19 ديسمبر، 2024 1:59 ص

الأمن أهم من الثورة وأوجب منها!

الأمن أهم من الثورة وأوجب منها!

وقت نوعي وأحداث تأريخية كاسحة مفعمة بالحياة، لكن زمن رجل المرجعية، لا يخاف الشظايا الحادة والجدران الرطبة، وهو يدرك جيداً أن البسطاء نائمون في العاصفة، وقد يخسر الشعب ثقته بنفسه، إن تعجل بالمسير نحو التغيير وسط التيارات الهوجاء، فلكل مقام مقال، وصمت لبرهة بمكنسته، فالعجلة والتسرع عاملان مدمران، لعمليتنا السياسية الديمقراطية حديثة الولادة، التي يراد لها الفشل من قبل المتآمرين، (فالفوضى وإن كانت خلاقة، أو بناءة، أو إصلاحي،ة فإنها لا تنتج إلا مزيداً من الفوضى)!يتكلم التأريخ أن محمد تقي الشيرازي، كان أبرز قادة ثورة العشرين ضد الإنكليز، وقد إستفتاه الشعب بالخروج على المحتلين، وأعمالهم المشينة بحق العراقيين بغية الخلاص منهم، فتردد بالإجابة وإجتمع بجموع غفيرة بكربلاء، ليلة النصف من شعبان عام 1338 هجرية، لكنه أجابهم قائلاً: (أخشى أن يختل النظام ويُفتَقد الأمن، والآن الأمن أهم من الثورة وأوجب منها)، عليه توجد مواقيت صحيحة للقيام بالإصلاح، لئلا يتلاعب الخصوم بالعامل الأهم الواجب توافره للجماهير، عند مواجهة الصعاب وهما الأمن والأمان!طالبت الكتل السياسية المعتدلة، بإحترام وحدة البرلمان، وإحداث الإصلاحات تحت سقف القانون والدستور، ثم أن أنظار العالم كلها، تتجه نحو منظومة الحشد الشعبي، وما تحققه من إنتصارات، كبحت جماح الفكر الوهابي المتطرف، الذي حاول تمزيق الصف العراقي، لكن المرجعية الرشيدة إستشعرت الخطر التكفيري، وأعلنت فتواها، فالأمن الوطني والإستقرار السياسي، أهم من الإنقلاب على الشرعية، فوجهت وطالبت بالإصلاح تدريجياً، وملاحقة الفاشلين والفاسدين أينما كانوا، ومن هنا تجب مشاركة جميع المكونات، والقوى الوطنية والمجتمعية في الإصلاح الشامل! لم يكن ضعفاً أو تردداً، من قبل رجل المرجعية الأول، السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف)، تعليق الخطب السياسية، وأنها ستكون وفقاً للمستجدات، بل العكس كانت رسالة واضحة، للمتصدرين للمشهد السياسي العراقي، بأنه يجب الضرب بيد حديدية على أذرع الفساد، وبالأخص عرابها الكبير، وهو مَنْ أشارت إليه المرجعية وجموع المتظاهرين، على أن الحفاظ على هيبة الدولة داخلياً، ينبع من إحترام الكتل والقوى لبعضها، والتي بمجموعها صمام أمن للدستور والشرعية البرلمانية، كما المرجعية صمام أمان للشعب!الاصلاحات في الوقت الحاضر، إنحرفت عن أهدافها الحقيقية، ولم تحقق المطلوب منها، لأن ساسة الفساد رسموا طريقاً وهمياً ملتوياً لها، فساروا أمام الجموع المتظاهرة، فتوهم أغلبهم أنه الطريق الصحيح، ولكنه في الحقيقة طريق مؤدٍ، الى فساد أكبر وفوضى أكثر، والعودة بقوة الى زمن الطائفية والمحاصصة المقيتة، لهذا نقولها بصريح العبارة أيها المصلحون: لا تنسوا أو تتناسوا، أن العراق اليوم يمر بوضع، الأمن فيها أهم من الثورة، فالحذر كل الحذر، من دواعش التكفيروالفساد قبل فوات الاوان.

أحدث المقالات

أحدث المقالات