من سنين طويلة نسمع وقبلنا كان آبائنا يسمعون عن الأكراد يطالبون بحقوق لهم وهم أنفسهم يقولون دائماً أنهم نالوا حقوق أكثر من أقرانهم في الدول المجاورة وفي تصريح سابق للسياسي الكردي محمود عثمان قال : حين أعطت قيادة العراق في زمن البعث في مطلع السبعينات من القرن الماضي الحكم الذاتي لهم أعترف أن أكبر حلم للأكراد كان منصب محافظ في أي محافظة في شمال العراق وقد تفاجئ الأكراد بمنحهم الحكم الذاتي ولم يستوعبوه في حينه لأنه كان خارج حلمهم ومع هذا كانوا ومازالوا سكينة مسمومة في خاصرة العراق يحركها أعداء العراق متى ما يشاءون ولم يرضوا بما حصلوا عليه . بعد حرب الخليج الثانية والأحداث التي رافقتها ومنها اعمال الغوغاء كانت هناك مفاوضات بين الحكومة وبين قيادة الحزبين الكرديين الممثلين برئيسيه مسعود البرزاني وجلال الطلباني وقد أعلن الوفدين حينها عن التوصل إلى إتفاقيات مهمة وذات مكسب للطرفين إلا أن بعد مرور أيام قليلة جداً إعلان الحزبيين الكرديين عن إنسحابهم من المفوضات ورفضهم لأي إتفاق قد حصل ومنذ ذاك الوقت بدأت المؤامرات تحاك ضد البلد بشكل مضطرد ويكون الحزبيين الكرديين المحرضيين بالدرجة الأولى لأي عدوان على العراق حتى أنهم فرضوا على ما كان يسمى بالمعارضة العراقية قبل الإحتلال ببعض الفقرات أن توضع في دستور العراق خلال إنعقاد مؤتمر لندن التأمري سيء الصيت وكان لهم ما أرادوا ولم يكتفوا بذلك بل أنهم في كل مرة يزيدوا من سقف مطالبهم بين حين وآخر وهم مستمرين وينادون بالإنفصال وتقرير حق المصير ودائما كانوا يرددون مطلبهم بالإنفصال أثناء ما تكون مفاوضات بينهم وبين حكومة المركز كوسيلة ضغط عليها حتى أصبح لهم القول الأكبر في كثير من الأحيان .لديهم مناصب مهمة جداً ووزارات سيادية ومع هذا لم يكتفوا بها بل يطالبون بالمزيد مع علمهم أن شركائهم في الوطن لم ينالوا ما ينالون هم , خيرات الأقليم لهم ولم يعطوا أي شيء للمركز حتى أن معبر إبراهيم الخليل سيطروا عليه وعائداته كله لهم ولسان حالهم يقول لباقي أبناء الشعب ( ما موجود على أرض الإقليم لنا وحدنا وما في بقية أراضي العراق فأننا شركاء لكم فيه ) ولم يكتفوا بذلك بل زحفوا على مناطق وأراضي عربية وتركمانية ومسيحية وأيزيدية لضمها لهم حتى وصولوا إلى منطقة بدرة وجصان . ولمجرد أنهم علموا أن المنطقة الفلانية كان يسكن فيها أكراد قاموا بضمها لهم عنوة .إلى متى يتمادى الحزبين الكرديين في غيهم وإلى متى ترضخ لهم حكومة بغداد وتحقق لهم مطالبهم أليس الأجدر أن يتعاملوا كما تعامل بقية أبناء الشعب . في كل يوم يظهر لنا من على وسائل الإعلام شخصية كردية ويهدد بالإنفصال ويعلنها صراحة أن أمن الإقليم أهم شيء عنده حتى أذا ذهب العراق أو بغداد إلى الجحيم كما قالته النائب ألاء الطلباني مؤخراً وتلاها برهم صالح وقالها بصريح العبارة أن أفضل شيء لهم أي الأكراد هو الإنفصال وأمن الأقليم هو الأساس . هذا كله على لسان سياسيي الأكراد وتصريحاتهم موثقة بالصوت والصورة . وبالتالي لماذا لا تتعامل حكومة المركز على هذا الأساس أي أن الحكومة تعتبر أن الأكراد قد أنفصلوا عن المركز ويتم بعدها إيقاف دعم الأقليم بأي شيء وإيقاف كل مستحقاتها من الموازنة والتي تأخذها أكثر من إستحقاقها . وعليه يجب عدم أستقبال أي وفد كردي يأتي إلى بغداد وعدم تنفيذ له أي مطلب . ولنرى بعدها كيف يستطيع الحزبين الكرديين إدارة أقليمهم هذا والتعامل مع الأكراد بما يعاملون به أبناء العراق الآخرين . نطالب الحكومة بإن توقف تعاملها مع أقليم كردستان ولتنتظر نتائج خطوتها ضد الأكراد في شهور قليلة …على كافة الأحزاب وكل الوطنيين أن تتعامل مع الكراد على هذا الأساس أي أنهم أقليم منفصل عن العراق وليكون خيرات العراق لإبنائه الحقيقيين المتشبثين بوحدته لا الباحثين عن الإنفصال ..