22 ديسمبر، 2024 9:19 م

الأم تعنف ايضا!!

الأم تعنف ايضا!!

الام ذلك الصدر الحنون الذي طالما ارتمينا باحضانه لنلتمس منه العطف والحنان ولنشعر بطفولتنا.. ذلك الكنز الثمين الذي اكرمه الله بأن جعل الجنة بأشجارها وانهارها تحت قدميها.. وقال بحقه رسوله الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) بانها اولى الناس بالمصاحبه حيث قال : امك ثم امك ثم امك.. واليتيم يتيم الام.

تلك القيمة العليا التي لا تقاس بشيء تقسو ايضا!! تعنف بقصد او بدون قصد! ولمن؟ لابنتها تلك الام المستقبلية.. لماذا؟ ليس لقساوة منها وانما لرذيلة الافكار البالية التي تمكن الرجل من ان يكون المسيطر وصاحب القرار الاول والاخير..

فمجتمعنا يطبق المثل القائل: شاوروهن وخالفوهن.. بل انه لا يكتفي بالاشارة اليه كمثل.. انما ينسبه الى ارجح الناس عقلا الذي قال بحقه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم : انا مدينه العلم وعلي بابها.. هل يوجد تعنيف في المجتمع اكثر من ذلك؟

ان كان التعنيف يبدأ منك يأمي فالى من الجأ؟ بهذا السؤال بدأت سلمى قصتها وهي تحدثني عن بداية تعنيفها.. لا لعله فيها وانما لكونها امراة.

سلمى الفتاة صاحبة الستة عشر عاما أجبرت على ترك دراستها رغم انها كانت الاولى في صفها دائما.. لالحاقها بقطار قد لا يقف ويتركها في محطة لتكون كما يصفها اهلها والمجتمع مصطلح (عانسا).. لم تنفع توسلاتها ولا دموعها في تحقيق رغبتها في اكمال دراستها..فقد كانت امي اول المعنفين.. باجباري على تنفيذ قرار (ان اخي وافق ولن ننكس رأسه امام رب عمله الذي طلب الزواج بي).. فأخي كونه رجلا هو الاهم والاقرب الى قلب امي فهو الذي يرفع راسها.. ويبقي شجرة العائلة مثمرة.. والابنه مصيرها الزواج وبقاؤها ربما قد يسيء لسمعة العائلة.

بعد الزواج بدأ تعنيف من نوع ثاني (من زوجي) الذي كان يرفض حتى مجرد التواصل مع صديقاتي او اتصالهن بي هاتفيا.. لتبدا رحله البكاء والصراخ والاهانة.. حتى انجبت ابني احمد ثم ابنتي شذى..

وقبل ان تبلغ شذى الثامنة عشرة من عمرها .. كان لابد لها ان تلحق بقطار العمر قبل فواته.. كما تقول امها.