كثيرة هي المواقف التي تعيد بذاكرتك المتعبة لترسم لك علامات ودلالات كالتي حدثت فيذلك الوقت وكأنها شاخصة امامك وهنا استذكر ان احد محافظي الديوانية في الزمنالسابق والذي يحب مجالس “اللهو والتقندل ” قد أمر بعقد مؤتمر خدمي لمديري الدوائرفي حينها ولانه مزاجي ويحب الاختصار وعدم الجلوس طويلا وهو معلوم لدى اغلبالحاضرين جيدا ومن اجل ان يختصر الوقت ويمضي الى ضالته فباغت احد المدراء الذيكان يستعرض حينها انجازات دائرته بالسؤال هل هذا ” المشروع واضعينه بالخطة ” فردعليه بنعم تلافياً للمحاسبة وبعدها توالى المدراء الاخرين وعلى نفس السؤال وهذاالموقف يذكرني اليوم بمدراء دوائرنا وخططهم العتيدة فتراهم بالصيف يخططون لانقاذالمدن من امطار الشتاء وفي الشتاء يخططون لتلافي حرارة الصيف والغريب ان كل هذهالخطط لاتجدي نفعاً وهي بالتالي وضعت على حساب راحة المواطن “وعلى هالرنةاطحينك ناعم “…!!!
مع اعلان المتنبئين الجويين بهطول كميات كبيرة من الامطار بدأ المسؤولين باعداد العدةوالتهيؤ للتداعيات التي قد تخلفها الامطار واولها العطلة لعدم وجود وسيلة غيرهالمواجهة حجم الامطار والسيطرة عليها من باب “خالف تعرف” وهذا الاجراء ولد قناعةتامة ، على الرغم من قناعاتنا السابقة واللاحقة ، بعدم قدرة الحكومات المحلية على ادارةملف الخدمات وان الفساد “واصل للهامة ” وبدليل مياه امطار تعجز عن سحبهاوالاستفادة منها وهي تمتلك دوائر تضم آلاف الموظفين والعمال والآليات وكأنك الامر خارجاختصاصها بل تتعدى ذلك بالتفاخر والتباهي بعقد اجتماعات وتشكيل غرف عملياتلاتقدم ولاتأخر ونتائجها “چاي وچذب ” وصرف مبالغ في غير مواقعها ودليلنا غرقالاحياء السكنية وانفجار المحولات وأعطال الشبكات الكهربائية التي مازالت اثارها قائمةفي معظم احياء مدننا ومنها محافظة الديوانية الفقيرة في كل شئ الا في تعدادمسؤوليها فلديها ولله الحمد احد عشر برلمانياً ومحافظاً ونائبين ومعاونين في مختلفالمجالات ومستشارين لايمكن احصاء عددهم وخبراتهم الفنية “وجيب ليل واخذ عتابه ”ورغم ذلك غرقت من اول زخة مطر ، اذن مافائدة هذه الاعداد الغفيرة من الجهابذةوالمصلحين والمفكرين اذا كانوا غير قادرين على تقديم الخدمة لابناء جلدتهم وهل تغنيتبادل الاتهامات التي يطلقها البعض منهم بحجة التذمر من الوضع المأساوي والوضعالاقتصادي الذي يعيشه البلد الذي اضحى عليه اليوم متناسين انه بفضل سياساتهمالخاطئة وتبادلهم للادوار وبالتالي فالاعذار والتبريرات لاتجدي نفعا وهي من أوسعابواب النفاق الاجتماعي …؟؟؟
لازلنا نحن عباد الله المساكين نتذكر ماقاله رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد شياعالسوداني ، خلال زيارته الميمونة لمحافظة الديوانية ، بالحرف الواحد ” الزيارة الىمحافظة الديوانية، ليست زيارة خاطفة ضمن برنامج رئيس الوزراء. كل زياراتنا هيزيارات عمل، نستعرض فيها المشاكل ونضع الحلول ونستمع اذا كانت هناك مبادرات،نؤيدها، ونخرج بحصيلة من التوصيات” وعلى الرغم من مضي اكثر من اربعين يوماعليها لكن ثمارها لم تجنى بل كانت عكس التوقعات وحقيقتها اتضحت مع هطول الامطار.. اما فريقها الخدمي الهندسي فمازال يراوح في مكانه ولم نقبض منه غير التصريحاتالرنانة التي هي عبارة عن ” جعجعة من غير طحين ” .. فشكرا نقولها لكم بالمقلوبفأمطار الشتاء كشفت المستور … وجعلتنا نغط في نوم عميق تحت رحمة الظلام بعدمايئسنا من كثرة الوعود التي ربما ستتحقق بعد حين .. وبالمشمش ..واذا ماكان التاريخيعيد نفسه فمؤكد ستبقى صخرة عبعبوب جاثمة على صدورنا الى ماشاء الله …!!!