23 ديسمبر، 2024 12:34 ص

الأقوياء يهابون الأقوياء!!

الأقوياء يهابون الأقوياء!!

من قوانين السياسة والتفاعلات الدولية أن القوي يَهاب القوي , والأقوياء يفترسون الضعفاء , والضعفاء يفترسون بعضهم البعض؟!!
المُفتَرِس لا يُفترَس , فالأسد لا تأكله الهوائم , والصقور لا تأكلها الحيوانات الأخرى كالكلاب وغيرها , لأنها تهابها وهي ميتة!!
ومن أهم القوانين أن الأقوياء لا يُؤتمَنون , وأنهم يميلون نحو الأقوياء , ولا يعنيهم إلا آليات تحقيق المصالح وبلوغ الأهداف , فلا ثقة ولا وفاء ولا ثبات في سياسات الأقوياء , وإنما هي التفاعلات الإفتراسية الدائبة , والتواصل مع ما يتوافق معها , ويساهم في زيادة قدرات إلتهام الأهداف.

وما يجري في المنطقة , لا يشذ عن هذه الأليات , المتحكمة بسلوك القوى الساعية بالإتجاهات الأقوى , التي تؤمن المصالح بخسائر أقل , ولهذا فأن القوة اللازمة لتحقيق مصالح الأقوياء , هي الفاعلة في المنطقة والمُؤيَّدة بهم والمحمية بإرادتهم , لأنها تترجم منطلقاتهم وتؤمّن مصالحهم وتنجزها بقدرة أكبر.

وأصبحت الدول العربية , لما أصابها من إضطراب وهلهلة , أهدافا سهلة وفرائسَ سمينة للجميع , وتنصلت العديد من المجتمعات عن هويتها , وتشبثت بمواصفات ومسميات جديدة تتوافق ومصالح الدول المُفترسة , وتنفيذ برامجها ومشاريعها الدفينة.

ولهذا فأن العروبة تم دحرها أو إلغاؤها من الوعي العربي المعاصر , لكي تحل مكانها الهويات الجديدة , اللازمة للتواصل في إنجاز المشروع , وإدامة التفاعلات الضرورية للتنمية التدميرية للذات العربية في كل مكان.

ومما يثير العديد من علامات الإستفهام , هناك من بين العرب الكثيرون المستعدون والمؤهلون للإنطلاق إلى حيث تريد البرامج والمخططات , وهم يندفعون بغفلة وسذاجة , ولا يفهمون ماذا يتحقق من حولهم ويُستثمر فيهم , وإنما هم أدوات لتمرير أفظع المخططات وأقبح التفاعلات وأسوؤها في مسيرة المجتمعات المعاصرة.

ولا يمكن للعرب أن يستعيدوا قوتهم وكرامتهم وعزتهم ويرهبوا الآخرين من حولهم , إلا بالعودة إلى عروبتهم وإدراك المخاطر الحافة بهم , ووعي أن لا بد لهم من الإعتصام بما يجمعهم , ويؤهلهم للحفاظ على هويتهم وذاتهم وموضوعهم , وأن لا يكونوا أدوات سهلة لتحقيق أهداف الآخرين , الذين يسخرونهم لإستعادة أمجادهم , والوصول إلى أهدافهم بخدعهم وأضاليلهم , وإمتهان العرب وفقا لمسميات وتصورات وتوصيفات لا قيمة لها ولا معنى , إلا أن يقتل العربي العربي ويقضي على وجوده الوطني والإنساني , ويدفع بالأجيال لتكون من ممتلكات الآخرين وعبيدهم.

فهل أدرك العرب اللعبة أم أنهم في غفلتهم يعمهون؟!!