18 ديسمبر، 2024 9:39 م

الأمة التي قتلت نبيها مرتين

الأمة التي قتلت نبيها مرتين

الجزء الأول
(( أن الأمة التي قيل عنها أنها خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وهي الأمة العربية هي نفسها التي ساهمت في التصدي والتآمر على الرسالة الجديدة للنبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه بالإرهاب الجسدي والإرهاب المادي واستعملت كل الوسائل المتاحة لها حتى وصلت إلى الإقدام على قتله في عدة محاولات فاشلة وصلت إلى أكثر من عشرة نقلوها لنا كتاب السير والتأريخ إلا واحدة وهي الأخيرة نتيجة تسميمه بعد غزوة خبير والتي تسببت باستشهاده عليه أفضل الصلاة في ليلة الاثنين كما تسمى رزية الاثنين فقد وضعوا له خاتمة لحياته الشريفة بأيدي بعض أصحابه المنافقين وأعداء الإسلام الذين حذر منهم النبي الكريم مرارا وتكرارا أن أصحاب الخط المادي المعادي لهذه الرسالة الفتية ولحاملها لم يدعوا وسيلة حتى أتوا بها للقضاء على هذا الدين الجديد وإسكات صوت رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وإنهاء وجوده وحياته الشريفة وما زالت هذه المحاولات قائمة على قدم وساق وبضراوة أشد من خلال السعي في بداية عمره والبعثة وبعد الهجرة من قبل الذين لم يدخل الإيمان قلوبهم بالكامل ولو استعرضنا وعلى الوجه السريع هذه المحاولات لنحصرها كالآتي :
_ محاولة تغييب شخصية النبي محمد وهو طفل من قبل جده عبد المطلب عليه السلام وتغييبه عن أنظار قومه خوفا عليه من قريش واليهود خوفا على حياته كونه مطلوب من قبلهم لقتله لهذا كانت طفولته وشبابه مغيبة ولا نعرف عنها الكثير
_ محاولة اغتياله التي جرت في السنة السادسة من عمر الرسالة في يوم إسلام ( فاطمة بنت الخطاب وزوجها ) وهي أخت الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
_ في يوم الهجرة الشريفة عندما أرادت قريش قتله في داره والتآمر عليه في دار الندوة من قبل قريش يوم هجرته إلى يثرب ومبيت علي بن أبي طالب مكانه
_ عندما طلبه سُراقة بن مالك بن جعشم يوم الهجرة بدافع المشركين من قريش .
_ محاولة قتله على يد عُمير بن وهب الجُمحي بعد غزوة بدر الكبرى .
_ محاولة قتله على يد دعثور بن الحارث بمنطقة ذات أمّري .
_ محاولة قتله على يد كعب بن الاشرف عند حصن بني النضير .
_ محاولة قتله على يد صفوان بن أمية بن خلف يوم حنين قبل فتح مكة .
_ محاولة قتله على يد عقبة بن أبي المعيط وهو صلي صلوات الله عليه .
_ محاولة اغتيال النبي في عقبة ( الهريش ) بتخطيط من المنافقين والطلقاء .
_مساومة قريش أبو طالب عليه السلام بتسليم النبي محمد عليه أفضل الصلاة لقتله بديل عن عمارة بن الوليد .

_ مؤامر العقبة على يد 14شخصا من المنافقين في المدينة المنورة بعد رجوعه مع أصحابه من غزوة تبوك .
_ محاولة عامر بن الطفيل مع أريد بن قيس .
_محاولة دس السم إليه من قبل اليهود في حصن خيبر على يد زينب بنت الحارث .
_ وآخرها حادثة اللد الشهيرة يوم وفاته عليه أفضل الصلاة .
أن هذه المحاولات التي روتها جميع كتب المسلمين وبالإجماع ونقلها لنا أشهر كتاب السير والتأريخ وأرباب المقاتل ولا يختلف عليه المسلمين أبدا .
وكانت آخرها يوم وفاته والتي كان عليها أكثر من مؤشر خطير يُشار إليها إلى المسلمين الذين حضروا وفاته وتخلفهم عن جيش أسامة بن زيد واختلاف القوم من طلب الرسول الأعظم للدواة والقلم وتركه من غير تغسيل وتكفين ودفن لمدة ثلاثة أيام إلا من قبل علي بن أبي طالب عليه السلام وعمه العباس بن عبد المطلب وأبنه قثم ومولى رسول الله شقران كما رويت سيدتنا عائشة رضية الله عنها ( ما علمنا بدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا صوت المساحي ليلة الثلاثاء في السحر ) .
حيث ما زالت هذه الأمة تتمادى في إيذاء الرسول الكريم بتزييف رسالته وحياته وتُسيء إلى مقامه الشريف بالأحاديث المروية المكذوبة عنه وتغييب دور الصحابة الأوائل العظام الذين حملوا لواء الرسالة المحمدية فقد أضاعوا وضيعوا علينا وعلى الكثير من الأجيال المسلمة العربية والغير عربية الماضية والحالية والقادمة من كل الآثار والمشاهد المهمة في حياة النبي محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وكبار الصحابة والمواقع الأثرية التي تدل عل حياتهم ومآثرهم وعلى سبيل المثال أين آثار بدر الكبرى التي غيرت مجرى التأريخ الإسلامي والعربي والتي وضعت أسس الدولة الإسلامية الكبرى أين آثار النبي قائد هذه الأمة في مكة المكرمة والمدينة المنورة من بيته ومراكز القيادة والدولة وبيوت الصحابة الكرام وآثارهم ومناقبهم على مدى ثلاثة عشر سنة من البعثة وعشر سنين من بعد الهجرة وسنين من النضال السري والعلني للدعوة الإسلامية أين معالم علاقاته السياسية الدولية مع الأمم المجاورة للدولة الإسلامية كلها اندثرت إلا النزر القليل بفعل فاعل أُريد لها طمسها وتغييب الدور الريادي للرسالة المحمدية من خلال شخوصها وما زالت هذه الاندثار المتعمد يزداد على يد هذه الأمة الجاحدة لنبيها والمساهمة في قتله مرة ثانية وفي كل يوم حيث لا ترعوي من تزييف حقائق حياته وتأريخه النضالي والفكري والعقائدي وتشويهها على العكس من باقي الأمم التي تحترم قادتها ومفكريها ومبدعيها وحضارتهم وتأريخهم بكل سلبياته وإيجابياته وتمجيدهم وتدوين آثارهم في متاحف وبطون كتب معتبرة لتوثيقها وصيانتها للأجيال القادمة لهم والتفاخر بهم على عكس الأمة العربية التي ظهر بها الرسول الأعظم صاحب أعظم رسالة سماوية بعثها الله للعالم والبشرية جمعاء وبمساعدة رجال أفذاذ أفنوا حياتهم لهذه الرسالة وصاحبها لكن قابلتهم هذه الأمة بطمس حقائق تأريخهم المجيد وأدبيات عقيدتهم الإسلامية الحقيقية عبر زمن بعيد ولغاية الآن تتطاول عليهم بترك المجال لإعداء الأمة المحمدية في العبث والتنكيل بالرسالة ومفهومها وعقائدها من خلال إيصال الموروث الديني والتاريخي المكذوب إليها واستغلاله ضدها فقد ساهمت في قتل نبيها مرة أخرى وفي كل عصر يقتل النبي محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه إذا لم تقف هذه الأمة على أخطائها وإعادة النظر بتأريخها وموروثها الأدبي الديني وتضع حدا لهذا التجاوز على نبيها وعقيدته وإحياء ما درس من آثاره وفكره وانجازاته على أنه نبي مرسل من الله تعالى ذو خُلق عظيم ولا ينطق عن الهوا كي لا تعطي المبررات لأعدائه في التجرؤ عليه وعلى أصحابه وهذه مسؤولية الجميع وبأيدي مفكرينا وعلمائنا في المستقبل ))