسنوا أساليب تعاملهم مع أبناء محافظتهم، وما يحاك لها من محاولات تآمر خطيرة، وأن لاينزلقوا في مهاوي مؤامرة خبيثة أعدت لأهل الانبار من خارجها، لكي تذهب ريحها ، لاسمح الله!!

كان إكتشاف غاز عكاز وبدء عمليات إكتشاف الغاز في الأنبار، ومن ثم تحويلها الى مقر لشركات الإستثمار الخليجية والعربية الاخرى ، القشة التي قصمت ظهر البعير ، بعد إن وجدت إيران في هذه الخطوة مايوقف هيمنتها على مستقبل هذا البلد، ولكي يبقى العراق البقرة الحلوب لإيران وغيرها ، ولكي يبقى العراق ومستقبله مهددا بأياد إيران، ومن يتحالف معها أو يدين لها بالولاء!!

هذه هي القصة الحقيقية يا أهل الأنبار., وكل مايجري من تهديدات والقيام بتظاهرات من خارج المحافظة، إنما هو لعبة إيرانية قذرة أخرى تحوم حول الأنبار، في محاولة لايقاف نهوضها مرة أخرى ، وترويض شعبها، وتحولها الى مركز إرهابي من نوع آخر، يتم تجديد شكل تهديداتها والعناوين التي تتحث بإسمها بالنيابة، وهناك من يريد عودة داعش تحت مسميات أخرى..والتهم جاهزة لأهل الأنبار للاسف الشديد!!

وأهل الانبار لديهم ألسن وفيهم رجالات ووجهاء وحكماء، ولوا أرادوا التظاهر لتظاهروا، ولن يطلبوا من أحد غيرهم التظاهر بإسمهم، لكنهم يدركون أن اية تظاهرة سيتم تجييرها لصالح قوى خارجية ، وستعيدهم الان الى المربع الأول، وهم يحاولون تجنب تكرار، مأساتها ، مرة اخرى!!

وإذا كان رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي هو المستهدف في الحملات الدعائية المغرضة ، فقد قدموا له طبقا من ذهب، ليحتل مكان الصدارة لدى الرأي العام في الأنبار ، ويلتف حوله من جديد الآلاف ، بعد إن إنكشفت ألاعيب البعض ومؤامرهم الخبيثة ، تجاه ما يتم التخطيط له لأهل الانبار، وربما يكون الحلبوسي الفائز الأكبر في هذا التحدي، ولن يكون بمقدورهم زحزحة مكانته قيد أنملة.. إن لم نقل أن شعبيته تصاعدت بشكل كبير وغير مسبوق، وهم من أسهموا دون أن يعلموا، بزيادة رصيده الإنتخابي في المسقبل القريب، وعلى قيادات أهل الانبار أن توحد صفوفها مرة أخرى، فلا غالب ولا مغلوب لمن يجني ثمار التحالف المشترك الذي يشمل الجميع ، لكي ينعم أهل الأنبار بثمرات وحدة قواهم ، وأن لايتحول ” البعض” الى أوكار لـ ” الدكتاتورية” مرة أخرى!!

وواحد من العمليات التي إستهدفت أهل الانبار مؤخرا والضجة التي إختلقت بشأنها ، دونما مبرر ، هي أراضي الوفاء، التي قدم عليها آلاف العراقيين من أهل الانبار ومن بغداد ومحافظات أخرى من الوسط ولجنوب ، وإشتروها وفق القانون وبسندات أصولية ، وهم لايتحملون مسؤولية تلك المحاولات التي أسهتدفت زعزعة إستقرار الأنبار وإثارة الرعب بين أهلها على مستقبل أراضيهم، تحت عناوين أنها وزعت بغير ضوابط، بالرغم من أن آلاف المواطنين إشتروها بالملايين ، من مالكيها السابقين، ووفقا لعقود رسمية مصدقة من دائرة التسجيل العقاري في الأنبار!!

وإذا كانت هنك من عمليات فساد فيعاقب عليها المسؤول الكبير عنها ضمن المحافظة، وليس عشرات الآلاف من المواطنين الأبرياء الذين داهمهم الهلع والرعب من إجراءات الدولة، وهم لاذنب لهم في كل ماجرى، ولم يقل لهم أحد من القضاء ومن كبار مسؤولي النزاهة والدولة عموما أن مستقبلهم مضمون ، وانه ليس لكم ذنب فيما إشتريتموه، فإنتم مواطنون أبرياء ، وحقوقكم مضمونة ، بينما هم الآن يرون مصيرهم مجهولا، وهم الان في أشد حالات الترقب والخوف والهلع الذي يعيشه الالاف من ابناء بغداد الذين إشتروا في أراضي ناحية الوفاء، لان أهالي بغداد لم يجدوا لهم قطعة أرض بمقدورهم شراءها ، بسبب الاسعار الجنونية الحالية للعقارات في العاصمة، وحتى في أطرافها، فوجدوا في التوجه للأنبار محطة آمنة للحصول على مقر سكن يأوي عوائلهم من محن التشرد ، ومن عدم إيلاء الدولة لمواطنيها مسؤولية توفير سكن لائق يخفف عنهم عبء معاناة سكن تحولت الى جهنم على رؤوس العراقيين، وعلى هيئة النزاهة ومجلس القضاء الأعلى ودوائره في بغداد والأنبار أن تطمئن أهل الانبار واهالي بغداد على عشرات الآلاف من قطع الاراضي التي إشتروها في ناحية الوفاء بالانبار، لا أن تبقيهم في مهاوي قلق ورعب وخشية على مستقبلهم ، من أن يتم الإستيلاء عليها بلا وجه حق من فاسدين آخرين، وهم أي مواطنو الانبار ومواطنو بغداد لاذنب لهم في تلك الجريمة التي تحملوا وطأة ثقلها عليهم بلا وجه حق ، وهم يناشدون مجلس القضاء الإعلى رد الاعتبار لهم واستعادة حقوقهم واراضيهم ، حيث دفعوا ملايين الدنانير من أجل الحصول على قطع أراض تأوي عوائلهم من محنة سكن رهيبة يعيشها العراق وبغداد على وجه الخصوص، وبأموالهم الحلال!!

حمى الله أهل الانبار.. وحمى تلك المحافظة العروبية الاصيلة.. وجنبها الله وأهلها الكرام شرور المتآمرين على مستقبلها.. وما نتمناه من القضاء العراقي العادل مرة أخرى أن يعيد الإعتبار لاهل الانبار، ولأراضي الوفاء ومستقبل عشرات الآلاف من المواطنين الأبرياء، في القريب العاجل، بعد أن أكلت الهموم والمخاوف قلوبهم وسيطرت على أفئدتهم ، ومن الضروري والمهم والعاجل إعادة حقوق الملكية لهم، كونهم مواطنون بسطاء ، إشتروها بعرق جبينهم ومن المال الحلال، فأغلبهم متقاعدون وكبار السن ومن ضاقت بهم سبل الحياة..ونحن على ثقة بأن القضاء العادل لابد وأن يخفف عن أهل الانبار وأهل بغداد تلك المحنة التي ألمت بهم بشأن أراضي الوفاء في القريب العاجل، وأن يسهم القضاء العراقي في إعادة الإستقرار لأهل الأنبار، لكي لا يحولها البعض الى وكر تآمر جديد، لا ناقة فيه لأهل الانبار ولا جمل!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب