(إن ترمي صنارتك في بحر متلاطم الأمواج، تلك هي الثقة، وأن تنتظر طويلاً لتصطاد شيئاً فذلك هو الصبر، وأن تعود في المساء خالي الوفاض مقرراً العودة في الصباح، فذلك هو الأمل بعينه، وإذا تمسكت بالثقة والصبر والأمل، ستصل الى ما تريد) ما أجملها من عبارة، ترتقي الى أحد ينابيع الحكمة والبلاغة، وهي توكل العبد على الباريء (عز وجل)، للوصول الى بر الأمان، وأن تعقد العزم على المضي بالمسيرة خاصة التي تعيشها، وأنت في خضم المعاناة، فهذه هي الولادة الحقيقية للأمل، الذي يعد من تعابير الصدق، لخدمة الوطن بشكل أصدق، فالأمل طريق لكرامة الناس.نوارس العراق تستحق الإصغاء، لمواجهة ماضٍ لا يمضِ، بل يفضي الى مزيد من البناء، فينتصر للألم الإنساني مقابل التعلق بالحياة، فالأمل الكبير يزاحم أصحاب القامات العالية، وأصحاب المشروع الرسالي، ليضعوا أصابعهم على الجرح الجديد، فالشباب الثائرة تريد إبداعاً لا ينضب، وأعداد الجماعة الصالحة يحتاج الى كائنات ناطقة، يتكلم عملها بجمع العراقيين، بمختلف طوائفهم تحت خيمة العراق الواحد، نعم العراق بحاجة الى أمل يحي أخلاق أبناءها لوطنهم، المعشوق الأول رغم شظايا الموت، التي تتقافز هنا وهناك.الأمل إختصار كبير لكثير من الوجع، ورائحته العطرة تبقى معلقة في الذاكرة، ولأن خيبات العراق كثيرة، وإحزانه كبيره، وكان لابد من مشروع يقوده شباب مؤمن بالحوار، ومسلح بالإرادة، ويعتليه الطموح الصادق النابع من فكر متفتح، لا يخضع للحماقات السياسية، التي شوهت صورة القيادة الحقيقية نحو النجاح. الوطن والمواطنة والوطنية، التي تلتقي وتنطق نيابة عن رؤية واحدة بإتجاه العراق فقط، بعيداً عن العصبة والطائفية والزعامات المزيفة، فهذه الفئة المؤمنة التي أمنت بمشروع دولة عصرية عادلة، وأخذت عيون الأمل تترقب تحقيق حكومة العدل الإلهي، فالحاجة ملحة، والغاية ضرورية للوصل إليها حتى وأن واجهتنا الصعاب والشدائد، فنحن لها لأن طريق الحق شائك، وصعب، ومعقد، ولابد من تعبيده بالحرية والتحرير، ونقتلع جذور التطرف والأنانية من كل ضمير، وعقل، وفكر عراقي مشوش.ختاماً: الأمل بحاجة الى أمل، في الزمن الصعب الذي يمر به بلدنا، للبقاء والوجود، وهو في هذه الظروف أصعب من الصعب نفسه، فالأعداء كثر، ويجب أن نكون بمستوى الحدث، وعلى قدر الإستجابة على طرح الأمل على طاولة التحدي، ليكون الطريق، للخروج من عنق الزجاجة، بقيادات شابة من أجل إدارة دفة البلد.