لفتَ نظري في لقاءٍ، لأحدِ السياسيين المعروفيين والمخضرمين، يُعرِّف
الأغمّ بأنه:”الرجل الذي لاينتفع منه أهله”،
ولا أدري من أي قاموس أتى بهذا التعريف من قاموس السياسة!.
ويقول العراقي تأسفاً، إذا فوّت مَكرمةً كان يمكن أن يصيبها : صابتني الغمامية. تراه، ومن هذه الغمامية صاغوا وصف التافه بالأغيم، أو الأغمّ، وتجمع على “غُمان”، وعن هؤلاء، صيغت كناية لطيفة هي : ولية غُمان، إذا تولت زمرة منهم شجاعاً وغلبوه بكثرتهم. ولا أدري، من ثم، إن كانوا قد اشتقوا فعل (الغمّة) من الغمامية أيضاً،
ويتشاءم العرب من الأغم ويعدونه إشارة على البلادة، وورد هذا في شعرهم حيث يقول أحدهم موصياً زوجته: فلا تنكحي إن فرَّقَ الدّهر بيننا..
أغمَّ القفا والوجه ليس بأنزعا.
وبالعودة إلى مفردة “الأغم”، وجدنا من معاني كلمة الأغمّ في اللغة العربية
تحمل عدة معانٍ بحسب السياق الذي ترد فيه:
1- في وصف السماء:
يُقال “أغمّت السماء” أي كثرت فيها الغيوم واشتد الغمام.
2- في وصف الأرض: يُقال “أغمّت الأرض” أي كثُر نباتها وازدهرت.
3- في وصف اليوم: يُقال “أغمّ اليوم” أي كان مليئًا بالحزن أو الكآبة.
4- في وصف كثافة الشعر:
رجل أغمّ يشير إلى الشخص الذي كثر شعره وتدلى.
إنّ هذه الكلمة تعكس طبيعة اللغة العربية في قدرتها على التعبير عن الأحوال المختلفة بدقة وثراء دلالي.
فمن أين جاء هذا السياسي
بمعنى ” الأغمّ” خلاف معانيه اللغوية؟!.