الحسين صرخة الاحتجاج التي تحمل التاريخ ايصالها إلى سمع كل ظالم وكل مظلوم . الظالم لتعيده إلى وعيه وانسانيته وردعه ان لم يرعوي والمظلوم ليهب رافضا مظلوميته سالكا طريق الحسين لاستعادة حقه وانسانيته بنبل وشجاعة رافضا كل ذلة وخنوع دونما مساس بحقوق اخرين وله في شهادة الحسين أسوة وطريقا ومحاكاة . والحسين نور الله الذي شاء بقدرته ان يراه المبصر والبصير ولا يتجاهله الا منكود .. هذا النور الذي شع من صحراء لا ظلال فيها ولا حياة فحول ( كربلاء ) إلى حاضرة الدنيا على مر العصور وكعبة للثائرين ومحجا للعشق الرباني ومهوى لافئدة المحزونين . لو تأملت الحسين كيف تعامل مع الوقت والظالم وقرار الحسم لهالك بساطة مسلكه وواقعيته وصدقه فهو عليه السلام راقب الانحراف بدقة ثم وقف منه موقف الرافض بلين ونصيحة وتذكير ومحاولة العودة بالظالم إلى جادة الصواب ولما لم يستجب أعلن موقفه منه فكشف بهذا الاعلان عن اتباع الله الذين تضامنوا معه ووقفوا خلفه جهرا وسرا مع انهم قلة واتباع الشيطان من طلاب الحياة الذين تضامنوا مع الظالم ووقفوا معه علنا واعلنوها حربا وهم كثرة ومع هذا لم يندفع الحسين أبعد مما تريده السماء بسبب وجود أنصار وان كانوا قلة ولم يتراجع بسبب كثرة اتباع الشيطان والتفافهم حول الظالم وعندما حانت ساعة الحسم تحرك لها الحسين واثقا بربه وبنفسه وانسانيته العظيمة رافضا رغد العيش والموادعة والسكون وارثه من الامجاد مع علمه باختلال ميزان القوى لصالح الظالم معلنا الخروج على الحاكم مفضلا الموت على أداء فريضة قرنت بالاستطاعة وسار من مكة إلى كربلاء محاطا بكل الأخطار ومثقلا بنصائح مثبطة للعزيمة صدرت من خائفين ومنافقين حتى جعجع به في الساحة التي رسمتها السماء لصراع حق يمثله الحسين ويقف معه فيه ثلة قليلة وباطل يمثله الحاكم وتقف معه أغلب الأمة اما بالسيوف او بالسكوت وخذلان الحق .
. ان قرار الحسين بالحسم لم يتطلب صبر أكثر من ساعات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة لينهي به معركة اريد لها من قبل اتباع الشيطان وئد صوت الحق إلى الأبد وارادها الله والحسين ان تكون منارا وجذوة ومنطلقا وبوابة لكل ثورات الحق على الباطل ومحرضا لكل مظلوم على عدم القعود والسكوت عن حقه والقيام بما قام به الحسين ولو بحد أدنى في مصارعة كل ظالم وباطل ..
طوبى للحسين
طوبى لمن سار على دربه رافضا ما رفض الحسين متسربلا بما تسربل به من نبل وعزة وكرامة وإنسانية وقدرة على التضحية .