18 ديسمبر، 2024 8:07 م

الأكراد والثور الأبيض

الأكراد والثور الأبيض

عندما أشتدّت المؤامرة على الأمام علي ( ع ) قال قوله المشهور ( أنّما أكلت يوم أكل الثور الأبيض ) – – أي أنّما قتلت يوم قتل أخي عثمان بن عفان – – اليوم الأكراد يستعدون بكل غبائهم المعروف و بكل عنصريتهم و بكل حقدهم على العراق و العراقيين و على العرب و على كل ما يمتّ للعرب بصلة – – أقول العرب و ليس الأعراب فالأعراب أشدّ كفرا و نفاقا – – فأنهم سرّا: يرقصون طربا على سعي الأكراد للأنفصال عن العراق مثلما كانوا يرقصون طربا على أستشراء الأرهاب ضد العراق حتى أرتدّ عليهم و أصبحوا ( فرجة للعالمين ) – – أقول لمن بقي برأسه شيء من الوعي من الأكراد أخاطبهم بالأدلة الدامغة الملموسة و التي أرجو أن يقفوا عندها ممحصين لها – – و أن يعلموا أن تأييد أسرائيل لهم لن يكون منقذا مما سوف يحدث — لأن اليهود ببساطة لا حدود لهم مع مناطق تواجد الأكراد – – وبالتالي فأسرائيل لن ترسل جيش الدفاع للدفاع عن ( العنصري مسعود البرزاني ) اذا ما بدأت الحرب الأقليمية ضده – – أخاطب ما تبقى من عقل لدى الأكراد و أذّكرهم ب ثلاث معاهدات يجب قراءتها بدقة و دبلوماسية عالية قبل وقوع المحظور – – أولا” معاهدة ( سايكس بيكو 1916 ) و التي رفضت أعطاء الأكراد أية دولة و لا حتى دويلة على حساب الأراضي ( الآشورية و الكلدانية و العربية ) – – ثانياّ معاهدة ( سيفر 1920 ) و التي أقرّت بدولة للأكراد في المثلث العراقي التركي الأيراني و لا علاقة لهم بالمناطق الحالية ( أي سليمانية أربيل و دهوك او كركوك ) هذه المعاهدة لم تطبق نهائيا لأنّ مصطفى أتاتورك هددّ بريطانيا بالمقاومة المستميتة و أسترجاع كل أراضي الدولة العثمانية في حال أصّرت بريطانيا على معاهدة سيفر او أعطاء أي شكل من أشكال الحكم للأكراد و بالتالي أنصاعت بريطانيا لطلب أتاتورك و ألغت معاهدة سيفر 1920 – – حتى مجئ عام 1926 و أبرمت معاهدة ألحاق الموصل و دهوك و كركوك الى ( المملكة العراقية — أي الدولة العراقية ) و في هذه المعاهدة عدّة شروط أضع أهمّها أمام الشعب الكردي : الشرط المتعلق بألحاق هذه المناطق الى ( المملكة العراقية – أي الدولة العراقية حصرا ) و فيه تلحق هذه المناطق بالمملكة العراقية و تكون جزءاّ لا يتجزأ من أراضيها و سيادتها – – هذا يعني أنّه في حالة أي أستقلال عن ( الدولة العراقية فمن حق الأتراك أستعادة هذه المناطق الى السيادة التركية ) حسب معادة 1926 – – ثانيا” الشرط المتعلق بحصة من نفط الموصل تعطى لتركيا حسب المدة المتفق عليها – – و هذا يعني أنّه في حالة أي أستقلال عن ( الدولة العراقية ) فمن حق تركيا أستعادة أرضها و ثرواتها التي ألحقتها بالمملكة العراقية – – و هنا أذّكر بما قاله ( أوزال و أغلو ) أنّه يجب أعادة استيعاب هذه المناطق من خلال فتح الحدود و التعامل الكامل معها كجزء من السيادة – – و هذا يعني أعادة ضمّ هذه المناطق و حسب القانون الدولي و حسب معاهدة 1926 التي تكون قد نقضت بشكل او بأخر من قبل ( الدولة العراقية ) لأنها لم تحافظ على هذه المناطق ضمن سيادتها – – و هذا ما يبرر التسارع في الترحيب التركي بالخطوة الكردية بعد أن أرسل أردوكان الى 30 خبيرا” استراتيجي و بالقانون الدولي عن تفسير معاهدة 1926 و أجتمع معهم 5 مرات متتالية و الجميع أي المستشارين و الخبراء الأتراك أجمعوا ان من حقّ تركيا أستعادة أراضيهم في حال أنسلاخها عن العراق – – بقي شيء أخيرا أقوله بكل غصة و ألم أنّ ما قام به اللوبي الصهيوني في أمريكا و الضغط على ترامب بأعطاء الضوء الأخضر لمسعود برزاني بأجراء الأستفتاء رغم معارضة وزير خارجية أمريكا ( ريكس تيلرسون ) و الذي حذّر و بشدة من تأييد هذه الخطوة لأنها ستشعل الفوضى في المنطقة – – لكن للأسف تيلرسون أصبح مركون على الرف و لم يعد يستطيع أن يقول او يفعل أي شيء في ظل ( رئيس منفلت مثل ترامب ) بل أصبح يخشى أن يصرّح بأيّ شيء لأن ترامب المنفلت سيخالفه فورا – – هذا اذا عرفنا أنّه سبق أن طلب الأستقالة لكن ترامب طلب منه التأني نتيجة الفوضى التي تسود البيت الأبيض منذ تولي ترامب – – في ظل كل ما ذكرته هل أتضحت الصورة للأخوة الكرد بأن أستفتاء ( مسعود ) سيكون كارثة حقيقية عليهم و على مستقبلهم و أن كل ما يروّج له مسعود و عصابته لن يتحقق لأن مصير أكراد العراق مرتبط بمصائر و وجود و سيادة دول الجوار و أن خطوة كهذا ستكون القشة التي تكسر ما تبقى من ظهرهم المثخن الجراح – – لا أعرف كيف يثق الأكراد بدكتاتور مثل ( مسعود برزاني ) 26 سنة رئيسا عليهم و أكثر من سنتين منذ أنتهت فترة رئاسته و يرفض ترك منصبه – – كيف يثقون به أنّه سوف يبني لهم وطنا قوميا يكون ديمقراطيا يتمّ تداول السلطة فيه – – كيف يثقون بالرفاه الذي يعدهم فيه و 90 % من الشعب الكردي لم يستلم روابتهم منذ أكثر من سنة – – كيف يثقون بأنه سيكون أنفصالهم ( هادئ و بلا مشاكل ) و ها هو العراق ( سنة و شيعة ) يحشدون على حدودهم و أيران تحرك ثلاثة فرق من أقوى فرقها العسكرية الى حدود الأكراد و تستعد لأيّ تدخل مباشر داخل حدود الأقليم و ستكون هذه المرة بمباركة كل من بغداد و تركيا بل حتى روسيا التي لا يثق رئيسها بوتن بالأكراد و يصفهم بالعملاء – – هل حقّا وصلت سذاجة مسعود لدرجة أنّه يصدق بماكر مثل ( اردوكان ) بأنّه سوف يبارك أنفصاله ويسكت على ضم ( كركوك و الموصل ) و التي الى الآن يرمز لها بالمحافظة رقم ( صفر ) في النشرات الجوية التركية – – أم أنّ مسعود و الشعب و الكردي سوف يرددون قول الأمام علي ( ع ) ( أنّما أكلت يوم أكل الثور الأبيض ) – – أي أنهم خسروا أنفسهم و متكسباتهم و مستقبلهم يوم خسروا العراق – –