من منا لم يسمع عن (الأعور الدجال) أو (المسيح الدجال) واختلاف اسمائه، وهو من علامات ظهور الإمام المهدي (عج) أو من علامات الساعة الكبرى، وهو رجل يخرج في وقت العسر والقحط ويخدع الناسليجذبهم لنفسه، وتختلف الروايات عنه فمنهم من قال إنه يدعي أنه المسيح، ومنهم من قال أنه يدعي الإلوهية، وغيرها من الأخبار، ولكن المسلم به أنه من أعداء البشرية وهو محتال ومخادع وأعور العين، وما جعلني أن استطرد في سيرته ليس شخصه بالذات، وإنما من على شاكلته اليوم، فالنظر بعين واحدة إلى كل أمور الرعية من المواطنين هو (إعورار) بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، وليس شرطاً أن يكون الأعور هو من فقد إحدى عينيه، بل الأعور من ينظر بعين واحدة صوب مشهد واحد، ويغض البصر عما في المشهد الأخر أو الجانب الآخر، أما الدجل والاحتيال فحدث ولا حرج، فخداع الناس بالوعود الكاذبة والتمييز بينهم بحسب ولاءاتهم هو الدجل بعينه، والالتفاف حول المصالح الشخصية من قبل بعض المتنفذين ووضع تلك المصالح معيارا لتقييم الناس واعطائهم حقوقهم هو احتيال بل لربما هو أكثر من هذا الوصف، فأن تترك يتيما بلا مأوى وتعطي لحاشيتك وأنصارك ما ليس لهم به حق هذا دجل، أن تدعي الانسانية وهناك من يتوسل إليك كي تنظر إليه بعين الرأفة والرحمة وتتجاهله بحجة الانشغال بأمور الرعية هذا احتيال، أن تقول ما لا تفعل وأن تفعل ما تريد لا ما يمليه عليك الواجب والضمير فهذا دجل واحتيال، أن تكيل بمكيالين وظاهرك لا يشبه باطنك هذا احتيال، ان تسمع ما يعجبك وتضع في اذنك وقرا عما لا يعجبك هذا دجل. الأعور الدجال اليوم بنسخ متعددة ولربما الدرس الذي نتعلمه من سيرة (الدجال) في آخر المطاف؛ أن ما أنت فيه لن يدوم وهناك نقطة نهاية لكل دجل واحتيال، وهناك منقذ في الختام سواء أكان إماما ام من انتهج خط الإمام في أن يكون إنسانا حرا ثائرا لا يستوحش طريق الحق ولا تلومه في الحق لومة لائم، وعلى من يجد نفسه متذاكيا على الناس في دهائه أن يعلم أن في الأمة رجالا حلماء عليه أن يتقي غضبهم، لا ان يتجاهل همس تحذيراتهم، التي تأتي اليوم بصدق نية الإصلاح وقد ترتفع شيئا فشيئا حتى تصبح صرخة مدوية ولات حين مندم، وعلى قول الشاعر عطا السعيدي:
بقياسات الولاء لكل عبيدك هاي العراق انت المطاع السيد المولى
على ماذا اتحاد وجلمة التنكال شو كلمن يشخبط كلت صفكوله
الأعور كله أعور مو جريم العين وأبو الجنيب كله بمشيتك لوله