18 ديسمبر، 2024 11:21 م

الأمن الانساني في ظل فايروس كورونا

الأمن الانساني في ظل فايروس كورونا

يحتل الأمن مكاناً بارزاً بين ألمهتمين والمسؤولين والمواطنين في المجتمع المعاصر، لاتصاله بالحياة اليومية بما يوفره من طمأنينة النفوس وسلامة التصرف والتعامل. كما يعتبر الأمن نعمة من نعم الله عز وجل التي منَّ بها على عباده المؤمنين، فقد قال تعالى: (فليعبدوا رب هذا البيت، الذي أطعمهم من جوع وءامنهم من خوف)
ان الأمن قضية كبرى وهاجس أشتغلت بها المجتمعات الانسانية المختلفة وبشكل مضطرد حتى وصل الى عصرنا الحالي الذي يتفق أكثر المفكرين والباحثين على تسميته بعصر العولمة ، وأن الامن يشمل كل المتغيرات التي تتعرض له الدولة او الفرد من تهديد وأكراه و عنف جسدي من أطراف مضادة ، وقد شهد العالم متغيرات عديدة في مختلف جوانب الحياة المعاصرة
ويركز مفهوم الأمن على الإنسان الفرد وليس الدولة كوحدة التحليل الأساسية؛ فأي سياسة أمنية يجب أن يكون الهدف الأساسي منها هو تحقيق أمن الفرد بجانب أمن الدولة؛ إذ قد تكون الدولة آمنة في وقت يتناقص فيه أمن مواطنيها. بل إنه في بعض الأحيان تكون الدولة مصدرًا من مصادر تهديد أمن مواطنيها.
برز مفهوم الأمن الإنساني في النصف الثاني من عقد التسعينيات من القرن العشرين كنتاج لمجموعة التحولات التي شهدتها فترة ما بعد الحرب الباردة فيما يتعلق بطبيعة مفهوم الأمن، ونطاق دراسات الأمن. إذ أثبتت خبرة الحرب الباردة أن المنظور السائد للأمن ـ وهو المنظور الواقعي لم يعد كافيًا للتعامل مع طبيعة القضايا الأمنية ومصادر التهديد فترة ما بعد الحرب الباردة، والحاجة لتوسيع منظور الأمن ليعكس طبيعة مصادر التهديد فترة ما بعد الحرب الباردة.
أن حماية أمن الفرد لم يعد مسؤلية الدولة التي ينتمي اليها ، وأنما هي مسؤلية العالم بكل أفرادها ومؤسساتها ، نتيجة التطور التكنولوجي وتعدد مخاطر الجريمة وتجاوزها للحدود الوطنية للدول وظهور مؤسسات وشركات عابرة للحدود .
لقد اصبح مفهوم الامن الانساني إطارا موسعا للامن الوطني (امن الدولة + امن المجتمع + امن الانسان) اذ اصبح هذا الاخير يحتوي بالاضافة لحماية الحدود و الوحدة الترابية و سيادة الدولة و مصالحها الوطنية و الحيوية على ابعاد وظيفية اخرى مرتبطة بحماية حقوق الانساس و حرياتهم و ترقيتهم بشكل يمكن ضمان كينونتهم و كرامتهم و مستقبل الاجيال القادمة .
لقد تنامي و تزايد استخدام مفهوم الامن الانساني سواء على مستوى الامم المتحدة بلجنتها للامنالانسانىsucurity commission human)) او عالميا عن طريق شبكة الامن الانساني (Human Security Network) التي تحتوي على 13 دولة بقيادة كندا – النرويج و اليابان , او اكاديميا بالنظر لتنامي عدد المراكز المتخصصة في دراسات الامن الانساني عبر الجامعات العالمية كما ادرج المفهوم بكثرة في دائرة الحوارات النظرية النقدية .
يتخذ مفهوم الامن الانساني من الفرد و حدته الاساسية في التحليل انطلاقا من ان أمن الدولة رغم أهميتة لم يعد ضامنا او كفيلا بتحقيق أمن الافراد و الاكثر من ذلك أنه في احيان كثيرة تفقد الدولة الشرعية فتتحول ضد امن مواطنيها و من هذا المنطلق جاء بروز مفهوم الامن الانساني في محاولة لإدماج البعد الفردي ضمن دراسات الامن و ذلك من خلال التركيز على تحقيق أمن الافراد داخل و عبر الحدود بدلا من التركيز على امن الحدود ذاته و هو ماجاء انعكاسا لمجموعة كبيرة من التحولات التي شهدتها البيئة الدولية في فترة مابعد الحرب الباردة و التي كشفت عن مدى خطورة مصادر تهديد أمن الافراد و عدم ملائمة الاقتراب التقليدي للامن لتحديد السبل الكفيلة بتحقيق الامن الانساني .
يعد الأمن الصحي للمواطن أحد أهم مرتكزات الأمن الشامل للمجتمعات الإنسانية عامة، ولذلك فإن كل دول العالم تعتبر مهمة العناية بصحة المواطن من أعظم أولوياتها، لأنها قضية لا تحتمل الجدال، فهي فوق طاقة المواطن وقدرته على مواجهة عوارض الزمن القادمة لا محالة، وكلنا مهددون بطوارىء الأيام التي لا تفرق بين الصغار والكبار والفقراء والأغنياء.
الأمن الصحي الشامل يشكل إحدى حاجات الأفراد والمجتمعات الأكثر إلحاحاً، وتصل إلى مرتبة الضرورة
الامن الصحي أي ضمان الحد الأدنى من الحماية و الرعاية الصحية من الامراض و الوقاية منها .
إن فيروسات كورونا هي زمرة واسعة من الفيروسات تشمل فيروسات يمكن أن تتسبب في مجموعة من الاعتلالات في البشر، تتراوح ما بين نزلة البرد العادية وبين المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة. كما أن الفيروسات من هذه الزمرة تتسبب في عدد من الأمراض الحيوانية.
فيروس (كورونا) من فصيلة فيروسات (كورونا) الجديد؛ حيث ظهرت أغلب حالات الإصابة به في مدينة ووهان الصينية نهاية ديسمبر ٢٠١٩م على صورة التهاب رئوي حاد.
يُعتقد أن فيروس (كورونا) الجديد مرتبط بالحيوان؛ حيث إن أغلب الحالات الأولية كان لها ارتباط بسوق للبحريات والحيوانات في مدينة ووهان.
ينتقل الفيروس بين البشر من الشخص المصاب بالعدوى إلى شخص آخر عن طريق المخالطة
القريبة دون حماية.
تشمل الأعراض النمطية لفيروس (كورونا): الحمى – السعال – ضيق التنفس – وأحيانًا تتطور الإصابة إلى التهاب رئوي. وقد يتسبب في مضاعفات حادة لدى الأشخاص ذوي الجهاز المناعي الضعيف، والمسنين والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل: السرطان، والسكري، وأمراض الرئة المزمنة.
خطوات رئيسة للوقاية من (كورونا) COVID-19:
النظافة الشخصية.
اتباع آداب العطس والسعال.
تجنب المخالطة اللصيقة بشخص لديه أعراض نزلة برد أو أنفلونزا.
تجنب التعامل غير الآمن مع الحيوانات، سواء كانت برية أو في المزرعة.
يمثل هذا الوباء تهديدا مباشرا للامن الانساني ويتطلب اجراءات وقائية وعلاجية سريعة وسياسة صحية شاملة وعالمية لانه يهدد امن الفرد والدول