تسعى الأمم البشرية جاهدة إلى إيجاد سبل و مقدمات السلام لتنعم بحياة التعايش السلمي البعيد عن كل ما يعكر صفو تلك الحياة أو يسلب امن و أمان أبناءها بمختلف أطيافهم حتى أن تلك الأمم من اجل تحقيق هذا الغاية تدخل في عهود و مواثيق جماعية متعددة الأهداف و الأغراض و مترامية الأطراف من حيث الأركان و الأسس المكونة لها و الداخلة في تلك التحالفات حتى تتمخض هذه الرؤى المتوافقة في الدخول بحلف أو منظمة مشتركة الأطراف و مترابطة فيما بين مؤسسيها حتى يكون الاحترام لحقوق الأطراف و كياناته و شؤونه الداخلية محترمة ولا يجب المساس بها هذا على الصعيد الداخلي لنظام تلك المنظمة وهو المتعارف عليه أما في الجانب الخارجي فان تلك المنظمة تعمل على مواجهة و القضاء على كل ما يهدد امن وأمان الدول الأعضاء في المنظمة و لعل من أهم واجبات المنظمة هو البحث عن طرق السلام و الحد من خطر أي تهديد محتمل للأطراف المشتركة أو الصديقة لها حتى يتم التخلص من هذا التهديد بالإضافة إلى أن منظمة الأمم المتحدة تمثل الراعي العالمي للسلام و المناهض الرئيس لكل أشكال الإرهاب أينما وجد و حينما يطرق أسماع الامين العام لمنظمة الأمم المتحدة صوت مشاريع تكون من شأنها إضافة الرقي و التقدم لعجلة منهاج المنظمة هذا في حالة أخذها لتلك المشاريع بنظر الاعتبار و العمل بما جاء بمضمونها إذا كانت تسير وفق خارطة الطريق التي تسير عليها المنظمة وعلى سبيل المثال نجد أن الإرهاب الداعشي و الإيراني على حد سواء قد تفاقم و بشكل يثير مخاوف الأمم المتحدة ويعطي صورةً تناقض منهاج عملها في عدم جديتها للحد من أخطارهما على شعوب دول الأعضاء فيها و كأن الأمر لا يعني ممثلي تلك الدول في منظمة الأمم المتحدة فلقد طرح المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني مشروعاً محكماً و ذو نتائج مضمونه في حال أخذت به الأمم المتحدة و عملت بشكل صحيح كما هو مرسوم لها في هذا المشروع السلمي و تحت عنوان (مشروع الخلاص) حيث أعطى المشروع الدور الكبير للجمعية العامة للأمم المتحدة طبقاً لمواثيقها و عهودها العالمية من حماية الإنسانية و درأ كل أنواع و صنوف الأخطار التي تهدد وجودها ففي هذا المشروع سوف تعمل الجمعية العامة على تولي زمام الأمور السياسية في العراق بعد حل الحكومة و البرلمان لتصبح هي الآمر في إدارة شؤون البلاد و العباد و تكون قراراتها ملزمة و متحققة من قبل الأعضاء فيها وصولاً إلى تحقيق العدالة بين طبقات الشعب العراقي حتى تشكيل حكومة وطنية عراقية تعمل بإخلاص للعراقيين ومن الكفاءات ذات الولاء للعراق و شعبه الجريح بالإضافة إلى دورها الإنساني في حماية النازحين من خلال دعمهم بالغذاء و الدواء و إقامة المخيمات القريبة من مناطق سكناهم و البعيدة عن مظاهر الصراع المليشياوي و التكفيري الإرهابي بين إيران و تنظيم داعش جاء ذلك في معرض جواب المرجع الصرخي على سؤال توجه به إليه عشائر الموصل و صلاح الدين و الانبار بتاريخ 8/6/2015 فأجاب سماحته قائلاً : ((قبل كل شيء يجب أن تتبنّى الجمعية العامة للأمم المتحدة رسمياً شؤون العراق وأن تكون المقترحات والقرارات المشار إليها ملزمة التنفيذ والتطبيق(( وأما دور الأمم المتحدة في ما يخص النازحين فأضاف سماحته قائلاً:(( إقامة مخيّمات عاجلة للنازحين قرب محافظاتهم وتكون تحت حماية الأمم المتحدة بعيدةً عن خطر الميليشيات وقوى التكفير الأخرى.)) فهل يا ترى سنرى الجمعية العامة للأمم المتحدة ستسير وفق ما ينظر إليها وحسب المنظار العالمي و تأخذ هذا المشروع على محمل الجد و تنهي بذلك كل معاناة العراقيين و شعوب المنطقة أم ستتنصل من جديد عن كل ما عرف عنها و عن مبادئها العالمية ؟؟؟؟؟
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?p=1048973084#post1048973084