9 أبريل، 2024 3:14 ص
Search
Close this search box.

الأقليم : اغلال و استقلال !

Facebook
Twitter
LinkedIn

نؤشّر اولاً أنّ مفردة ” استقلال ” هي الإستخدام الخاطئ بالكامل ” بما يتعلق بالأقليم ” , وأنّ اي عملية استقلال تأتي بعد احتلالٍ ما , ولم تكن كردستان محتلة يوماً طوال تأريخ الدولة العراقية , وما سيجري الأعلان عنه بعد الأستفتاء التمهيدي هو < انفصال ! > , ونأمل من وسائل الإعلام الألتفات لذلك .

ونؤشّر ثانياً أنّ القيادات الكردية متهمة بالخيانة العظمى جرّاء تعاونها السرّي والعلني مع العدو اثناء كافة الحروب التي مرّ بها العراق .

كما نشير ثالثاً أنّ الأستقلال الذي سيجري ” منحه ” لكردستان العراق من قِبل الغرب , ليس استجابةً لتطلعات وطموحات الكرد , بل لتجزئة العراق تحديداً , وبعكسه لماذا لا يمنح الغرب استقلالاً لأكراد تركيا او ايران او سوريا .!

وقبل الشروعِ في الولوج الى قلب الحدث , فأنّ إحدى المؤشرات لعدم زيارة ترامب للعراق في جولته الشرق اوسطية والأوربية , فذلك قد يشير الى قرب او اقتراب اعلان عن عزل وفصل شمال العراق وتحويله الى دولة مستقلة , لا يريد الرئيس ترامب أن تكون واجهته السلبية الفاضحة أمام العراقيين , سيما وله اجندة خاصة في العراق بعد القضاء القريب على داعش.!

كلّ ما كتبناه سابقاً حول الإستفتاء القريب والذي سيعقبه اعلان ” استقلال الأقليم كدولة ” , فما ذكرناه يتعلّق بالمديين المتوسط والقريب او الى حين انبثاق حكومة عراقية وطنية تخلو من الأرتباطات الخارجية , وتتجرد من الإعتبارات الغرائزية والمذهبية الضيقة ” وهو موعدٌ لا يمكن التنبؤ به لهكذا حكومة ” وقد لا يكون بعيدا ايضا .

ما يسمى بالأستقلال الكردي او ” الأنفصال ” اصبح كأمرٍ واقع تقريباً , انما ماذا سيليه اذا ما حصل .! هل سيضحى دخول العراقيين الى الأقليم بسمة دخول ” فيزا ” وبجوازِ سفر .! , وهل سيجري افتتاح السفارة الأسرائيلية في اربيل ويرفرف علمها خفاقاً , وهنالك احزاب اسلامية كردية وقوى وطنية ترفض ذلك .! , وماذا لو منعت الحكومة كافة العراقيين من السفر الى الأقليم , لينضرب القطاع السياحي الكردي برمّته , ويشكل عامل ضغط على قيادة الأقليم .! , كما ماذا لو اوقفت الحكومة العراقية الأستيراد من تركيا عن طريق الحدود البرية , وبذلك ستزول رسوم ارتال آلاف الشاحنات التي تتقاضاها قيادة الأقليم بشكلٍ يومي .! , وايضاً أنّ ايّ تنسيقٍ سياسي عراقي – تركي في المدى المنظور او المتوسط , فقد يضيّق الخناق على الكرد في الجانب الحدودي , سيما في التركيز على مسألة < ب.ك.ك > وايجاد بدائل عن انبوبي النفط الممتدة الى ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط .

أمّا المسألة الستراتيجية للأنفصال الكردي , فهي ” كركوك ” والتي يسموها في الأقليم بقدس كردستان .! , والتي كانت الأساس لسيناريو دخول داعش الى الموصل , وسحب الجيش العراقي من كركوك البعيدة جدا عن الموصل , لكي تدخل البيشمركة وتحتل كركوك من دون اطلاق رصاصة واحدة .!

وعلى الرغم من امكانية تقاسم عائدات نفط كركوك ” بنسبٍ متفاوته ” بين المركز والأقليم , لكنّ اية حكومة وطنية ستأتي لاحقا

فستغدو على استعدادٍ لقصف المنشآت النفطية في كركوك بالصواريخ والأسلحة الأخرى , وأنّ استعادة شمال العراق عسكرياً والغاء الكيان السياسي للأقليم , سوف لن يكون صعباً على الجيش العراقي اذا ما اعيد تنظيمه مهنيا ووطنياً . والى ذلك , والى ما اقرب منه ايضاً , فليس من المستبعد أن تقوم قوات الحشد الشعبي بمهمة تطهير الأقليم .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب