8 أبريل، 2024 7:48 م
Search
Close this search box.

الأعلام في كركوك .. إلى متى ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

إن ما يجري اليوم من تصريحات و تصرفات تهدف إلى تحويل كركوك إلى مدينة كردية هو أكثر بكثير من “غير المقبول” بالنسبة للعراق باعتباره بلدا فيدرالياً مستقلاً و لدول الجوار بسبب أهميتها الاقتصادية الكبيرة إقليميا ذلك إن الأخوة الكورد يبذلون كل ما في وسعهم لتحويل كركوك إلى إقطاعية كوردية بحجة قتال إرهابيي داعش ويرفعون الأعلام الكوردية في المحافظة “دعماً” لقوات البشمركة كما يقولون بمباركة مسؤولي المحافظة، علماً ان هنالك الكثير من التركمان يقاتلون عصابات داعش فهل سيكون الحال نفسه إن رفع العلم القومي التركماني على مباني و مؤسسات الدولة الرسمية في المدينة؟

و هنا نتسائل لماذا لا يرفع العلم العراقي لنفس الغرض؟ كلنا نعرف إن السبب الحقيقي لهذه الحملة هو التمهيد لقيام الدولة الكوردية وهو موضوع يكون للشعب الكوردي الرأي الفصل فيه ونعلم إن أهمية كركوك بالنسبة للعراق تعود لكونها تمثل جزءا هاما من الثروة الوطنية، هذه الثروة التي لم تكن تابعة لأي إقليم أو محافظة وإنما كانت تابعة دائما إلى بغداد طوال عهود مضت. هذه هي الحقيقة، وبإمكان من يريد الحقائق التاريخية ان يجلس مطولاً وان يفني حياته او ما تبقى منها محاولاً أن يصل إلى الحقيقة التي تنص على إن كركوك مدينة عراقية تركمانية هويتها التعايش السلمي و يجب أن ينصب اهتمام جميع الأطراف على الطريقة الأنسب لخلق حياة واقعية في المدينة التي تمثل عراقاً مصغراً بعيداً عن محاولات إثبات الهوية المزعومة.

خلال العهد البائد لم يدع الطرف الكوردي أحقيته بالمدينة ولم يصفها بـ ” قدس كوردستان” كما نسمع حالياً و لم ترفع الأعلام بهذه الصورة وكان الطرف التركماني يشير دائماً و يثبت أحقيته بالمدينة عبر التاريخ و بقيت الأمور مستقرة حتى بداية التغيير الديموغرافي الذي شهدته المدينة خلال العقد الماضي و هذا يعني أن الحقيقة حتى و إن كانت دامغة فلن يؤمن بها إلا من يريد الإيمان بها أصلا .

فلا مساومة على أحقية التركمان بكركوك و لا جدال على واقعية النفوذ الكوردي على المدينة بسبب انشغال السلطة المركزية بإعادة بناء الدولة، و اياً كان الدافع لظاهرة “عسكرة” مؤسسات الدولة في المحافظة و رفع الأعلام الحزبية فأسبابه سياسية اقتصادية بحتة، السياسيون الكورد اتبعوا منهجاً معيناً، و وضعوا مفاهيم معينه قد لا نتفق معها و لا يمكن أن تكون بديلاً عن عقليتنا و مفاهيمنا الخاصة و بالتأكيد لا يمكن أن تكون أفكارهم سبباً في موتناً.

لتكن رسالة أهالي كركوك هي السلام و التعايش و ليرفعوا علم العراق فهو الوحيد الذي يستحق أن يرفع دعماً للقوات الامنية.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب