22 نوفمبر، 2024 11:05 م
Search
Close this search box.

الأنانيـــة وعشق الذات

الأنانيـــة وعشق الذات

يهتم البعض منا مرارا بمنظره الخارجي فيسعى جاهدا لكي يرتدي أجمل الثياب وأنظرها لونا وفينا من الجانب الاخر من هو لايملك قطعة قماش بسيطة تقيه برد الشتاء القاسي وحر الصيف الظالم , ربما تدفعنا أهوائنا في بعض الأحيان لنقتني أنقى العطور وأزكاها فرحين برش نسمة منها غير مكترثين بمن لايملك قطرة ماء صغيرة يخفف فيها صولة عطشه الكبير, وربما لن يستطيع أحدنا التوجه لمحل عمله قبل ان يرتدي ساعته اليدوية المرصعة بلون الذهب او الفضة وهو مبتسم مطمئن ان لاينقصه شي ما يشعر بالفخر والعزة الكاذبة فرحا بلمعانها وبريقها وهي تستقر على سطح يديه مع خاتمه الذهبي النفيس صاحب الحجر الكريم , فنركب امواج عشقنا تلك لهذه الحياة الرخيصة في سياراتنا ومواكبنا الفاخرة التي نحرص على انتقائها بعناية فنستمتع بها كانها الثلوج في لحظات حر شديد فنرحل معها بعيدا عن انين واصوات المحتاجون من حولنا وهي تعلوا وتعلوا كاننا فقدنا السمع نهائيا ….اذن ان معظمنا تسري في دمه الانانية وعشق الذات دون ان يشعر ولكن بدرجات , فالكثير منا يعاني ويعاني ونحن لانحس بهم كانهم من عالم اخر غير عالمنا كانهم من خلق اخر ليس بخلقنا , ان الانانية حالة اجتماعية سيئة الصيت مرفوضة من كل الاديان والكتب زرعت في المجتمع العراقي حديثا على يد البعض من الساسة الذين جائوا ليفكروا في انفسهم فقط تاركين هذا الشعب يتلقى مصيره لوحده لايعلم الا اين يرحل ! فذاك السياسي تعود ان يتحدث في شاشات التلفاز بلسان الفقر والعوز و الحرمان الذي اجبر افراد هذا الشعب على العيش فيه وهو يرتدي الذهب ويسكن القصور العملاقة ! فياترى كيف يستطيع ذلك السياسي الاحساس بعوز ومرارة غيره وهو يسكن القصور ذات الابراج العاتية ؟ ان هؤلاء الساسة اتقنوا لعبة المتاجرة الحقيقة بارواحنا وحياتنا على الاطلاق , انهم ماهرون في الاستخفاف الحقيقي بمعاناة هذا الشعب بكل ماتحمله الكلمة من معنى , ان اقصى وابشع انواع الموت هو ان يموت لدى الانسان احساسه بالأخر قبل ان يموت جسده بالكامل وقبل مدة قصيرة التقيت بـ(قاسم ) وهو احد الاصدقاء الناشطين في احدى المؤسسات التي تعنى بشؤون الاتصالات وهو صديق مااعرفه عنه سوى صاحب خلق عالي وعمل دؤوب في مضمار اختصاصه , فتحدثنا سويا عن مجمل المجريات السياسية والاقتصادية الذي يعيشه العراق اليوم وعن ظروف الحياة العديدة حتى قاطعته دون استئذان وقلت له :

– اخبار أخوك ياقاسم ؟

* والله ماعرف شكولك بس اني اخ ماعندي اعتبرته مات !

* ليش شكو ؟ شصار ؟

* اتصور استاذ انوا اخي الي هو من ابي وامي يرميني انا وعائلتي بالشارع لان مثل متعرف اني مأجر شقة من العمارة التي يملكها

* وشنو السبب ؟

* السبب انو اني اتعذرت بالسداد عن قيمة الايجار اليه لمدة ثلاث اشهر دون قصد لان كنت اعاني من ازمة مالية خانقة فلم يصبر عليه لتلك الفترة لان اخي شخص أناني بامتياز وطول عمره يحب نفسه وبس

غادرت ذلك الصديق الذي ذكرني بعجائب هذه الدنيا وكيف اصبح المرء غني جدا بالانانية المريضة التي اصبح معها لايستطيع التمييز والنظر حتى مع اقرب الناس معه

ان الذي يجري في ايامنا هذه من شدائد وعواظم الحال وهي بمثابة ردات فعل حقيقة لتقطع الارحام فيما بيننا ومع من نحب فجميع اصبح لايستطيع رؤية الانفسه فلايحس الا بجوعه وتعبه وعوزه ومرضه وغناه وفقره وشتاه وصيفه ووووووالخ , فاصبحنا ندير وجوهنا عندما تطلب منا المساعدة حتى لو رافقها الموت احيانا وتثقل وجوهننا هي الاخرى عندما تمد لنا يد العوز والفقر , فاي زمان نحن نعيش واي مرحلة وصلنا نحن فيها يتبرء فيها الاخ من اخيه !! ان عشق الذات وحب النفس هي من الامراض التي لن يصحى منها اصحابها ابدا لانهم لن ولم يملكوا ضميرا حيا يذكرهم او ينبههم عما هم فيه غارقون ..

أحدث المقالات