تعد التنظيمات الأرهابية ومنها تنظيم ( داعش) أحد الأخطار التي تهدد العالم أجمع ، فلا يكاد بلد من بلدان العالم ألا واكتوى بنار تلك التنظيمات الأرهابية بشكل أو بآخر ، ويعد تنظيم داعش الأرهابي الذي برز على ساحة التنظيمات الأرهابية قبل أكثر من عقد من الزمن ، هو الأقوى والأكثر حظورا وخطورة بين كل تلك التنظيمات ، حتى أنه فاق تنظيم القاعدة الأرهابي وجعله في طي النسيان! ، بمستوى وحجم الجرائم والأفعال التي أرتكبها (والعالم كله يعرف كيف أستطاع هذا التنظيم الأرهابي أن يحتل ثلث مساحة العراق ، ويرتكب أفضع الجرائم البشرية بحق الأنسانية والحضارة والتاريخ!) . والمؤلم أن غالبية التنظيمات الأرهابية في العالم هي تنظيمات أسلامية مشددة!، وهي في الحقيقة لا تعكس صورة الأسلام بحقيقته البيضاء الناصعة بقدر ما تعمل على تشويهه! وهنا مكمن وبيت القصيد! ، حيث لم يعد سرا أن تشكيل وتأسيس هذه المنظمات الأرهابية غايته الأولى ، هو تشويه صورة الأسلام!!، وهذا يجرنا الى السؤال: من له مصلحة في تشويه صورة الأسلام غير اليهود والصهيونية العالمية!؟ ، كما أن صراع المسيحية واليهودية مع الأسلام لم ينتهي منذ فجر الأسلام ، رغم مرور أكثر من 1400 عام على ظهور الأسلام! ، وفي الحقيقة أن أصعب صراع هو صراع الأديان والطوائف! . كما لم يعد سرا أيضا ، وثبت ذلك من خلال عشرات الأدلة بل مئات الوثائق والصور والتسجيلات الصوتية والاعترافات ، بأن غالبية التنظيمات الأرهابية الأسلامية هي من صناعة المخابرات الأمريكية والبريطانية والاسرائلية!! ، وعلى رأسهم تنظيم (داعش) الأرهابي الذي جعل من العراق وسوريا موطنا له!! ، تحت رعاية أمريكية وبريطانية وأسرائلية! ، وكذلك برعاية وأحتضان الدول الأقليمية التي لها مصلحة بوجود هذا التنظيم في المنطقة العربية ، ليشكل نقطة تهديد لهذه الدول وتحديدا بالعراق!؟ . ورغم أن الأسرار والصفقات السرية والأتفاقات خلف الجدران ومن تحت الطاولات كما يقال! تعتبر أحد دعائم وأركان عالم السياسة ، ولكن في آحايين كثيرة لا تحتاج السياسة الى الأسرار والأتفاقات السرية! ، بل يكون عملها مكشوف وعلى عينك يا تاجر كما يقال! ، وتلك أخطر ما في السياسة! عندما تلعب الدول مع خصومها على المكشوف لتنفيذ ما تريد ؟! ، وهذا ما حدث بين داعش وأمريكا ولعبتهم المكشوفة بالعراق!!. وقبل توضيح ذلك لا بد من التذكير بأن (أمريكا والصهيونية العالمية ومعهم بريطانيا وفرنسا) ، وجدوا ضالتهم في صناعة التنظيمات الأسلامية الأرهابية (منذ نهاية سبعينات القرن الماضي وبداية الثمانينات منه) ، ليجعلوا منهم (كماشة نار) يحركونها متى ما يريدون والى أي مكان يريدون؟ ليحدثوا الخراب والدمار ويثيروا الهلع والخوف ، وليقلقوا أستقرار تلك البلاد ويستنزفون قدراتها العسكرية وبالتالي أضعافها وأسقاطها ، ( كما حدث مع الاتحاد السوفيتي السابق ، عندما أنجر الى القتال في أفغانستان بداية عام 1979 من القرن الماضي ، لدعم الحكومة الشيوعية الصديقة له هناك برئاسة الزعيم الشيوعي بابرك كارمال! ، وأنسحب منها بشق الأنفس بعد عشر سنوات من القتال ، منكسرا عام 1989 بعد أن خسر الكثير في تلك الحرب والتي كان التورط فيها هو بداية نهاية الاتحاد السوفيتي! ، حيث أنهكته تلك الحرب كثيرا وبالتالي أدت الى أنهياره نهاية ثمانينات القرن الماضي وبداية التسعينات منه!) . وبأعتبار ان أمريكا هي من تقود الشر بالعالم وهي عنوانه الكبير فمن الطبيعي أنها هي من تقود هذه التنظيمات الأرهابية! وتعمل على تحريكها وتوجيهها ودعمها بكل ماتريد وتحتاج! ( ماليا ، لوجستيا ، وكذلك التدريب والتسليح!) ، فهذه التنظيمات هي في الحقيقة السلاح الفتاك بيد أمريكا الذي تنتقم وتخرب وتدمر به الدول ، ومن ثم تنتقم منه وتقضي عليه!! وهذا ما طبقته وما جرى بالعراق حيث رتبت ومهدت (لداعش) كل الأمور وسهلت وخططت وهيأت له كل ما يريد!! لأحتلال الموصل وباقي المحافظات الغربية!! ، ومن ثم قامت هي وقوات التحالف الدولي ، أضافة الى الحشد الشعبي والعشائري بالتصدي له ومحاربته حتى قضت عليه وقتلت زعيمه ( أبو بكر البغدادي) ، وحررت كل المحافظات التي أحتلها!! . ولو أن الذاكرة العراقية متعبة بسبب كثرة الأحداث التي مرت عليها! ، ولكن المتابع للشأن العراقي لا بد أن يرى وينتبه ، بأن موضوع (داعش) ، يثار مع كل رئيس حكومة جديد بالعراق! ، بلعبة مكشوفة وواضحة لا تخطئها عين ولا أذن! . حيث أن وجود الأستعمار والأحتلال الأمريكي وأي أستعمار وأحتلال آخر ، هو أمر مرفوض شعبيا ، مهما كانت المبررات والأعذار، وبنفس الوقت هو مرفوض حتى من قبل الطبقة السياسية التي جاءت من بعد أحتلال العراق!! ، وبأعتبار أن أخراج القوات الأمريكية وأية قوات أجنبية أخرى هو ليس مطلبا جماهيريا فحسب ، بل هو ما تسعى له كل حكومة عراقية يتم أنتخابها! باعتبارأن وجود هذه القوات لها مساس بسيادة العراق!!! ، وما أن يبدأ البرلمان بالتصويت والمطالبة بضرورة ، خروج القوات الأمريكية وقوات التحالف من العراق! لعدم الحاجة أليها ، حتى نبدأ بسماع نفس الأسطوانة (المشروخة والمملة والكاذبة! من قبل الأمريكان) ، بأن عدد الأمريكان الموجودين لا يتجاوز اللألفين والثلاثة والخمسة آلاف على أكثر تقدير!، وأنهم ليسوا مقاتلين بل مدربين ومستشارين! ، ووجودهم هو لتدريب الجيش العراقي وتطوير قدراته القتالية!! ، كما أن الأمريكان الموجودين لا يعتبرون ضمن وحدات قتالية ! ، (ونظل ندور وندور في هذا الأطار كما نحن عليه الآن ، هم يقولون ، ونحن نقول ، والأدارة الأمريكية تضغط على رئيس الحكومة ، والأطراف الأقليمية تضغط وتتدخل و و و و و ) . وفي هذا الأثناء تبدأ لعبة أمريكا الخبيثة ! ، وحتى تثبت مدى حاجة العراق الى وجود قوات التحالف والقوات الأمريكية للتصدي لهذه التنظيم الخطير! ، تبدأ بتحريك عناصر التنظيم الأرهابي ( داعش)!!؟ ، ليقوموا بعمليات ضد الجيش العراق ويستهدفون الضباط والجنود وبعض الوحدات العسكرية بأماكن متفرقة من العراق وخاصة المناطق والمحافظات الغربية من العراق! ، فتقوم الطائرات الأمريكية وطائرات قوات التحالف بأستهداف هذه المجاميع الأرهابية وتوجيه الضربات لها والقضاء عليها ، وطبعا يرافق ذلك تصعيد أعلامي كبير ومبرمج ومحبوك ومدروس عن الموضوع!! . وهكذا هو حالنا مع تنظيم (داعش) الأرهابي ولعبته مع الأمريكان على الأرض العراقية !، منذ أن تم القضاء عليه وتحريرالمحافاظات التي أحتلها من العراق عن طريق قوات الجيش العراقي البطل والحشد الشعبي والعشائري عام 2017 . وهذه اللعبة المكشوفة والخطيرة ستستمر ما دامت الحكومة العراقية تطالب ، بأخراج قوات التحالف الدولي وكذلك أنهاء وجود القوات الأمريكية لعدم الحاجة أليهم! ، موضحة بأن الجيش العراقي والحشد الشعبي والعشائري وبقية السرايا والفصائل المقاتلة هي كفيلة بالتصدي لأية مخاطر تهدد البلاد بما فيهم تنظيم داعش الأرهابي ! ، والغريب ان هذا المطلب العراقي يقابل بالرفض الأمريكي المباشر وغير المباشر وبأختلاق الكثير من الأسباب!! ، بأعتبار ان الجيش العراقي غير قادر على ذلك! ، وأن وجود تنظيم (داعش) الأرهابي يهدد السلم العالمي والدولي والقوات العراقية غير قادرة على ردعه والقضاء عليه وحدها!! ولابد من قوات صديقة تقف معها وتدعمها!! . أرى ومن وجهة نظري ، أن هذه اللعبة لم ولن تنتهي بل ستستمر كل سنة وكل عام ! . أخيرا نقول: أن لسان حال الأمريكان يقول للطبقة السياسية الحاكمة : نحن من أحتل العراق بالقوة وبالغصب ورغما عن أنف العالم أجمع!! ، ولقد جئنا من أجل البقاء الدائم وأنشأنا أكبر سفارة بالعالم في العراق! ، وبالتالي نحن لم نأتي من أجل الخروج من العراق حسب طلبكم!! مهما كلف الأمر ، بالمقابل أن الطبقة السياسية الحاكمة تعرف وتعي ذلك الكلام المبطن بالتهديد تماما! ، كما أنها تعي جيدا أن ثمن أصرارها بالمطالبة بخروج قوات التحالف والقوات الأمريكية ، ماذا يعني بالنسبة لهم وللوطن وللشعب؟؟! ، وبالتالي فأن العالم كله يعرف ، بأن الوجود الأمريكي في المنطقة وفي العراق تحديدا هو شرا لابد منه ولا بد أن نتعامل وفق ذلك!! أذا ردنا أن نكفي العراق أية شرور، فنحن نعيش زمن القوة والبلطجة والأستهتار وقانون الغابة الذي تتزعمه أمريكا وبكل أسف !!. ولله الأمر من قبل ومن بعد.