18 ديسمبر، 2024 10:59 م

الأغلبية الشيعية والانتخابات المقبلة

الأغلبية الشيعية والانتخابات المقبلة

المجتمع بحسب ثقافاته وتوجهاته وبطبيعة افكاره يصنع القوى السياسية الحاكمة، فهو اساس لتولي الحكم، سواء كان عادلا ام لا، وهو من يحدد مصير نفسه في الحاضر والمستقبل، من خلال تشخيصه وقناعاته في اختيار ذلك المرشح، الذي وجد فيه الشخصية الناجحة، فعلى الشعب ان يختار الطبقة الحاكمة بنفسه، وهو يتحمل نتائج سياساتها. وبطبيعة الحال ومنذ عام 2003 وإلى اليوم، عاش مكون الأغلبية الشيعي حياة مبعثرة، دامية، يسودها الفقر المدقع، وحالة من الفوضى الاقتصادية والاجتماعية، وتفاقم الانقسامات والتوجهات، ويقدمون الدماء بعد الدماء، حتى أصبح في كل بيت شهيد وجريح، وبالتالي؛ اطفالهم يتامى، نسائهم ثكالى، كبارهم مرضى، مدارسهم مهدمة، شوارعهم متربة ومظلمة، وانعدام حقوقهم الإنسانية بكل تفاصيلها، رغم التضحيات والصبر على الام الجوع، رغم الخيرات بأقليمهم، وتزايد نسبة الشباب، وكثرة الكفاءات.
فهنا نتساءل؛ هل سيفهم المكون الشيعي ساسته؟ أم سيبقى نائما ومغطى بغطاء الفشل؟ وهل سيثأر على ما قد جرى به من ويلات؟ ام سيبقى الصمت مخيما على ارواحهم؟ فالتساؤلات في هذا الصدد كثيرة، والصحوة في هذا المجال باتت عقيمة، ففي دراسة للمجتمع الشيعي وجدنا أنه في حالة من التخبط في التفكير السياسي، والتشظي القيادي، وهذا يدل أنهم إلى الان في سبات مستمر، وفي غفلة مظلمة. حيث من الصعب أن يفهموا او يثأروا، فهم الى الان من خانهم اصبح الزعيم، ومن وضع يده سرا بيد خيام الفتن في الانبار اصبح مدافعا عن المذهب، ومن نزع رداء البعث وارتدى عمامة الرسول ( ص ) أصبح أمامهم ومرجعهم، ومن سرق حقوقهم وخيراتهم مضى قائدا، والتاريخ خير شاهد على أكثرهم.
لذا لابد من النطق بالحق، وصحوة عقلية للمكون الشيعي، ومعرفة حقائق ما جرى عليهم من مؤامرات وظلم، وترك مفهوم التقديس لوضع الجميع تحت مجهر التقييم والمحاسبة، لكن ان طالت الغفلة، وتعمد الصمت الممزوج بالحقيقة، والخوف في التصدي؛ سيبقى هذا المكون تحت ظل مؤامرات الحروب والفقر والخداع.