13 أبريل، 2024 1:22 ص
Search
Close this search box.

الأمير العاري والنائب التقي ّعلي الشلاه !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خلال متابعاتي الإخبارية اليومية رصدت  ردتي  فعل متعاكستين :غربية وشرقية حول خبرين الأول حدث في أمريكا وبطله الأمير هاري  والثاني  ورد من القاهرة  ومحوره النائب العراقي د.علي الشلاه والفنانة غادة عبدالرازق
الأول مدعم بالصور ولم يتم نفيه أو التشكيك بصحّته , والثاني  لا دليل إثبات لمن أورده فهو يحتمل الصدق والكذب
الأول يقول إن الامير الشاب  ظهر في صور عارية مع فتيات عاريات خلال لعبة كان يقوم بها في جناحة الفخم في احد فنادق لاس فيغاس في الولايات المتحدة الامريكية
والثاني يقول أن الشلاه  الذي يترأس اللجنة الثقافية بالبرلمان العراقي ومحسوب على تيار ديني ظهر في حالة سكر بأحد الفنادق بالقاهرة وكان يشارك ضمن وفد اعلامي وتصادف وجود الفنانة غادة عبدالرازق فحاول التقاط صورة معه فرفضت لكونه في حالة سكر وهاجمت السياسيين العراقيين وهنا  مربط فرس الذين طبخوا الخبر وروّجوا له  !
الأخبار الواردة من القاهرة ذكرت أن  زوج الفنانة نفى  الواقعة بجملتها وصرح بأنه ينوي مقاضاة وسيلة الإعلام التي بثت الخبر وشكّل النائب الشلاه فريقا من المحامين لمقاضاة صحيفتين عراقيتين نشرتا الخبر “المفبرك” لأغراض سياسية  فالشلاه نعرفه معرفة شخصية ولا علاقة له بهذه الأجواء  لا من قريب ولا من بعيد , لكنها  الصراعات السياسية التي تتصدر المشهد وتجعل من وسائل الإعلام مطيّة لها   !
والآن لننظر الى ردود الأفعال , ففي بريطانيا  انتشرت موجة تعرٍ شملت عددا كبيرا من مؤيدي الامير هاري الذين تعاطفوا  معه  وبدلا من مهاجمته والتشنيع به  قام هؤلاء الشباب بنشر  عدد من صورهم وهم عراة “تضامنا معه فيما ادى المتضامنون التحية العسكرية خلال الصور خصوصا وان الامير هاري يعمل جنديا في الجيش البريطاني وذلك ردا على تقرير اشار بان الامير سيخضع للاستجواب من قبل قادة الجيش البريطاني وذلك حال عودته الى البلاد” كما جاء في الخبر الذي ذكرني بلقطة من فيلم “الإختيار” ليوسف شاهين يظهر بها طفل في مدينة العاب يحمل بالونا وفجاة يفلت خيط البالون فيرتفع في السماء فيبكي الطفل عندها يقوم بطل الفيلم”عزة العلايلي “باطلاق بالون في الهواء ويشجع طفلا اخر على فعل ذلك وبعد دقائق ترتفع عشرات البالونات في السماء عندما تعود الكاميرا للطفل الأول فنرى بكاءه قد تحول الى ضحك ويقوم بالتصفيق , بهذا المشهد يقدم يوسف شاهين قراءة سايكولوجية للنفس البشرية ف”المصيبة اذا عمت هانت ” كما يقول المثل الشائع
والقضية تحمل عدة أبعاد فهؤلاء الشباب يرون أن الأمير المصنف الثالث على العرش الملكي البريطاني من البشر وليس معصوما من الخطأ لذا قاموا بتبرير ذلك من خلال تعميم  الحالة فخففت من الصدمة وسفهت الأمر وقللت من أهميته فالأمم الكبيرة لو توقفت عند هذه التفاصيل الصغيرة لما تقدمت وما بلغت  ما وصلت اليه , وبهذا الشكل يحاولن أن يساهموا  بستر عورة الواقعة والانصراف لأمور وقضايا أكثر جدية , بينما أفردت صحف عراقية ومواقع الكترونية  مساحات واسعة لخبر لم تتأكد صحته  عن نائب عراقي نعرف سلوكياته حق المعرفة غير مسنود بأي دليل !
وفي النهاية اضطررنا لل”تعري” عن أخلاقنا و قيمنا في حمّى البحث عن أخطاء هذا المسؤول أو ذاك!
ومن الواضح من سياق ردتي الفعل اننا ننظر للمسؤول نظرة عداء , لذا حين نرى منه سلوكا ما  , حتى لو كان ليس حقيقيا , نجدها فرصة سانحة للانقضاض عليه معنويا , بينما ينظر الغرب الى المسؤول نظرة تقدير كونه وصل الى موقعه برضى الأغلبية لذا يدافعون عنه حتى لو كان على خطأ
وهنا أتساءل : بربكم أيهما أكثر جدوى على مستوى البناء الحضاري  :  التعري عن الأخلاق والقيم ؟أم التعري من قطع من الملابس كما فعل مؤيدو الأمير الشاب!؟
في الإجابة يكمن الفرق بيننا وبين الغرب .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب