23 ديسمبر، 2024 3:21 ص

الأعلام العربي بين مطرقة الحكومات وسندان رجال الأعمال!

الأعلام العربي بين مطرقة الحكومات وسندان رجال الأعمال!

_لابد لنا أن نقف عند حقيقة مهمة جدا مفادها..إن الإعلام هو الطريق المكلف بنقل الأحداث والأخبار بكافة أنواعها سواء كانت أخبار صادقة أم كاذبة!
_يجب أن لاننسى أن الإعلام يحتوي على الأشاعات والأخبار المفبركة!
منذ مطلع القرن الحالي بدأ العالم عموما والفضاء العربي بصورة خاصة يعج بمئات بل الآلاف من القنوات الفضائية الحكومية منها والخاصة. إن أهم مايميز اليوم واقع الأعلام انه يمارس لعبة التسطح الفكري، الذي يساهم بشكل كبير في خداع الجمهور والترويج للاوهام والأكاذيب..
ولايخفى على المتابع العربي للقنوات التلفزيونية والوكالات الإخبارية العربية بأنها غير مستقرة سياسيا وسريعة التغيير في بوصلتها الإخبارية وحسب متغيرات الوضع الميداني الدولي .. وعلى سبيل المثال لا الحصر، قناة الجزيرة وقناة العربية على وجه الخصوص، حيث العالم بأسره شاهد التغير السريع في الخطاب الاعلامي لقناة الجزيرة بعد أن تفاقمت شدة الخلافات مابين المملكة العربية السعودية ودول الخليج مع دولة قطر وتوجيه أصابع الاتهام لفضائية الجزيرة بأنها تقوم بتمويل الإرهاب ودعم الارهابين.. لقد تغير خطاب قناة الجزيرة بطريقة غير مسبوقة، حيث بات حليف الأمس عدوا وبكل المعايير.. وأصبحت الحرب الإعلامية واضحة للعيان على أرض الواقع بالرغم من عدم وجود حرب حقيقية تقليدية!!!
في الجانب الآخر من الرواية نشهد اليوم سياسة مفاجأة بل غريبة تتبعها قناة العربية والعربية الحدث، من خلال التحول الكبير في الخطاب الاعلامي للقناة وبالتحديد في قضية انقلاب الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح على ميليشيا الحوثي، حيث تغير الخطاب من الرئيس المخلوع إلى الرئيس السابق.. بالأضافة إلى ذلك أصبح الدعم الاعلامي للقناة موجه بالكامل لدعم أنصار صالح ضد الحوثيين !
في الحقيقة عند الوقوف والبحث في دهاليز عمل الاعلام والقنوات الفضائية هناك الكثير من تلك القنوات التي تمارس نفس السياسات المتمثلة في لعبة المتغيرات وحسب ما يتطلبه الموقف الدولي والجهات الداعمة والممولة للقنوات الفضائية.
ويمكن تلخيص بعض الأساليب التي تمارسها القنوات الفضائية ولعل أبرزها:

1. لاتوجد قناة في وقتنا الحالي من دون تمويل مالي سياسي سواء من دعم حكومي او تمويل خاص.. وبالتالي فأن سياسة هذه القناة تتغير حسب ما تمليه هذه الجهات .
2. إن العاملين في هذه القنوات أصبحت رسالتهم الإعلامية مرتبطة بالرسالة المتأرجحة لإدارة القناة او الوكالة حيث يؤدي ذلك إلى استمرارية هذه القنوات بعملها من دون أي مشاكل بينما لو كان هناك موقف اعلامي موحد من قبل هؤلاء العاملين والقيام بالاستقالة او حتى بعصيان مدني أو وقفة احتجاجية ضد التغير في سياسة القناة لما وجدنا هذا الأمر.
3. غياب الأطر القانونية والحقوقية التي تقنن عمل هذه الفضائيات وبالتالي هذا ينسحب على أنعدام المراقبة والمتابعة لهذه القنوات والوكالات من قبل سلطة القانون مما يجعل هذه المنابر الإعلامية تعمل بطريقة التمادي..بل اكثر من هذا حيت تستخدم نفوذها السياسي والحكومي في تكميم الأفواه مع المطالبة بأستقلالية الخطاب الاعلامي .
أخيرا…يحب أن يكون الأعلام هذه المهنة العظيمة الصرح الذي من خلاله يتم تصحيح المعلومات المغلوطة.. وإن يلعب الإعلام الدور المؤثر في تقويم السلوك السلبي في المجتمع.