هل نحن فعلاً بحاجة لجلد ذاتنا من جديد بتلذذ حتى نتطهر من ” ذنب ” إقترفناه أو ننزع عنا قميص هوية عرفنا بها بطريقة ذلك الغراب المقلد لحركة الطاووس ، لنثبت للعالم براءتنا من ” جُهال ” قومنا ومدى تحضرنا دونهم وتمدننا ؟ هل كان ” الآخر ” أكثر نتاجاً في عالم المعرفة من ” رعاع ” تهربون بعيداً عنهم بدل الإسهام في توعيتهم ، إنارتهم بـ ” علومكم ” بعد عقود طويلة من الإهمال والتجهيل المتعمد لهم وطقوسه الدينية في صناعة الموت أكثر إبداعاً ؟
لا أعرف معنى آخر لمايقدم عليه منذ فترة بعض من مثقفي الشيعة ، كُتاب أعمدة وصناع رأي في صحف بعينها ومتصدين للشأن السياسي لم يحالفهم ” الحظ ” في لعب دور هام في العملية السياسية ، منهم من حتم عمله في مؤسسة إعلامية توجهاً خاصاً بها وآخرين بسبب مناخ الهزيمة لـ ” حلم ” الدولة التي حلموا بها والإحباط الكبير الذي رافق بناءها وكلاهما كُتاب وساسة أوغل في جلد طبقة شيعية حاكمة طاعناً بعوامها محملاً إياهم المسؤولية الكبرى لماآلت إليه الأمور من نكسة ، هم لايحاوروك بل ” يجلدوك ” بسوطهم حتى تقر بصواب رأيهم وخطئك التأريخي فيما أعتقدت وآمنت به ، معتقد سماوي حُر أنت فيه لاتلزم به غيرك أو رأي سياسي حتى باتت أذننا ” مزبلة ” لصراخاتهم وعقدهم النفسية وأحقادهم الشخصية حتى أمتلأت .
لاأسماء ، إقتباسات من سطورهم هنا لنرى حجم كارثة بعض ” نخبنا ” ، إنهم لايجسرون الهوة ، ردمها بل تجذير المشكل وتعميق إصطفاته بخطاب إستفزازي مهين وإملاءات قسرية تجعلك أكثر إستماتة في الدفاع عن رأيك وأن أخطأت فيه وجانبت الصواب .
إصحوا ! هذه أركان العملية السياسية وبعدها الطائفي جزء من تطمينات المرحلة لمكونات الأمة ، الجميع مسؤول عنه لاطائفة ” أبتليتم ” بالإنتماء لها وصولاً لماتدعون من دولة ، والمصابون بعقدة مرضه المزمن راحل إن ختم بوزارته هذه أم جُدد له ، لايخلد أحد في منصب بعد الآن أو يعاد صناعة ماسبق من نظام حكم ديكتاتوري ، وجلدكم لظهور أعيتها سنين غربتها في وطن متهمون بالإنتماء له ، منزهين الآخر من فعل السوء ، مراهنين على من هوَ بالضد أصلاً من أحلامكم غير مبرر .