22 ديسمبر، 2024 7:40 م

الأمة العربية بين أصالة الماضي وضياع الحاضر

الأمة العربية بين أصالة الماضي وضياع الحاضر

افتخر العرب على سائر الأمم بعراقة إرثهم، وعمق حضارتهم، فهم اول من خط الكتابة، وأول من سن القوانين، وعلى أرضهم ولد الأنبياء، والعلماء، وعاش العظماء والأبطال، ولم يعرف عن العرب إلا الكرم والشجاعة وعدم الرضا بالذل، هذا قديماً أما اليوم فالقصة مختلفة تماماً.
شهد التاريخ العربي الحديث منعرجات مختلفة عن السابق، حيث اخذت الأوضاع في العالم العربي بالتراجع والتدهور، منذ مئات السنين، ويعزى ذلك الى أسباب عديدة اهمها، الجهل والتخلف الفكري، الذي اراده الغرب لبلداننا، للسيطرة على الموارد والثروات، وللهيمنة وبسط النفوذ فيه، وقد نجحت هذه القوى وتمكنت من إحتلال الأراضي العربية لأعوام وأعوام، ومع التطور الحاصل في بلدان أوربا وأمريكا بعد الثورة العمرانية هناك، أخذت الأوضاع في البلدان العربية تزداد تدهورا، فانحدر التعليم، وتراجع الإقتصاد، وتفشت الأمراض، على الرغم من وجود ثروات هائلة فيها، كالنفط والزراعة وغيرها، هذا من جانب ومن جانب آخر اخذت فكرة بناء وطن لليهود في فلسطين بالتنامي في اذهان اليهود، حتى اصبحت واقعاً ملموساً، وفرضت اسرائيل على العرب بالقوة، هذا وقد عانى الشعب الفلسطيني والشعوب العربية من هذا الإحتلال لسنين طويلة وإلى اليوم. لم يقف ابناء الوطن العربي مكتوفي الايدي، انما حاربوا وناضلوا هذا الإحتلال وقدموا الدماء لكن دون جدوى، ويعود ذلك لسببين رئيسيين اولهما: أن القوى العظمى كامريكا وبريطانيا تقف خلف اسرائيل وتؤازرها وتدعمها بالمال والسلاح، والثاني أن العرب أنفسهم خونة وعملاء لإسرائيل (أقصد الحكومات لا الشعوب) حيث ان اغلب الحكومات العربية باتت منصاعة لأوامر أمريكا واسرائيل، وتنفذها حرفيا، فإسرائيل ألتي اوجعها حزب الله واجبرها على الإنسحاب من جنوب لبنان، صاغرة وذليلة، وسجل اول انتصار ميداني عليها، يدرج اليوم على لائحة الإرهاب بقرار من جامعة الدول العربية..!! هذا القرار وأن كان الظاهر منه معاقبة حزب الله لوقوفه مع الحكومة السورية في حربها ضد الإرهاب والجماعات المسلحة، إلا انه في الحقيقة تم بأمر صادر من أمريكا ولايخدم سوى اسرائيل.
هناك مثل يقول “ان عدو عدوي صديقي” واعتقد ان الجميع متفقون على ان اسرائيل عدو مشترك للجميع، والانتصار عليها انتصار للجميع، فلماذا لاننظر لعدونا المشترك الذي اغتصب ارضنا واراد تمزيق وحدتنا العربية والإسلامية، ومن ثم العودة لحل مشاكلنا الداخلية، وتغليب مصالح شعوبنا التي عانت ما عانت جراء الحروب، والاحتلال، والفقر والإرهاب.