مر الشعب العراقي بحقب طويلة من الزمان وهو يعاني من الطاغوت والدكتاتورية وخنق الحريات وكم قدم من طوابير طويلة من الشباب لأجل أن ينال حريته ؛ وبعد التغيير الذي حصل في العراق عام 2003 ابتهج الشعب وانتشر الفرح ؛انتفض الشعب بثورته البنفسجية ليرفع من ظن انهم سيبنون العراق في اول ممارسة ديموقراطية بالانتخابات ولكن الفرحة لم تدم حيث ذهبت ادراج الرياح فقد تبين اننا كنا نعيش تحت قبضة دكتاتور ظالم واليوم اصبحنا نعيش مع سياسيين متعطشين للحكم وكرسي الرئاسة .
السياسيون الجدد تركوا البلد تنخره الازمات , والتفتوا الى مصالحهم الشخصية ، الا القليل منهم ممن جاء للبناء ولكن ضاع جهده وسط سطحية الباقين , فمرت علينا اكثر من عشر سنوات دون ان نرى بنيانا ارتفع او شوارع عبدت او رواتب عدلت او قوانين شرعت لتحمي المواطن من عوادي الزمن بل على العكس استشرى الفساد وعمت الفوضى في البلاد واصبحت الهوة كبيرة بين الرئيس والمرؤوس ومن مضحكات الزمن ان هذا الرئيس السعيد رفعه ذلك المرؤوس البائس .
إذن لابد من التغيير الصحيح ، التغيير الذي نادت به المرجعية ، التغيير الذي طالب به العقلاء , التغيير الذي قاده الشباب ، فكانت ثورة بنفسجية جديدة وجه الشباب اصابعهم المغمسة بحبر الديموقراطية ليقولوا كفى , وتشكلت حكومة جديدة ولكن ترسبات الماضي، وتسلط البعض واتجاههم نحو الحكم الفردي جعلتها تواجه ظروفا قاسية اهمها ضياع ثلث البلاد فكان نداء المرجعية وكان جواب الشباب , حشدا شعبيا مقدسا نذر نفسه لحرية بلده ،فالشباب هم مادة التغيير ومادة بناء الدولة ومادة رفعة المجتمع .
وفي ذلك يقول سماحة السيد عمار الحكيم دام عزه ( كنا دائما نقول إن المستقبل يصنع بالشباب ولكن تجارب الواقع برهنت على ان الحاضر يبنى ويتحرك بالشباب ايضا كما المستقبل يصنعه الشباب وليست هذه الثورات العربية الا انموذج في دور الشباب في ايجاد التحولات الكبرى التي تغير كل التوازنات وتضرب كل التكهنات وتفوق كل الامكانات.
اليوم الولايات المتحدة الامريكية والدول الكبرى تعمل جاهدة بكل امكاناتها كيف تستوعب وتلحق وتركب هذه الموجة الجارفة التي جاء بها الشباب واستطاعت ان تخرج كل المسارات عن السياقات المرسومة لها وانا لا اعتقد بان منصفا بإمكانه ان يقف اليوم ويقول انا صنعت هذه الثورات وهذه الشعوب , هذه الشعوب هي اندفعت بجهد شبابها وحماستهم وثباتهم وتطلعاتهم لذلك انتم ايها الشباب انتم الامل ليس بالادعاء وانتم صناع المستقبل وهذا ليس شعارا نرفعه انما واقع نتحدث عنه ومن لا يرى هذا الواقع سيصبح على الهامش وان بعد حين .
علينا ان نقرا الواقع قراءة صحيحة وان نخطو خطوات صحيحة لنجعل الشباب قدرا للعراق وليس قدرا في العراق ونجعل الطاقات الشبابية هي المدخل الحقيقي الذي به تتحقق الانجازات الكبرى والطموحات العظيمة لأبناء الشعب ) .
ولأجل ان يكون التغيير صحيحا، موجها ، قويا ، مستمرا ، بناءً ، مثمرا ، تأسس تجمع الامل ، ليكون البناء لأجل العراق بما تحمله كلمة عراق من معنى الدولة القوية والوطن الكبير والارض الطيبة ، تجمع يعمل على التوحيد ويحارب الفرقة يعمل على الانفتاح ويعارض الانغلاق ، يعمل لبناء دولة المؤسسات ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، تجمع يعمل لان يكون الشباب هم قادة البلد نحو ذرى المجد والنجاح .