23 ديسمبر، 2024 6:48 ص

الأعمى أعمى البصيرة لا البصر

الأعمى أعمى البصيرة لا البصر

قال عزَّ مِن قائل سبحانه:” فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ” من الآية 46 سورة الحج.يأمرنا الباري جَلَّ شأنه, أن نُحَكِّمَ بصيرتنا, ولا نَحكُم دائماً على ظواهر الأمور, فقد يخدعنا البصر أحياناً, فيحجب عنا الحقائق, إما عن جَهلٍ أو حِقد.يحاول بعض المتفيقهين, من أجل مكاسب دنيوية, أو تنفيذاً لأوامر وتعليمات من يتبعونه, قلب الحقائق دون تحكيمٍ للضمير, أو التحقق مما يتم طرحه, وتتباين شدة ذلك, تبعاً لما يتم دفعه سواءً مادياً, أو معنوياً بوعودٍ, لا يتم تحقيقها غالباً.فشلت التشكيلات الحكومية, بتقديم ما أوكل بها, عبر عقدٍ من الزمان, وتفشى الفساد إدارياً ومالياً, مئات المليارات من الدولارات, تم هدرها أو سرقتها, دون أي رادعٍ من القانون, باعتراف صريح بالفشل, من قبل المالكي وغيره, حيث ضاع الضمير عند بعض الساسة.عند تكوين الحقيبة الوزارية, برئاسة الدكتور العبادي عام 2014, والتي أطلق عليها بعض الساسة حكومة الأقوياء؛ كونها تظم قيادات عُرِفَت بتأريخها, وخلفيتها في النزاهة والوطنية, إلا أن ذلك لم يَرُق لأولئك الفاشلين, الذين تسنموا الحكم, ليتركوا تبعة ثقيلة, ينوء بها البلد, فلا أمان ولا أموال, إضافةً لبلدٍ قد تم احتلال ثلثه, من قبل تنظيمات الإرهاب العالمي.وزير النفط كان على كاهله الثقل الأكبر؛ كون الموازنة أحادية المورد, حيث تعتمد على النفط, لقد أثبت وزير النفط كفاءة بإدارته, أبهرت ذوي الاختصاص, لقد تم رفع الإنتاج, لعتبة الأربعة ملايين يومياً, بعد أن كان ما يقارب المليونين برميل يومياً, إضافة لبناء خزانات للنفط الخام, قريبة عن الموانئ, لدوام استمرارية التصدير, إضافة لذلك فقد قام باستغلال الغاز, المصاحب لعملية استخراج النفط, إضافة لحربه على الفاسدين, الذين كانوا مسيطرين على مفاصل الوزارة.لا نقول هنا, أنَّ العمل كان مثالياً دون سلبيات, فعملية استئصال سرطان الفساد, في جسد الوزارة كان منتشراً, وأزمة ما بين إقليم كردستان من جانب, والحكومة الاتحادية من جانب آخر, التي كانت متهمة بعدم ايفاءها, ودفع مستحقات الإقليم, تم وضع الحلول لها, لينقلب السحر على الساحر, وتتحول الأزمة ما بين حكومة الإقليم وموظفيه, ضمن اتفاقية مهد لها, السيد وزير النفط.حقد الفاشل ليس له حدود, كما أن السارق لا يشبع, مهما سرق أو أفسد, إنطلاقا من القول المأثور” مال الحرام حلو”, دون التفكير بعين البصيرة, إلى أنه أمرٌ سلبي, نهى عنه الخالق, وهو مستهجن من قبل المجتمع.يعلم أصحاب الاختصاص البيئي, ان الطحالب تنمو في الماء الراكد, فتزيده نتانة وتُغَيِّر لونه وطعمه, لتحيله من ماء صالح للاستعمال, إلى ماءٍ ضار, كذلك هم الفاسدون, فهم طحالب أصابت السياسة.لقد قيل قديما” عظَمة عقلك تخلق لك الحساد”, وأخيراً نقول لمن عَمِلَ مُخلصاً, “اصبر على كيد الحسود— فان صبرك قاتله فالنار تأكل نفسها —ان لم تجد ما تأكله”.