شكوت لصديق صيدلاني حجم القلق الكبير الذي أعيشه والذي يمنعني عن النوم تماماً ومنذ مدة ليست بالقصيرة. أوصاني بحبة مهدئة تجعلني أنام الليلة بكل هدوء وسكينة. أخذت الحبة التي ستبرمج عقلي وتريح جسدي وسارعت إلى البيت و أخذتها. بعد ساعة، يبدو أن تأثير المهدئ قد بدأ وقد أحسست بنوع من النعاس فإستلقيت على الفراش. الأفكار التي تلازم عقلي مازالت تصارعني وتمنع النوم من الولوج إلى عيني. افكار وأفكار تثقل كاهلي وأنا اتقلب في الفراش ذات اليمين وذات الشمال حتى إنقضت ساعتان على الحالة نفسها وكالعادة. غرقت في النوم بعد أن كانت للحبة المنومة هذه تأثيرها الفعال، حتى استيقظت من النوم بعد ساعتان فقط فزعاً والأفكار تتزاحم في رأسي من جديد. أحس بثقل كبير في دماغي الصغير وكأني أحمل الدنيا بما رحبت. لا أعرف من أين أبدأ التفكير ولا أدري كيف أرتب الأمور لأفكر بكل هذا بعقل متواضع. فأين تأثير الحبة المنومة التي قال عنها الصيدلاني بأنها سوف تجعلني أعود لأنام كما لو كنت في أحضان أمي؟ ها هي الأفكار مازالت تلاكمني وتعصف بمخيلتي وتجعلني اسيراً مشلولاً أحدث نفسي في وسط ظلام ليل دامس.
تيقنت يعدها أن ما أعيشه في العراق من تدهور أكبر بكثر من أن يعالج بحبة منومة. هول المشهد والخوف من القادم والغد المجهول أكبر بكثير من حبة صغيرة وصفها لي صديقي الصيدلاني.
والله المستعان ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وحسبنا الله