23 ديسمبر، 2024 6:13 ص

الأمريكان , الأفغان , طالبان \ : الجذور والإحتلال

الأمريكان , الأفغان , طالبان \ : الجذور والإحتلال

المبرّر الرسمي الذي اعلنته الولايات المتحدة على لسان الرئيس جورج بوش ” الأبن ” لإحتلالها لإفغانستان , هو رفض حركة طالبان تسليم بن لادن لأمريكا , بأعتباره المسؤول عن احداث 11 سبتمبر – ايلول , ووقعت الحرب حينها في عام 2001 , ولم يكن في ” كابل ” او المدن الأخرى ايّ من عناصر وقادة طالبان , واختفوا بقدرة قادر , وانسحبوا واستقرّوا بين كهوفٍ وجبال وفي الأراضي الباكستانية , فبأيّ مسوّغ وفق القانون الدولي أن تبقى القوات الأمريكية في هذه البلاد ولعشرين عاماً , دونما وجودٍ لطالبان وبن لادن , ولماذا على الشعب الأفغاني دفع ثمن الأحتلال طوال تلك الحقبة .!

ثُمَّ , وَ وِفق ما اعلنته الإدارة الأمريكية عن الدوافع والأسباب ” حول بن لادن ” التي أدّت لإحتلال افغانستان , فعلامَ لم تنسحب امريكا حين جرى التمكّن من كشف مكان بن لادن وقتله في 2 أيّار \ مايو لعام 2011 في مدينة ” آبوت آباد ” في باكستان , ونتحدث هنا من الزاوية القانونية للإحتلال .! , وهو أمرٌ تكرّر حين اعلنت الولايات المتحدة بعد وقتٍ من احتلال العراق عن عدم وجود ايّ أثرٍ لأسلحة الدمار الشامل , ” وهي تعلم ذلك مسبقاً ” واستقطعت من اموال العراق ملايين الدولارات للجان التفتيش المتعددة عن تلك الأسلحة ونفقات زياراتهم لإسرائيل وسواها من الدول , بالإضافة الى رواتبهم وتنقلاتهم واقاماتهم في الدول والفنادق , حتى أنّ رئيس لجنة الأمم المتحدة للتفتيش عن اسلحة الدمار الشامل ” ريتشارد بتلر ” كان يتقاضى راتباً شهرياً قدره خمسون الف دولار .! , وكان على العراقيين دفع اثمان الأحتلال في تدمير البنى اتحتية والفوقية , والإعدامات والإعتقالات والتعذيب < ولا يمكن نسيان فضيحة سجن ابو غريب ! > التي فاقت في وحشيتها ” محاكم التفتيش في اسبانيا في القرون الوسطى ” سنة 1478 ”

الأكاذيب الأمريكية التي سوّغت احتلال العراق وافغانستان بذرائعٍ واهية , كانت مكشوفةً اصلاً لبعض وسائل الإعلام الأمريكية والأوربية , وللرأي العام في وقتٍ لاحقٍ مضى .. ولولا أنّ جورج بوش كان يبحث عن ” تعويضٍ سيكولوجي ” للشعب الأمريكي عن مأساة 11 سبتمبر وترجمته عبر احتلال افغانستان والعراق , ولو كانت المسألة تتعلق بشخص بن لادن والطالبان فقط , لكان بإمكان الأمريكان الضغط على باكستان < التي تربطها مع الولايات المتحدة علاقات عسكرية وتسليحية وثقى , بالإضافة الى الجانب السياسي ” في مواجهة الهند ” , لتفكيك حركة طالبان وازاحتها من اراضيها > . لم تكن الحكمة مرغوبةً في تلك الإدارة الأمريكية بديلاً عن تهورات جورج بوش , ودونما ايّ استبعادٍ على الإطلاق في الأطماع والأهداف الأمريكية ” البعيدة والمتوسطة المدى ” في احتلال هذين البلدين , ولا أحدَ بمقدوره التكهّن بما ستدفعه الولايات المتحدة من ثمنٍ مفترض , بعد عودة طالبان لقيادة افغانستان .!

من المفارقات التي قادت لإحتلال امريكا لأفغانستان , ردّاً على احداث 11 سبتمبر , فَلم يكن هنالك ايّ افغاني .! , كانوا 15 سعودي , 2 إماراتي , 1 مصري , و 1 من لبنان .!