22 ديسمبر، 2024 2:04 م

الأمم في صراع دائم و العبودية مصير الأمم البليدة

الأمم في صراع دائم و العبودية مصير الأمم البليدة

بعد تفكّك الاتحاد السوفيتي في عام 1991، واصلت أوكرانيا و روسيا، الدولتان السابقتان في الإتحاد السوفييتي، الإحتفاظ بعلاقات وثيقة. وافقت أوكرانيا عام 1994 على التخلي عن ترسانتها النووية و وقعت على مذكرة بودابست بشأن الضمانات الأمنية بشرط أن تُصدر روسيا و المملكة المتحدة و الولايات المتحدة ضماناً ضد إستخدام القوة الذي يهدد السلامة الإقليمية للإستقلال السياسي للدولة الأوكرانية. كانت روسيا بعد خمس سنوات من توقيع مذكرة بودابست واحدة من الموقعين على ميثاق الأمن الأوروبي في قمة إسطنبول عام 1999 حيث أعادت التأكيد على الحق الطبيعي لكل دولة في أن تكون حرة في إختيار أو تغيير ترتيباتها الأمنية. على الرغم من ذلك فقد نظرت القيادة الروسية إلى أوكرانيا على أنها جزء من مجال نفوذها، بل تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2008 علناً و بشكل صريح و مباشر ضد عضوية أوكرانيا في الناتو. في 24 شباط 2022 و بعد خطاب أعلن فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن عملية عسكرية بهدف تجريد أوكرانيا من السلاح و إجتثاث النازية منها، بدأ القصف على مواقع في جميع أنحاء البلد، بما في ذلك مناطق في العاصمة الأوكرانية كييف. أما الدول الأوربية الأخرى و الولايات المتحدة الأمريكية فلقد سارعت بمساعدة أوكرانيا للوقوف بوجه الغزو الروسي، لأنهم على يقين بأن فوز روسيا في الحرب و إستعبادها لأوكرانيا، فإن هذا سيدفع روسيا للطغيان و إستعباد الدول الأوربية الأخرى، كما فعل من قبل الزعيم الألماني أدولف هتلر في عام 1939.
حدث كل هذا في أوربا بعد أن ظن الناس في الأمم البليدة بأن أوربا ودّعت الحروب و ستعيش السلام الدائم، و هذا يخالف سُنّة الحياة لقوله سبحانه و تعالى {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} (البقرة 251)، و {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (الحج 40).
الأمم الأوربية التي تساند أوكرانيا عسكرياً في حربها، لم تتخلى يوماً عن مواكبة التسلح على الرغم من حالة السلام التي كانت تعيشها، فهي على يقين بأن لا سلام دائم، و أن العبودية هي مصير الأمم البليدة التي تصدق بأن هنالك سلام دائم في الحياة.
بَلادَة العقل: ثقل الفهم، وركود الذِّهن، وضعف الذَّكاء.