23 ديسمبر، 2024 8:55 م

الأمن البيئي عند البارزانى

الأمن البيئي عند البارزانى

بمناسبة اليوم العالمي للبيئة ……

إن مسألة أمن البيئة باتت مسألة من المسائل التي تشغل بال الأفراد والمجتمعات والدول، نظراً لتمادي الإنسان في اعتداءاته على مصادر البيئة، وسوء استغلاله لمواردها، وتدميره لمساحات كبيرة من الغابات، وإهداره لكميات هائلة من المياه، وتلويثه لنسبة عالية من الهواء.

تعد مشكلة التلوث البيئي من اهم المشاكل خطورة على البشرية وعلى اشكال الحياة الاخرى التي تدب حاليًا على كوكبنا.

الأمن البيئي يعتبر مجموعة أو جملة من السلوكيات الإيجابية، التي لا تؤدي إلى حدوث تأثيرات سلبية في البيئة، يمكن أن تسبب تلوثها، أو تدهورها أو تخريب بعض مكوناتها، مما يؤدي بالنتيجة إلى اختلال في النظام البيئي المحلي أو الإقليمي أو العالمي، وبالتالي تهديد الأمن البيئي في أحد أو كل هذه الأماكن، أو انعكاسه السلبي عليها. أي أن الأمن البيئي يرتبط بالزمان والمكان، ويشمل مساحات مختلفة محلية وإقليمية وعالمية، وفترات زمنية مختلفة قصيرة أو متوسطة أو طويلة الأمد.

فالأمن البيئي مشروع قديم متجدد لا يقل أهمية عن سباق التسلح وحماية الحدود.

ان احدى المفاخر العظيمة الوطنية الدينية و السياسية و الاجتماعية التي تليق (بمنطقة بارزان) اتباع طرق حماية البيئة و وجود قانون مناسب خاص بالدفاع عن بيئة المنطقة التي تطبق و تراقب من قبل شيوخ بارزان منذ القدم .

ان البارزاني الذي ولد في منطقة و ترعرع فيها و تربى (بواسطة السياسة الحكيمة و الواقعية لشيوخ بارزان حول البيئة) كان الكبير و الصغير يولون احتراماً تقطع النظير للطبيعة و يحمونها لذا فيسلك هو الاخر نفس الطريقة بحماية بيئة

كوردستان التي كانت تتبع منطقة بارزان و لذلك فانه لم يتحل عنه طيلة حياته و ظل مصراً على تنفيذه . في أي مكان يستقر يحافظ على نظافة ما حوله دائماً . فالينابيع و النهيرات و الكهوف و الطرق و مواقع الاستراحة التي يكون الجيش و البيشمةركة فيها او قريبين منها كان يطلب منهم ان يحافظوا على نظافتها و لا يدعوا ان تتوسخ او يصيبها الضرر و لهذا الغرض كان ينصحهم دوماً و يوجه اليهم التعليمات بان تدفن بقايا و فضلات الاشياء و يهيلوا عليها التراب حتى لا تنتشر و تؤدي الى تلوث البيئة و الحاق الضرر بها . و لهذا السبب اصدر العديد من القرارات الهامة و العملية و طلب فيها ان يتقيد بها البيشمةركة و القاطنين في المناطق الخاضعة لسلطة الثورة جميعاً و يعملون بها . و من هذه القرارات :-

لتصفية البيئة و تنقيتها و المحافظة على نظافتها قرر منع قطع الاشجار (القصد منها هو قطع الاشجار الطرية لأن سكان المدن و القصبات و القرى كثيراً ما كانوا يلجأون اليها لبرودة الشتاء و صنع الفحم و شكل لجنة لمراقبة ذلك للتعامل بشكل منتظم مع هذه الثورة الطبيعة و الاستفادة منها بشكل اكثر من الناحية الاقتصادية و لتكون عملية بقاءها و انتاجها طويلة الامر . هذا عدا عن ان جذور الاشجار تمنع تأكل التربة اثناء المطر و السيول . تمنح الغابات الطبيعية منظراً جميلاً .

ان لمعظم الاشجار الطبيعية في كوردستان اثمار مثل الكمثري الجبلية (كيوز) و البطم (الجبة الخضراء) و اللوز و البلوط و العفص و لهذا السبب فانه في الاوقات التي تشمل الجوع اغلبية البلدان المجاورة و العالم كان الشعب الكوردستاني اقل تعرض من شعوب العالم الاخرى لهذه الكوارث كما ان الغابات كانت متاريس جيدة للثيشمةرطة و عدا ذلك فان الانسان يستفيد من اوراق الاشجار كعلف للحيوانات و يستخدم الاشجار الحافة منها (سواء لغرض الفحم او أي شيء آخر) لغرض التدفئة و الطبح و صنع الاشجار عشرات من اثاثه و حاجياته اليومية الحياتية و المعيشية . كما كان البارزاني يحث الناس على غرس فسائل الاشجار .

منع صيد الاسماك بالسموم و الكهرباء و المواد النتفجرة و الرمانات لان البارزاني اعتبر الاسماك ثروة قومية كبيرة لذا حافظ عليها . كان صيد السمك يجب ان يجري وفق اسس خلصة و في اوقات محددة و ان يتم عن طريق الشبكات لان الاسماك تقوم في الربيع بوضع البيوض لهذا كان يعتبر صيد الاسماك في هذا الفصل جريمة خاصة بواسطة الرمانات و المتفجرات .

منع صيد القبج و الحيوانات الجبلية منعاً باتاً لان و جود هذه الانواع من الطيور الجميلة النادرة و هذه الحيوانات يمنح الجبال الخلاب لمناظر و طبيعة كوردستان لذا فان كل من لم ينفذ هذه الاوامر و القوانين و خرج عنها كان يعتبر منحرفاً و خارجاً على القانون و يعاقب .

عدم جني خلايا النحل او القضاء عليها إلا لغرض التربية و التدجين .

تحسين نوع و اصل الحيوانات و المواشي لأن معيشة الاغلبية الساحقة من سكان كوردستان كانت على الزراعة و تربية الحيوانات و لاجل التشجيع و المحاكات قام هو بتربية قطيع من الاغنام .

ان اهتمام البارزاني بحماية البيئة نابع من حرصه و اهتمامه بشعبه و بلده و ان يبلغ العالم الخارجي بأن بلدان اوروبا و العالم يهتمون بالبيئة و حمايتها منذ مدة قليلة و لكن العائلة البارزانية و كوردستان بذلت المساعي للاهتمام بالبيئة قبلهم بفترة طويلة و كان يريد ذلك اظهار الوجه الحضاري للانسان الكوردي امام العالم .

و من جانب اخر اهتم البارزاني باعمار كوردستان لانه كان قد فهم فهماً جيداً بان الثورة بدون اعمار و بعيداً عن العمران لايمكن ان تتوفق . و ان انتفاضات كوردستان وحركاتها المساحة و ثوراتها ظهرت داخل المناطق العامرة او قريباً منها لان الثورة من اجل الجماهير و ان الجماهير هي عماد كل انتفاضة و ثورة و وقودها … لذا وطيلة ثورة ايلول و بأمر البارزاني و حسب الامكانيات المتاحة لم تتوقف مشروع اعمار كوردستان المحررة جميعها و كان مستمراً فتم فتح الطرق و بناء الجسور و بنيت المدارس و المستوصفات و القواعد الصحية و تم تنظيف الينابيع و النهيرات و حفر الابار لمياه الشرب و الكهاريز و النواعير للزارعة و الحيوانات .

ان حماية البيئة عند البارزاني على الرغم من ابعادها الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية إلا انها حملت بعداً امنياً في المسألة لان البيئة كان ملاذاً امناً للبيشمةركة و العوائل من قصف الطائرات و مورداً اقتصادياً في اثناء الحروب و انها دليل على البعد الامني في نظرة البارزاني الى البيئة قلماً فائداً كان يفكر بما كان هو يفكر فيه لانه بحق قائد امني من الطراز العالي .