18 ديسمبر، 2024 6:57 م

توفير الامن مطلب ضروري وأساسي للحياة، يتغير أسلوب تحقيقه من مكان الى اخر وبين فترة وأخرى في الاستراتيجية التي يجب اتباعها من قبل الدول استنادًا إلى المفاهيم السائدة في تلك الفترة، نقصد بالمفاهيم تلك المبادئ التى تتعامل بها الدول مع بعضها البعض وتشكل إطارًا لسياساتها الأمنية وكيفية درء الأخطار عنها، هذه المبادئ تتغير بتغيير النظم السياسية والمصالح.

الامن مسؤولية جماعية وتضامنية بين جميع الدول والمؤسسات الاخرى التي تشترك في توفيره بنسب متفاوتة إستنادا الى حجمها ودورها وتاثيرها على مجريات الأحداث ورسم السياسات الدولية.

المنظومة الأمنية وحدة متكاملة لا يمكن تجزئتها، وهي بمثابة الجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، فلا يمكن تصور دولة آمنة اذا كان محيطها الإقليمي متوترًا وغير مستقراً.

الأمن كتلة واحدة ومتجانسة مثل أية فاكهة إذا اصاب في جزء منها بعلة أو ضربة سرعان ما ينتشر في جميع أجزاءها.

يمكن أن نستدل بما ذهبنا إليه من : -شمولية مفهوم الامن لجميع نواحي الحياة تحت مظلة مفهوم الامن القومي فهو يشمل الامن السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي والعسكري والتعليمي والأسرى، بعدما كان مقتصرًا على الجانب العسكري والدولة المتفوقة عسكريًا كانت آمنة ومستقرة مقارنةً بدولة اخرى لا تملك ترسانة عسكرية كبيرة.

من جانب اخر، فإن حماية امن واستقرار أية دولة لم تعد مسؤولية حكومتها وحدها، بل تشترك معها جهات ومؤسسات آخرى مثل منظمات المجتمع المدني وأجهزة الاعلام المختلفة ودور العبادة والأسرة والأحزاب السياسية والمواطنين باعتبارهم رجال الامن الاول وكل منهم يلعب دوره تامين حياة آمنة ويساهم في نشر الوعي الأمني.

إن الاتفاقات والمعاهدات الموقعة بين الدول على مستوى إقليمي ودولي المتعلقة بحماية الامن والسلم الدوليين تأتي في اطار الجهود الدولية المبذولة استنادًا الى إيمان المجتمع الدولي بأهمية الامن والسلام باعتباره منظومة متكاملة لا يمكن أن تتجزأ، وضرورة التعاون المشترك والتنسيق المتبادل بين الدول .

ظهور مصاد تهديد جديدة على أمن واستقرار العالم وهي عابرة للحدود والوطنية منها الجريمة المنظمة والمخدرات والاتجار بالبشر وغسيل الأموال وغيرها التي تتطلب توحيد الجهود الدولية والاقليمية والمحلية من اجل مكافحتها والحد من آثارها وتقديم الجناة إلى العدالة، ناهيك عن التطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم وجعله غرفةً صغيرة بعد ما كانت قريةً.

نخلص إلى القول ان الامن والاستقرار منظومة متكاملة لا يمكن تجزئتها وان مسؤولية أمن الفرد مسؤولية مشتركة بين الدول والمجتمع الدولي.

ندعو الله سبحانه وتعالى ان يحفظ بلادنا وجميع البلاد من كل مكروه وسوء وان ننعم بالاستقرار والأمان التي هي من نعم الله علينا ولا نعرف قيمتها الا بعد ان نفقدها، فليكن كل منًا لبنة في بناء الوطن والمواطن من اجل تحقيق الهدف المنشود من الامن والاستقرار والسلام العادل والشامل والدائم..